الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الناس تجرحني وتقلل من جمالي، فكيف أتصرف معهم؟

السؤال

السلام عليكم.

تعرضت لموقف جرح مشاعري، ولا أعرف كيف أتصرف، فأنا فتاة سمراء، لكني لست بشديدة السمار، مخطوبة لشاب أبيض، هذا الأخير أخبرني أن صديقا قال له: لمَ اخترت هذه الفتاة التي ليست جميلة؟! أنت أجمل منها، وأن هذا الكلام تلقاه من عدة أصدقاء، وأجابهم أن هذا اختياره ولا يحق لأحد التدخل فيه، وفي الشارع نتلقى نظرات تعبر عن ذلك بالرغم من أني أثق بنفسي، ولكن هذا الكلام جرحني كثيرا، ولم أجد أن إخباره لي بالموضوع تصرف صحيح، فهو يقول: لا يريد أن يخفي عني الموضوع، ساعدوني كيف أتعامل مع هذا الأمر؟ فأنا لم أتقبله ونفسيتي متعبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

معك الحق في أن تتأثري من مثل هذا الكلام، ومع الأسف فإن بعض الناس لا يلقون للكلام الذي يتفوهون به، ويحشرون أنفسهم فيما لا يعنيهم.

المهم في الأمر أمران:

الأول: موقف خطيبك منك؛ ويبدو أنه موقف إيجابي من خلال جوابه لأصدقائه عما يتحدثون به، وهو أن هذا هو اختياره، وإن كان الأولى أن لا ينقل لك هذا الكلام، وأنا متأكد أنه سيتعلم مع الأيام مثل هذه الأمور الحساسة.

والأمر الثاني: وهو الأهم، وهو موقفك أنت من نفسك ومدى ثقتك بنفسك؛ ويبدو مما ورد في سؤالك من أنك تثقين بنفسك، وهذا لا يعني أن لا تنزعجي من مثل هذا الكلام، فهذه هي طبيعة الإنسان، فهو مخلوق مليء بالأحاسيس والمشاعر.

ومثل هذه المزعجات لا تزيدك إلا قوة وممانعة، فالحياة فيها الكثير من هذا، ولكن من خلال حسن التصرف، تنقلب هذه الابتلاءات إلى منح ومصدر قوة -بعون الله-.

وفقك الله ويسّر لك الخير، ومبروك الزواج قريبا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً