الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محتارة في اختيار التخصص، وما هو الأفضل لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لدي استشارة بسيطة في ظاهرها معقدة بالنسبة لي..

وهي أني لم أستطع حتى الآن اختيار تخصصي، رغم أن معدلي عال جدا - ولله الحمد -، وكل التخصصات مفتوحة أمامي، ولقد بحثت وشاركت في دورات وغيرها لكي أبحث عن ذاتي، أو أفهم ماذا أرغب؟ ولم أجد أي مؤشر أو ميول إلى تخصص معين.

التخصصات هي إنجليزي، والآخر تخصص جديد بالنسبة للبنات في بلدي، والتوجه له الآن يعني سيكون مميزا بالنسبة للفتاة التي تدرسه.

التخصص الأول: أرى أنه له مستقبل وظيفي ممتاز، وسهل بالنسبة لي، أما التخصص الثاني: فميولي له، وأرى أن فيه علم أكبر، وله مكانة اجتماعية، ولكن مستقبله مجهول ومحير إلى الآن في بلدي، ولا أعرف ما هي رغبتي الحقيقية؟

بحثت وبحثت وأقنعت نفسي تارة بإحداها، وتارة بالآخر، ولم أجد جوابا ماذا أريد بالضبط حتى الآن؟

أخذت إجازة جامعية لكي أفكر فيها، ولم أجد نفسي، أو لم أستطع أن أقرر حتى الآن، كما أن عندي مشكلة، وهي أنه ليس لدي قدرة على اتخاذ القرار في الأمور الحاسمة مثل هذه.

استخرت، واستشرت كثيرا، ولم أقرر قرارا حاسما حتى الآن، وأتمنى أن تكون الإجابة عميقة، وفيها توصيات غير سطحية، لأني وثقت كثيرا في موقعكم.

أرجو منكم - إن استطعتم - التواصل معي عبر البريد من أحد المتخصصين، لأن موضوعي أعمق، وأريد أن أناقشه مع شخص متخصص، ومستشار تربوي، أو دكتور نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طالبة علم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

وكنت أتمنى لو ذكرت لنا ما هي الخيارات التي تفكرين فيها، وما هي طبيعتها، ليكون حديثنا أكثر دقة ووضوحا، ولتكون الإجابة تلمس الواقع تماما، وتشعبت كثيرا.

بالنسبة لي هناك احتمالان لمثل هذا الموقف:

الأول: أن عندك بعض الصعوبات عموما في اتخاذ القرار في بعض الأمور، وعندما يكون عليك الاختيار بين عدة احتمالات، وأن هذا ليس بالضرورة له علاقة فقط في موضوع الدراسة، وإنما هي قضية عامة في الحياة، حيث تشعرين بالحرج الشديد عند اتخاذ القرارات، فتتأخرين هذا القرار لآخر لحظة.

والثاني: وهو يتعلق بما ذكرته في الأعلى، من أنه حقيقة ليس من السهولة الاختيار بين فروع الدراسة الجامعية.

طبعا ذكرت أمرين، وهما: مدى ميولك، والثاني مدى توفر الوظيفة المتعلقة بهذا التخصص، وشخصيا لا أرى أن ينظر الإنسان فقط لأحد هذين الجانبين من دون الآخر، ولابد من النظر للأمرين معا، فإذا تأكد لنا 100% أنه لا فرصة للعمل، فقد لا يكون من الحكمة اختياره، وكذلك إذا تعرفنا على تخصص نضمن أن فيه عمل أو وظيفة، إلا أنه لا رغبة لنا فيه أبدا، ولا أي نوع من الميل، فمن الخطأ الكبير أن نختاره لمجرد وجود فرصة العمل.

ضعي على عدة بطاقات صغيرة التخصصات التي تريدين الاختيار منها، واكتبي تحت كل تخصص إيجابيات وسلبيات كل تخصص، ومن ثم استبعدي التخصصات التي لا ترتاحين إليها، إما لعدم وجود الرغبة، أو أنه ليس لها حظ وافر من فرصة العمل.

ومن ثم كرري نفس الأمر على الاختيارات القليلة التي بقيت أمامك، وهكذا حتى تنتهي باختيارين اثنين، وعندها، أعيدي كتابة إيجابيات وسلبيات كل منهما.

ولكي تتمكني من اتخاذ القرار النهائي، يمكنك مثلا أن تقومي بالتالي:

• محاولة وضع تاريخ وساعة معينة كآخر وقت لاتخاذ القرار، وقبل نهاية الوقت المتاح لك، أي بكـّري في وضع آخر وقت لاتخاذ القرار، وبذلك تستطيعين اتخاذ القرار قبل وقت طويل مما هو مسموح به

• ندما يكون القرار في شأن الاختيار بين أمرين أو خيارين، فهناك من وضع جدولا بإيجابيات وسلبيات كل احتمال، وبعملية حسابية بسيطة اختاروا الاحتمال الأكثر إيجابية والأقل سلبية.

• وكحل أخير، ويمكن أن يفيد الأمر كثيرا بين خيارين متقاربين، أن تكتبي كلا من الاحتمالين على ورقتين صغيرتين، واختاري وبعينين مغمضتين واحدا منها، وكفى.

وأرجو أن يكون في هذا ما يساعدك في أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً