الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد علاجاً مناسباً لمشكلة الرهاب الاجتماعي

السؤال

السلام عليكم.

أولاً أشكركم على الموقع، والله يجعل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم، أنا لدي مشكلة، وهي أنني عندما أذهب للصلاة ويكون المسجد مزدحماً تصيبني رعشة في ساقي، من شدتها أكاد أقع، وعندما أذهب إلى أعراس أو اجتماعات
يصيبني تعرق شديد، وتسارع في نبضات القلب، ورعشة في جسمي، ولا أستطيع التحدث مع أحد.

أتمنى أن تجدوا لي علاجاً سعره يكون مناسباً لي، خاصة أنني أتهرب من الحضور للمناسبات بسبب هذه المشكلة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالعزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن هذا الذي تعاني منه هو درجة بسيطة من حالة نفسية، نوع من أنواع القلق يسمى بالخوف الاجتماعي، وحالتك بالفعل بسيطة، الذي يحدث هو أنك حين تكون متحفزًا وتريد أن تقوم بأي نوع من المواجهة في تجمّع، هنا يأتيك هذا الشعور بالخوف، وهذا ينتج عنه إفراز مواد داخل الجسم، هناك مادة تسمى بالأدرينالين تفرز بكميات زائدة، وهذا يؤدي إلى شعورك بتسارع ضربات القلب وربما الرجفة والتعرق الشديد، فالعملية هي عملية نفسية وفسيولوجية، بمعنى أن وظائف الجسم تتغير تغيرًا بسيطًا، وهذا هو الذي يؤدي إلى هذه المشاعر.

أؤكد لك مرة أخرى أن حالتك بسيطة، والعلاج يتمثل في ألا تهرب من المواقف، بل على العكس تمامًا: تصر على أن تواجه، وتصر أن تذهب إلى المسجد وأن تكون في الصف الأول، سوف يحدث لك تعود تلقائي، هذا يحدث تدريجيًا، لكن الذي يهرب من الموقف يزداد لديه المخاوف، فكن حريصًا على أن تعرض نفسك وباستمرار لهذه المواقف.

أيضًا أكثر من الزيارات لأهلك وأرحامك وأصدقائك، وتصدر المجالس – هذا جيد – وابدأ دائمًا بالتحية، سلِّم على الناس بصورة جيدة، انظر إليهم في وجوههم، وتذكر أن التبسم في وجه الإنسان المسلم فيه صدقة كبيرة، وهكذا. هذه كلها تفيدك - إن شاء الله تعالى - .

أنصحك أيضًا بأن تمارس رياضة جماعية مع أصدقائك، مثل لعب كرة القدم مثلاً أو السلة، هذا فيه فائدة ومنفعة كبيرة جدًّا لك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: توجد أدوية كثيرة جدًّا، من أفضلها دواء يعرف تجاريًا باسم (زولفت) واسمه العلمي هو (سيرترالين) سعره معقول نسبيًا، والجرعة المطلوبة هي أن تبدأ بنصف حبة، يتم تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة، تناولها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب الزولفت هنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (إندرال) ويعرف علميًا باسم (بروبرالانول) أرجو أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، هذه أدوية بسيطة وسليمة ومفيدة جدًّا لعلاج الخوف الاجتماعي.

بالنسبة للزولفت: كما ذكرت لك أعتقد أن سعره معقول، وليس من الضروري أن تتحصل على الدواء الأصلي، إذا كان هنالك أي مستحضر تجاري لنفس الدواء فلا بأس في ذلك، حيث إنه دواء بسيط، هذا في حالة إذا استعصى عليك سعر الدواء الأصلي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً