الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من عادة وضع الإصبع في الفم قبل النوم؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا أستخدم الأصبع أثناء النوم، وأريد أن أتخلص من هذه العادة دون حاجة لأن أذهب لطبيبة نفسية، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

هنالك عادات مكتسبة كثيرة، وخاصة في مرحلة الطفولة واليفاعة - أي في مثل سنك -، وهذه العادات كثيراً ما تكون رتيبة ومكررة، حتى أن العلماء في علم النفس يعتبرونها نوعا من الوساوس، فمثلاً: تجد الطفل الصغير في بعض الأحيان لابد أن ينام على سريره في وضع خاص، أو لا ينام إلا عندما يضع غطاء خاصا عليه، وهنالك من الأطفال من يضع لعبته المفضلة معه، وهنالك نمط من أنماط السلوك التطبعي الروتيني الوساوسي الذي نشاهده عند الأطفال، وعملية قضم الأظافر، ومص الأصابع أيضا هي من عصاب الطفولة، وأنت تستخدمين الإصبع أثناء النوم.

وربما يكون المقصود هو أنك تضعين أصبعك في فمك في أثناء النوم، فإذا كان هذا هو الذي يحدث لك، فأقول لك: إن هذا نوع من العصاب، أي العادة العصبية، وهو يوازي الوساوس، وهذا الاستخدام للأصبع يبدأ قبل النوم، أو في مرحلة النوم الأولى، والنوم له أربعة مراحل، حيث تكون المرحلة الأولى والثانية مراحل خفيفة، أي ليست بعمق، أما المرحلة الثالثة والرابعة فهي عميقة نسبياً، ولذا لا يحدث فيها مثل هذا الفعل.

والذي أنصح به: هو أن تحاولي في أثناء اليقظة أن تفكري في وضع أصابعك في فمك لكن لا تقومي بذلك، أي اقتربي بأصابعك نحو فمك، وثم بعد ذلك انزعي الأصبع أو اسحبي يديك فجأة وأنت تشيرين بإصبعك إلى فمك، جربي هذه التمارين، وهذا نسميه التحصيل التدريجي، يعني أنك تحرمين نفسك من فعل الفعل الوساوسي المتكرر، وهذا يؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي.

الأمر الآخر، وهو مهم جداً وضروري جداً: في أثناء النوم، دائماً نامي على شقك الأمين، وضعي يديك تحت رأسك، فهذا الوضع يجعل اليد اليمنى تحت التحكم، مما يصعب عليك استخدام الإصبع، وفي الغالب إصبع اليد اليسرى لا يستعمل في مثل هذه العادات الوسواسية الرتيبة، وبالطبع سوف تقرئين الأذكار، وهذه - إن شاء الله تعالى - سوف تبعث فيك طمـأنينة كبيرة، وقبل النوم لابد أن يكون لك إصرار على أن لا تستخدمي إصبعك، لأن الأفعال اللاإرادية، مثل التي تقومين بها، يمكن للإنسان أن يتحكم فيها إرادياً، ولو بصورة جزئية، يعني أن الإصرار على عدم استخدام إصبعك قبل النوم هو في نفس الوقت سوف يعطي إشارات قوية جداً للجهاز العصبي الذي يحرك الأصبع بأن لا يحدث هذا الفعل، هذا بصفة عامة هو المسلك السلوكي، الذي إذا اتبعته - فإن شاء الله - تنتهي هذه العادة.

أرجو أن تعيشي حياتك بصورة طبيعية، وأن تجتهدي في دراستك وفي صلواتك، وأن تكون بارة بوالديك، فهذا سيعينك - إن شاء الله تعالى-، وستشعرين بالأمان والاطمئنان، وهذا ضد القلق والوساوس بصفة عامة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر رضا

    نصيحة للكبار و الصغار كيف التعامل معهم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً