الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم يبق للحج سوى شهر واحد، فكيف أمهد لابنتي بعدي عنها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مطلقة، وعندي بنت عمرها سنتين و 10 أشهر، أعيش مع والدي ووالدتي وأخواتي بنتي متعلقة بي جدا، وتخاف من كل حاجة أي صوت في الشارع تخاف منه (الشعر البالونات الفتل) حاجات كثيرة.

ذهبت بها للحضانة فأصروا على أن أتركها كانت أول مرة تبعد عني لمدة ساعة واحدة، نفسيتها تعبت جدا، وقد خوفوها من أجل أن تترك البكاء فقالوا لها: إذا لم تتوقفي عن البكاء فسوف يأكلك الأسد، وسندخلك القفص، بعدها ظلت تغمض عينيها في كل مكان تدخله حتى لا ترى شيئا، ولا تكلم أحدا، وهي متعلقة بي جدا لدرجة أني عندما أدخل الحمام تبكي.

المهم أنني -إن شاء الله- سأحج هذا العام ربنا يتمها لي وللمسلمين بالخير، وسأطلع مع والدي ووالدتي وسأترك ابنتي مع أخواتي (بنتين) أنا خائفة جدا عليها -نفسيتها تتعب أو تنصدم-؛ لأنني بالنسبة لها وأمي وأبي العناصر الأساسية في حياتها فهي مرتبطة بنا وسنتركها كلنا.

كيف أمهد لها في الفترة القادمة، ولم يبق سوى شهر واحد على السفر، ولا أريدها تنصدم نفسيا، لو سمحتم ساعدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله تعالى أن يبلغك الحج مع والديك، وأن تتميه على خير، وأن يكون حجًا مبرورًا وذنبًا مغفورًا وسعيًا مشكورًا.

موضوع ابنتك واضح جدًّا، بما أنك انفصلت عن زوجك ووقع الطلاق وابنتك معك، وحاولت أن ترعيها بالرعاية التعويضية، والرعاية التعويضية مشكلة كبيرة خاصة حين يكون الطفل طفلاً خاصًا – أي الولد الوحيد، أو الولد الأول، أو الولد وسط البنات، أو الطفل المعاق، وهكذا، وابنتك هي الابنة الوحيدة لك، وأصبحت تجدي أنت حاجتك النفسية فيها، وهي بالطبع تجد حاجتها النفسية فيك، دون الالتفات لما حولكما.

أنا أعتقد أن الإشكالية الأساسية ليست في البنت -وأرجو أن تسامحيني في ذلك- المشكلة الأساسية أن تعلقك بابنتك هو الذي دعم تعلقها بك، ويعرف في هذا العمر أن التربية التعويضية -أي أن تعوضي مكان والدها أو شيء من هذا القبيل- يعطي جرعات مكثفة ومكررة من التدليل ومن الحنان، وهذا له آثار سلبية على الطفلة.

أيتها -الفاضلة الكريمة-: العلاج -إن شاء الله- سهل جدًّا، أولاً: فيما تبقى من زمن الحج أرجو أن تجعلي بينك وبين ابنتك مسافة، أرجو ألا يشق ذلك عليك، اتركي البنت في الغرفة لوحدها، دعيها تصرخ، تفعل ما تشاء، وبعد ساعة على الأقل تفقديها، هذا الكلام يجب ألا يكون مستغربًا، حفظ مسافة جغرافية يؤدي إلى البُعد الوجداني المعقول والتربوي للطفل.

من الآن يجب أن تتركي ابنتك أكثر مع الشخص الذي سوف يقوم بالعناية بها في غيابك، اخرجي أنت بدونها، دعيها، وأنا أؤكد لك أن الطفل يتطبع في خلال يومين أو ثلاثة يمكن أن يتطبع تطبعًا جديدًا، ربما لا تتصورين ذلك، وأنصحك نصيحة مهمة جدًّا، وهي بعد أن تكوني في السفر وتستقروا في أداء المناسك لا تتواصلي مع ابنتك كثيرًا، أرجو ذلك، هذه هي الطريقة الطيبة وهذه هي الطريقة الجيدة، وأسأل الله تعالى أن يحفظ ابنتك لك وأن يجعلها قرة عين لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً