الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي خوف وقلق وتوتر واكتئاب ما بعد الولادة، ما العلاج لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة لله وبركاته

أريد حلاً، فمنذ (5) سنوات تعبت فجأة، وجاءني خفقان وأحسب أنه الموت، وأطرافي بردت وصرت أنتفض! ذهبت إلى المستشفى فقال ما فيك شيء، فصرت في دوامة من مرض لمرض -والحمد لله دائماً-.

صرت تعبانة وأبكي، رحت المستشفى النفساني، وقال فيك خوف وهلع، وصرف لي (بوسي أر وسبرالكس) واستمريت عليه، وتحسنت كثيراً، لكن المشكلة سمنت زيادة (15) كيلو، وبعدها كل فترة يضبط لي العلاج، وإذا تحسنت أتوقف وأرجع أتعب بعد فترة، وحالياً صرف لي (سبرالكس) 20حبة يومياً، لكن معي خوف شديد من الموت وتوتر، وأتوهم أي شيء يجيئني أنه الموت!

ما تحسنت! مع أن لي شهراً آخذ العلاج، وما أحب أن أنام في بيت أهلي، فإذا جئتهم أحس بقلق شديد، وعندي بنت وولد، وجاءني الاكتئاب في حملي بالأول.

أتمنى أن أجد حلاً للخوف والتعب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أتفق تمامًا مع الطبيب الذي قال لك إنك تعانين من قلق المخاوف، والذي يتمثل في نوبات الهرع، وكذلك الهلع والخوف، ودائمًا هذه النوبات تكون مصحوبة بشيء من الوسوسة، وما نسميه بالقلق التوقعي، وكذلك اكتئاب ثانوي، ليس من درجة مرتفعة أو كبيرة، فكل الذي بك هو قلق المخاوف، وليس أكثر من ذلك.

بالنسبة للعلاج: تجاهل الأعراض مهم جدًّا، وتجاهل الأعراض يأتي من خلال استغلال الوقت وإدارته بصورة جيدة، فأنت -الحمد لله تعالى- لديك مسؤوليات منزلية، ولديك الكثير مما يمكن أن تقومي به حيال أسرتك وأولادك وزوجك، وأن تكون لك طاقات نفسية حقيقية تستفيدين منها بصورة إيجابية.

من المهم جدًّا ومن الضروري إذن أن تديري وقتك بصورة جيدة، وأن تغيري من نمط حياتك، هذا هو الذي أرجوه منك، وهذا هو الذي أطالبك به، وأعرف أنه سوف يفيدك كثيرًا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أتفق معك أن السبرالكس في حوالي أربعين بالمائة من الناس قد يؤدي إلى زيادة في الوزن، خاصة في الأربعة أشهر الأولى للعلاج، بعد ذلك قد لا تحدث زيادة كبيرة في الوزن، لكننا ننصح منذ بداية العلاج أن يكون الإنسان حذرًا في ترتيبه الغذائي، وأن يمارس الرياضة، خاصة الذين لديهم القابلية أو الاستعداد أو تاريخ أسري للسمنة.

الدواء دواء فعال، دواء ممتاز، وأعرفُ من يتناولون هذا الدواء منذ فترات طويلة دون أي مشكلة.

أنت الآن تتناولين السبرالكس ولم تتحسني كما ذكرت، وأنا أقول لك إن التحسن قد يأتي في بعض المرات بعد شهرين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك، فلا تيأسي أبدًا.

الخيار الأول هو أن تواصلي على السبرالكس بنفس الجرعة – أي عشرين مليجرامًا – ويمكن أن تدعميه بدواء آخر بسيط جدًّا يعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) ويعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) والجرعة المطلوبة هي نصف مليجرام صباحًا وأخرى مساءً لمدة شهر، ثم نصف مليجرام – أي حبة واحدة – لمدة أسبوعين، ثم تتوقفين عنه وتستمرين في تناول السبرالكس.

بما أن هذه هي الانتكاسة الثانية لك، ولك تاريخ اكتئاب ما بعد الولادة في حملك الأول: يجب أن تظلي على جرعة العشرين مليجرامًا أقل شيء لمدة ستة أشهر، بعد ذلك تخفضي الجرعة إلى خمسة عشر مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى عشر مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر.

هذا هو البرنامج العلاجي الدوائي لمثل حالتك، وأنا متأكد أن طبيبك سوف يُرشدك على نفس هذا السياق أو هذا النمط.

هنالك بالطبع أدوية بديلة للسبرالكس قد لا تؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن، ومنها عقار (فافرين) وكذلك عقار (بروزاك) لكن أعتقد أنني سوف أترك أمر هذه الاختيارات لطبيبك.

الخيارات يجب ألا تلجئي إليها إلا إذا اتضح بالفعل أن السبرالكس غير مفيد بالنسبة لك، وأنه قد سبب لك زيادة في الوزن أصبح من الصعب التحكم فيها.

إذن الحلول موجودة، وهذا أمر يجب أن يكون مبشرًا لك.

من المهم أيضًا أن تطبقي تمارين الاسترخاء، ربما الأخصائي النفساني يقوم بتدريبك على ذلك، أو يمكنك الرجوع إلى استشارة في إسلام ويب تحت رقم (2136015) بها تعليمات مبسطة جدًّا ومفيدة جدًّا، فأرجو أن تطبقيها.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأؤكد لك أن حالتك سوف تتحسن وبصورة مطردة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً