الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخر لدي حدوث الحمل، هل اضطراب الدورة هو السبب...وما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة لي ستة شهور، وعمري 21 سنة، جاءتني الدورة ثلاث مرات بعد زواجي، المرة الأولى جاءت بعد الزواج بأسبوع، ونزلت طبيعي، وانقطعت شهرين، ولم تنزل إلا بحبوب، وعندما ذهبت للدكتورة سألتها هل عندي تكيس؟ اكتفت بهز رأسها هزة خفيفة، فهمت منها أنه بسيط، ولا داعي للقلق.

ليس لدي أعراض تكيس المبايض مثل تساقط الشعر وحبوب في الوجه والوزن الزائد.

المرة الثالثة نزلت طبيعي بعد 45 يوماً من انقطاعها، وإلى الآن لم تأت! مع أن لها تقريباً 47 يوماً من يوم انقطاعها.

علماً أنه عندما انقطعت الدورة بأسبوع تقريباً أحسست بآلام شديدة نوعاً ما في الجهة اليمنى من البطن، استمرت لمدة أربعة أيام، وأحس بكتمة دائماً، وصعوبة في التنفس إلى الآن، وعملت تحليل حمل منزلي ولم يظهر حمل.

علماً أني في اليوم ال25 بعد انقطاع الدورة ذهبت مع والدتي في زيارة دورية للمستشفى، وقالت لي الدكتورة وهي صديقة والدتي دعيني أرى هل هنالك كيس جنين ولم يظهر لها في السونار.

سؤالي: هل تحدث إباضة كل شهر حتى لو لم تنزل الدورة شهرين متتاليين؟! وهل كثرة الجماع تأخر الحمل أو تضطرب بها الدورة؟ يعني معدل ثلاث إلى أربع مرات يومياً؟

وما هي عوامل الحمل غير الإباضة؟ وهل الرياضة والحمية الغذائية وشرب الزنجبيل تساعد على اختفاء التكيس البسيط؟

علماً أن دورتي قبل الزواج كانت مضطربة، ولكن ليس إلى هذا الحد، كانت تأتي كل 35 يوماً واحياناً تتأخر يومين أو تتقدم، وقبل زواجي بثلاثة أشهر انتظمت كل 28 يوماً.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

إن تكيس المبايض يؤدي إلى عدم حدوث الإباضة، وإلى تباعد في الدورة, لكن يجب دوماً وقبل القول بهذا التشخيص, أن يتم استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة، والتي تؤدي إلى تباعد الدورة, مثل اضطراب وظيفة الغدة الدرقية, وارتفاع هرمون الحليب, وغير ذلك.

حتى لو تمت رؤية بعض التكيسات على المبيضين, فيجب دوماً عمل بعض التحاليل الأساسية وهي:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-PROLACTIN-TSH-FREE T3-T4-DHEAS-17-HYDROXYPROGESTERON.

ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة وفي الصباح.

فإن تم التأكد من عدم وجود سبب آخر لاضطراب وتباعد الدورة, فيمكن حينها القول بأن السبب هو وجود تكيس في المبايض.

بالنسبة لك, حتى قبل الزواج يمكن القول بأن الدورة كانت غير منتظمة, كونها كانت تنزل في بعض الأحيان كل 35 يوماً, لأن غياب الدورة مدة أكثر من 34 يوماً يعتبر تباعداً.

قد يكون سبب ما حدث معك من ألم وصعوبة في التنفس في آخر دورة شهرية, هو بسبب تشكل كيس مائي على المبيض, وقد يكون انفتح وتسرب السائل إلى جوف البطن وسبب لك تلك الأعراض.

على كل حال, إن تأكد بأن السبب في اضطراب الدورة عندك هو تكيس المبايض, فإن العلاج في مثل حالتك هو بخفض الوزن, إن كان زائداً عن الحد الطبيعي, عن طريق الرياضة والحمية, وبتناول حبوب (الغلكوفاج ) التي تعطى في حالات السكري, فإن لم يحدث تحسن على هذه الطريقة بعد 6 أشهر, فيمكن اللجوء إلى تنشيط المبايض عن طريق المنشطات, فهي ستفيد في إزالة التكيس وبنفس الوقت في المساعدة على الحمل إن شاء الله تعالى.

يجب البدء بحبوب الكلوميد أولاً, ولكن قبل البدء بالمنشطات, يجب التأكد من أن السائل المنوي عند زوجك مخصب وطبيعي, وكذلك يجب عمل صورة ظليلة للرحم والأنابيب، للتأكد من أنها سالكة, فهذه عوامل هامة وأساسية في حدوث الحمل.

إن شرب الزنجبيل بكمية معتدلة هو أمر صحي ومفيد, لكنه لا يغني عن إنقاص الوزن أو عن الأدوية في علاج التكيس, بل يمكن القول بأنه يفيد كعلاج داعم فقط للحفاظ فيما بعد على توازن الهرمونات.

بالنسبة لسؤالك عن حدوث التبويض فأقول لك: لا يمكن أن تحدث الإباضة كل شهر بدون أن تنزل الدورة لمدة شهرين متتالين.

بعد حدوث الإباضة إما أن يحدث الحمل أو تنزل الدورة, أو في بعض الأحيان القليلة, قد يتشكل كيس مائي وظيفي على المبيض, مما يسبب تأخر نزول الدورة, وهنا سيتم رؤية الكيس بالتصوير التلفزيوني بكل وضوح, ولن تحدث الإباضة ثانية في أي من المبيضين قبل أن يزول هذا الكيس المائي, ولن تنزل الدورة قبل أن يزول تماماً.

إن تكرار الجماع بالطريقة التي ذكرتها يقلل عدد الحيوانات المقذوفة في كل مناسبة زوجية, وهذا قد يؤثر على نسبة حدوث الحمل في بعض الأحيان, لكن ليس دائماً, خاصة إن كان عدد الحيوانات المنوية بالأصل على الحدود الدنيا.

الأفضل في مثل هذه الحالة ألا يكون الجماع بمثل هذا التواتر الكثير, وذلك لإعطاء فرصة لتتجمع الحيوانات المنوية، وتتم نضجها بشكل كافي, والجماع بشكل يومي أو يوم بعد يوم هو أمر كافي لحدوث الحمل بإذن الله.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بما تقر به عينك .

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً