الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف والرهاب، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب جامعي، أعرف عن الرهاب الاجتماعي وأعراضه، لكن لا تحدث معي أي منها، وربما حصل احمرار الوجه قليلاً وتسارع القلب.

أنا شخص نحيف وقصير وملامح وجهي صغيرة، ولا يوجد لحية، هذا ما يحرجني أكثر شيء أمام طلاب الجامعة، لا أعرف ما الحل؟! طبيعة شخصيتي هي أن أتحدى نفسي، فمثلاً أخجل من الشرح أمام الطلاب وأحاول أن أشرح أحياناً أنجح، وهي ربما مرة واحدة جربت أشرح ربما خوفي من الطلاب لما تعرضت له من إهانة من أصدقائي وأنا صغير عندما كنت أشرح أمامهم، وتجدني أحسب للناس ألف حساب، وحاولت أن أشتري كتب الثقة بالنفس، لكن هي عبارة عن شحنات لمدة قصيرة بالنسبة لي.

أرجو المساعدة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مراد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن لديك درجة من الخوف الاجتماعي البسيط، وفي ذات الوقت هذه الحساسية حول بنائك الجسدي وملامحك لا شك أنها ساهمت في تقليل كفاءتك الاجتماعية المطلوبة للتواصل مع الآخرين.

أولاً: لابد أن تبدأ في أن تصحح مفاهيمك حول نفسك، ولابد أن تقبل جسدك كما هو، الناس تختلف في ألوانها وأشكالها وحجم جسدها، هذه فوارق وتباينات طبيعية جدًّا، وهذه حكمة من حِكَم الله تعالى، إذا كان الناس بنفس الشكل وبنفس الطول وبنفس الحجم، هذا قد يضر كثيرًا بتوازن الحياة.

يجب ألا يكون هذا شاغلاً لك، ويجب ألا يشعرك بالدونية، أنت الآن تحس بشيء من القصور والدونية، هذا لا نريده لك أبدًا، ويمكن أن تبرز نفسك اجتماعيًا وبقوة، وذلك من خلال أن تكون قوي العزيمة قوي الشكيمة، لك وجود في الساحات العلمية على مستوى الدراسة، حاول أن تختلط من خلال انضمامك لجمعيات خيرية أو ثقافية أو اجتماعية، الرياضة الجماعية مع الأصدقاء دائمًا هي ركيزة أساسية للتطوير الاجتماعي وقتل الخوف والرهبة الاجتماعية، الحرص على صلاة الجماعة أيضًا ركيزة أخرى اجتماعية نعتبرها مروضة جدًّا للنفس.

أيها الفاضل الكريم: أنت محتاج لمثل هذه الآليات لتخرج نفسك من قوقعة المخاوف، صحح مفاهيمك.

بالنسبة للقراءات والاطلاع وكتب الثقة بالنفس: أنا لا أحب أن أقلل من قيمتها، لكن لا أعتقد أنها هي كل شيء، أو ربما لا تكون مفيدة لكثير من الناس، هي مجرد نوع من التوجيهات لكن المهم هو التطبيق، وأفضل تطبيق من وجهة نظري هو أن يحكم الإنسان على نفسه من خلال أفعاله وأعماله وليس من خلال مشاعره، ولا يمكن للإنسان أن يكون فعالاً ويفعل ويعمل إلا إذا أدار وقته بصورة صحيحة وكانت له أهداف.

هذا منهج بسيط لكنه يتطلب الاستمرارية ويتطلب الالتزام، وحين تُنجز وتفعل وتكون مفيدًا لنفسك ولغيرك سوف تتبدل مشاعرك وتتحول من مشاعر سلبية أو إلى ما يسمى بمشاعر الشعور بالدونية إلى مشاعر إيجابية جدًّا، وسوف تحس بعزة نفسك وكرامتك وعلو همتك.

المستقبل أمامك، فأنت صغير في السن، زود نفسك بسلاحي العلم والدين، فهما الأفضل ولا شك في ذلك.

هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء ربما تكون سمعت عنها، أيضًا هي ذات فائدة جمة للتخلص من القلق والرهاب الاجتماعي، وموقع إسلام ويب لديه استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك الرجوع إليها.

العلاج الدوائي: هنالك أدوية جيدة وبسيطة وتناسب سنك، مثل عقار فافرين، والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) إذا تناولته بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، أعتقد أيضًا أنه سوف يفيدك كثيرًا، ويعطيك نوعاً من القفزة والتحفيز الذي يساعدك على تطبيق الآليات السلوكية التي ذكرناها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً