الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالضجر والملل رغم أن يومي مشغول!

السؤال

السلام عليكم.
جزاكم الله كل الخير.

ما أعاني منه الآن هو حالة نفسية غريبة, أشعر بعض الأحيان بأنني غير سعيد, وأحس بالطفش, مع أن يومي مشغول, لكن هذا الشعور يضايقني, وأيضا أعاني من بعض الانتفاخات في البطن, والشعور بعدم الراحة، وأيضا في بعض الأحيان يتكرر علي شعور بالغربة, وإحساس بأنني محبوس داخل رأسي, وكأنني إنسان آلي, وأني محبوس داخل الجمجمة, وسأطير, ولكنه لا يتكرر يوميا.

أيضا أحس بأنني سأفقد ذاكرتي, وأنظر فيمن حولي من أهلي, زوجتي, وأمي, وأحيانا أشعر بفقدان الاتصال, وكأنني أقول من أنتم, فهو شعور مزعج ويخوفني.

أرجو منكم مساعدتي, فأنا مقيم في أمريكا, وجهوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مبارك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الشعور بعدم الاستمتاع بجماليات الحياة، وافتقاد النظرة المتفائلة والإيجابية مع وجود الشعور بالتغرب؛ نشاهدها حقيقة في حالات القلق الاكتئابي البسيط إلى المتوسط، وهذه الحالات قد تكون عابرة، أو قد تكون مزمنة بعض الشيء، والإنسان من المفترض أن يعالجها إذا كانت عابرة أو كانت مزمنة.

ففي كلتا الحالتين المبادئ السلوكية يجب أن تسود ويجب أن تُطبق، وأهم مبدأ سلوكي هو التفكير الإيجابي والتفاؤل, الأفكار السلبية دائمًا تُحبط الإنسان وتُملي عليه مكونات غير جميلة في تفكيره، ولذا استعمال ما يُعرف بالإيحاء الإيجابي، أي أن يصر الإنسان على فكرة إيجابية ويكررها في داخل نفسه حتى يغرسها ويسحب الفكرة السلبية التي تقابلها، هذا النوع من التعويض النفسي الإيحائي مطلوب، وهو ليس بالصعب إذا طبقه الإنسان بجدية.

وجود الانتفاخات في البطن والشعور بعدم الراحة، هذا يتطلب حقيقة الإكثار من ممارسة الرياضة، لأن القلق الاكتئابي يعتبر أيضًا حالة نفسوجسدية في كثير من الحالات.

ممارسة الرياضة تعتبر ضرورة للتخلص من مثل هذه الأعراض، وأنا أرى أن هذه الأعراض إذا كانت مطبقة عليك ومتعبة –وأقصد بذلك الأعراض النفسية في المقام الأول ثم الأعراض الجسدية– فلماذا لا تتناول أحد الأدوية البسيطة التي تحسن من مزاجك وتقلل من هذا القلق، والذي أصبح أيضًا يأخذ طابع الهواجس الوسواسية، مثل قولك وإحساسك بأنك ستفقد ذاكرتك، هذا توجس وساوسي قلقي.

فأنا أرى أن استعمال الدواء –أحد الأدوية السليمة– سوف يفيدك كثيرًا، وعقار باكسيل –موجود في أمريكا– سوف يكون هو الدواء الذي نختاره لك، والجرعة المطلوبة هي عشرة مليجراما، أعتقد أنها جرعة كافية جدًّا في حالتك، يمكن تناولها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

بالطبع أنت تقوم بإجراء فحوصات طبية روتينية، لأن هذا من الأصول الطبية الجيدة، فمراجعة طبيب الأسرة –أو طبيب الرعاية الصحية، أو الطبيب الباطني– مرة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر للتأكد من القاعدة الفحصية المختبرية, وأن كل أجهزة الجسم على ما يرام، هذا يعطي الإنسان أيضًا دفعة نفسية إيجابية جدًّا، فكن حريصًا على ذلك، وعليك بالدعاء، وأسأل الله تعالى أن يزيل عنك كل مكروه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً