الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وتوتر، وكثرة حركة، ومن وساوس تطرأ علي في الدين.

السؤال

السلام عليكم..

أنا طالبة جامعية، كنت متفوقة إلى أن انقلبت حياتي منذ 10 سنوات، وزادت سوءا في آخر 4 سنوات، وأصبحت في الفترة الأخيرة شديدة القلق والتوتر، وكثيرة الحركة، ولكن دون هدف، فقط أتجول بلا هدف، وأشعر بضيق في التنفس، وأحيانا أرى كوابيسا في منامي، والأبشع أنه في الفترة الأخيرة، لا أستطيع التحكم في حركة عيني، مما سبب لي الإحراج من النظر لما لا يجب النظر إليه مع أسرتي أو مع أصدقائي.

أتمنى أن يكون قصدي مفهوما، وذلك جعلني أرغب في العزلة، وزادني كآبة على ما أعانيه، وأيضا أشك في وجود الله وأنا لا أريد، وأسب كل ما هو مقدس في عقلي، وكأني أصبحت شخصا آخر، حتى أنني أصبحت أتمنى الموت خوفا من نفسي، وأصابتني نوبة ارتعاش وبكاء وصراخ مؤخرا.

أريد التحدث عن كل ما عانيت منه، ولكن سيكون الكلام طويلا، ولأني تعبت من إعطاء نفسي الأمل بأن كل شيء سيعود كما كان، أريد التحدث مع أحد مستشاريكم إن أمكن.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أنت وصفت نفسك بأنك كنت فتاة متفوقة، وأؤكد لك أن الخبرة التي اكتسبتها سابقاً، والقوة المعرفية التي كنت تتمتعين بها، لا أحد يستطيع أن ينتزعها منك، فهي موجودة، وسوف تظل - إن شاء الله تعالى – موجودة، وما يعتريك الآن من قلق وتوتر ومخاوف ووساوس واضحة جدًا، وخاصة عن الذات الإلهية، - وإن شاء الله تعالى - فهي عابرة، ويمكن علاجها.

الفكر الوسواسي السخيف، وخاصة ذو المحتوى الديني، مثل النوع الذي تعانين منه، فإنه يجب أن يحقر، ويجب أن يغلق الطريق أمامه تماماً، وذلك بعد مناقشته، وصرف الانتباه عنه، ولابد أن تسألي نفسك ما الذي يجعلك منعزلة، وأنت شابة، لديك مقدرات معرفية سابقة، وهذه المقدرات لم تذهب عنك، ولا زالت موجودة، فلماذا لا تستفيدين منها؟

ضعي الشعار القرآني العظيم أمامك: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )، هذا يعني أن كل الذي تحتاجينه هو إخراج الطاقات الإيجابية، والاستفادة منها، وهذا يتم من خلال تنظيم الوقت، واجعلي لنفسك جدولا يكتب في ورقة، وتضيعنه في مكان بارز، وتتبعي هذه التعليمات التي كتبتها بيديك، وكوني صارمة جدًا مع نفسك في إدارة الوقت، وذلك بتخصص وقت للراحة، ووقت لأعمال البيت، ووقت للتواصل الاجتماعي، ووقت للترفيه عن النفس، ووقت الدراسة، وهكذا، فلابد أن تعطى حقها.

لأن تنظيم الوقت هو المفتاح نحو الإنجاز، ودونه لا يمكن أن يكون هنالك أي نوع من الإنجاز وإدارة الوقت بصورة صحيحة تعني إدارة الحياة بصورة صحيحة، كوني حريصة على أن تكون لك رفقة طيبة من الفتيات الصالحات صاحبات العلم والدين، وانخرطي في أي أنشط ثقافية أو اجتماعية هذا يفيدك كثيراً.

أقول لك: توجد – ولله الحمد - أدوية ممتازة تحسن المزاج، وتزيل الوساوس والقلق والاكتئاب، والدواء المطلوب في حالتك يعرف باسم مودباكس، وهذا هو اسمه التجاري، ويسمى أيضا زولفت ولسترال، واسمه العلمي هو سيرتللين، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة ليلاً بعد الأكل لمدة عشر أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم حبة يوم بعد يوم لمدة شهر أخر، ثم توقفي عن تناول الدواء، أؤكد لك أن هذا الدواء دواء سليم وبسيط وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.

حركة العين لا تنزعجي منها، فهي جزء من عملية القلق الذي تعانين منه، ومن خلال تنظيم الوقت فإن هذا كله سوف ينتهي، أنت الآن متفرغة لاستقبال القلق والتوتر، لذا تلاحظين كل ما هو متغير في نفسك وجسدك حتى ولو كان صغيراً وبسيطاً، ولكن من خلال تغير نمط الحياة، وإدارة الوقت كما ذكرت لك، وتناول هذا الدواء الذي وصف لك، - إن شاء الله تعالى - كل هذا الذي بك سيزول، وستشعرين بطيب الخاطر والسعادة إن شاء الله تعالى.

وللفائدة راجعي علاج وساوس العقيدة سلوكيا: ( 263422 - 283543 - 260447 - 265121 ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً