الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إحساس بالخوف والدوخة أثناء الصلاة وقيادة السيارة، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أحس بخوف ودوخة شديدة وقت الصلاة في المسجد، وأثناء قيادة السيارة في الطرق السريعة، وحالة هلع وسواس خفيفة، ولمدة خمس سنوات عانيت من هذا المرض حتى صرت أكره نفسي!

ما أقدر أسافر لوحدي وأنا أقود السيارة، ولا أقدر أصلي في جماعة من الخوف والدوخة، وكنت أصلي بالبيت أو أنتظر للركعة الثانية وأذهب للصلاة.

ذهبت للرقاة، لكن لم أجد شفاء سوى راحة نفسية لمدة معينة، ثم تختفي، صبرت لأني كنت مؤمناً بالله مثل ما ابتلاني به هو قادر على شفائي، والحمد لله على كل شيء.

أثناء تصفحي على النت وجدت عنواناً في موقعكم، مريض بنفس حالتي، وعرفت أني أحتاج للدكتور النفساني، وذهبت لبروفسور ودكتور أمراض نفسية في أفضل مستشفى بمدينتي، وشرحت له حالتي.

أعطاني أدوية ( زانكس 50 وسيبالكس وفافرين 50 ) لمدة شهرين، قال لي استخدم الأدوية، وأول أسبوعين أحسست بتعب واستحملت لأنه هو قال لي تبدأ في مفعوله، وبعد أسبوعين أحسست براحة نفسية تامة، ثم بعدها حبة حبة قدرت أصلي في جماعة بدون خوف ودوخة –الحمد لله- وصرت أقدر أسوق بدون ما تجيئني دوخة ولا خوف –الحمدلله-

لكن السواقة ليست لأماكن بعيدة، ولوحدي، ولأجل أقدر أحكم أني شفيت منها، أما الصلاة -الحمد لله- أذهب لها بعد الأذان على طول.

ذهبت للدكتور بعد شهرين وشرحت له ماذا حدث لي من شفاء، والحمد لله، وقلت له إني جيد وقدرت أصلي في المسجد بدون ما تجيئني الأعراض، وبراحة نفسية الحمد لله.

لكن قيادتي للسيارة لم أحكم عليها أني شفيت أو لا، لأني لم أذهب لأماكن بعيدة للتأكد أني شفيت.

الوسواس والتفكير اختفت بنسبة 80% الحمد لله، ثم صرف لي (زانكس0.25 وسيبالكس وفافرين 100 ) وقال لي تعال بعد شهر، وحاول تسوق في الطرق السريعة، ولا تخف، فالقيادة شيء سهل وبسيط، هي نقطة بالمخ واختفت.

ما سبب هذا المرض؟ سبحان الله.

أتمنى أنكم ترون ما الأنسب لي وتقولونه؟ وأشكركم على قراءة ما كتبته وجعله في موازين حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مهند حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أشكر لك تواصلك مع إسلام ويب وثقتك في هذا الموقع، وكل عام وأنتم بخير.

قد أحسنت حقيقة التصرف بذهابك لمقابلة الطبيب النفسي، فأعراضك بالفعل هي أعراض نفسية واضحة، وهذا نسميه بقلق المخاوف الوسواسية، والجزئيات ثلاثة، وهي (القلق – والوساوس – والمخاوف) لكنها متداخلة وتمثل حالة واحدة وليست أمراضاً متعددة.

المخاوف قد يختفي بعضها، وقد يظل البعض متواجداً، قد تظهر مخاوف جديدة وتختفي مخاوف قديمة، لكن في نهاية الأمر حين يسير الإنسان على طريق الشفاء - بإذن الله تعالى – يُصلَح أمره وتعود له صحته النفسية بصورة كاملة.

أعتقد أنك - إن شاء الله تعالى – سوف تجنبي ثمار قناعتك بالعلاج، وأوصيك بأن تجتهد في التطبيقات السلوكية، والتي تقوم أصلاً على مبدأ تحقير الخوف والوسواس، ومواجهته، وعمل ما هو ضده، وتجاهله، والدواء يساعدك كثيرًا ويمهد لك الطريق نحو تحمل القلق الذي يأتيك عند المواجهة، وبعد ذلك يحدث لك ما نسميه بالتحصين التدريجي، بمعنى أن المخاوف تبتدئ في القلة والاضمحلال تدريجيًا حتى تختفي تمامًا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: لا شك أن سيبالكس والذي يعرف باسم (سبرالكس) ويعرف علميًا باسم (إستالوبرام) وكذلك الفافرين ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) هي أدوية ممتازة جدًّا وفاعلة لعلاج قلق المخاوف الوسواسي. الزناكس أيضًا دواء إسعافي ممتاز، يُعطى بجرعات صغيرة ولمدة قصيرة.

استمرارك على السيبالكس والفافرين هو المطلوب، أما بالنسبة للزناكس فيجب ألا تستعمل أكثر من أربعة إلى ستة أسابيع في أقصى الحالات، وعليه أرجو ألا تستعجل أبدًا في التوقف عن السيبالكس والفافرين، واتبع التعليمات التي سوف يوجهها لك طبيبك.

فترة العلاج يجب ألا تقل بأي حال من الأحوال عن ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، لأن العلاج كما تعرف له مراحل (هناك مرحلة البداية – أو المرحلة التمهيدية – وهي مرحلة يُعطى الدواء فيها بجرعة صغيرة، ومن خلال ذلك تُحضر خلايا الدماغ وما يسمى بالمستقبلات العصبية لتحمل الجرعة الأكبر، وهي الجرعة العلاجية، وهذه يُؤمل ويُرجى تمامًا أن تختفي الأعراض من خلالها، بعد ذلك تدخل مرحلة الوقاية، ثم تأتي مرحلة التوقف التدرجي من الدواء).

أنت - إن شاء الله تعالى – تسير على الطريق الصواب، والتحسن واضح، وإرادة التحسن لديك ممتازة جدًّا، وهي مهمة، وإن شاء الله تعالى كل ما بك ينتهي من خوف وقلق وتوتر، وأرجو أن تعيش حياتك بحيوية ونشاط، وأن تكون مفيدًا لنفسك ولغيرك، هذه مبادئ سلوكية من يتمسك بها يحس فعلاً بثقة عظيمة بنفسه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً