الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من هبوط الضغط ووساوس الصلاة... فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من هبوط الضغط مع الدوخة منذ 3 سنوات، والوسواس في الصلاة، والتخيلات الجنسية.

أرجو المساعدة منكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نرجس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالنسبة لهبوط الضغط فهذا يحتاج مزيدًا من التوضيح، فانخفاض الضغط ربما يكون انخفاضًا فسيولوجيًا، أي أنه انخفاض طبيعي، بعض الناس يأتيهم انخفاض في الضغط وقتي، مثلاً حين يغيّر الإنسان نفسه من وضعية الجلوس إلى وضعية القيام، هنا ربما ينخفض الضغط قليلاً ويحس الإنسان بنوع من الدوار أو الدوخة أو الصداع البسيط، وهنالك بعض الناس بطبيعتهم يكون لديهم انخفاض في الضغط، وانخفاض الضغط الطبيعي يعتبر علامة صحية وليست علامة مرضية أبدًا.

فأرجو أن تذهبي إلى الطبيبة وقومي بإجراء الفحوصات للتأكد من مستوى الدم لديك، ووظائف الغدد، والأطباء لديهم فحوصات معينة لمثل هذه الحالات، وإن شاء الله تعالى كل شيء يكون طبيعيًا، وبعد ذلك ربما تحتاجين لتناول أطعمة كالأجبان أو الزيتون، والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح، لكن ليس هنالك حاجة لتناول أدوية لرفع الضغط ما دام الهبوط هبوطًاً فسيولوجيًا.

ومن المفترض أيضًا أن تغيّري نفسك من موضع الجلوس إلى موضع القيام ببطء، هذا مهم جدًّا، ويمكن أن تدربي نفسك على ذلك، وسوف يستجيب - إن شاء الله تعالى – الجهاز العصبي اللاإرادي لديك.

بالنسبة للوساوس في الصلاة والتخيلات الجنسية: هذه التخيلات أتمنى أيضًا أن تكون ذات طابع وسواسي، وهي تكثر حقيقة لدى الناس، فكما ذكرنا مسبقًا - لكثير من الأخوة والأخوات – أن الوساوس دائمًا تأتي للناس فيما هو عزيز عليهم، وفي مرحلتك العمرية الوساوس تنتشر وتكون عابرة، يعني أنها لن تكون مستديمة ولن تستمر لفترات طويلة.

من المهم جدًّا أن تتعاملي مع هذه الوساوس من خلال: تحقيرها ورفضها، وعدم الاهتمام بها، وأن تصرفي انتباهك لأنشطة أخرى ولأفكار أخرى. هكذا يتم التعامل مع الوسواس.

لا تناقشي الوساوس كثيراً، إنما يجب أن تلجئي في تحقيرها، والمقاومة والإيحاءات الإيجابية المضادة للوساوس هي من صميم علاجها.

إذا أطبقت عليك هذه الوساوس ولم تتحسن الأمور ففي مثل هذه الحالة ربما يكون من المهم أن تتناولي أحد الأدوية التي نعتبرها مضادة للوساوس، ومن هذه الأدوية عقار (فلوكستين) هو من أفضل الأدوية، وجرعته بسيطة جدًّا، كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين أو ثلاثة، لكن لا تلجئي إلى الدواء مباشرة، انتظري، قاومي، حقّري الوساوس ومكوناتها، وإن شاء الله تعالى تنتهي، وإن ظلت مطبقة هنا يمكن أن تتناولي الدواء.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب وثقتك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً