الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تقلب المزاج، فهل أحتاج لطييب؟ وهل من علاج؟

السؤال

أنا شاب في الرابعة والعشرين من العمر، مشاكلي متشعبة جداً، وأعاني من التالي:

1- أخجل بشدة من التعامل مع الناس، حتى في العمل، ولو كلمني أحد أتلخبط جداً.

2- التفكير الزائد عن الحد والشديد في المواقف التي تمر بي، وأكثر المواقف حقي يضيع فيها، بسبب الخجل، أو أهين صديقاً بسبب العصبية.

3- عصبي جداً مع أصحابي، رغم أني أحبهم جداً، وأترجم أي تصرف لأي أحد بسوء نية، كأنه يريد الشر، رغم أن الذي يتضح أنه يعمل الخير لي.

4- الشعور بالإحباط سريعاً، ثم الفرحة، ثم الإحباط، من الممكن أن أسمع أغنية فأفرح ثم أشعر بإحباط.

5- أحياناً أقول إنني متحرر، وأحياناً متدين جداً، أتمنى أن أوازن أموري، فهذا الشيء دمرني جداً.

6- العادة السرية، والتي أوصلتني لميول جنسية شاذة، -والحمد لله- لم أقابل أو أمارس فعلياً، وإنما تعرفت على منحرفين ومارسنا العادة سويا على الإنترنت، وجعلتني أميل لأحد أصدقائي، وأنا لا أريد هذا، فأنا أحبه جداً كأخ، وهو يعتبرني أخاً له، ويهتم لأمري، لا لشيء، حيث أنه سوي، ولكني أبكي بشدة وأرجع وأتوب بشدة، وأبكي، وما ألبث أن أعود مرة أخرى.

أنا أحاول أن أعمل الخير -والحمد لله- أنا في مستوى اجتماعي متوسط، وأعمل في شركة في بلدي، وأتقاضى مبلغاً كبيراً يحلم به أي شاب، لا أعرف ماذا أعمل، هل أحتاج لطبيب أم ماذا؟ أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أنا أرى أنك تعاني من درجة بسيطة من قلق المخاوف، أي المخاوف الاجتماعية، ولديك درجة بسيطة من تقلب المزاج الوجداني، ومشكلتك الأخرى هي العادة السرية، وما يتبعها من خيالات جنسية شاذة، هذا الأمر الأخير -أي موضوع العادة السرية وما يستصحبها من شذوذ- عليك أن تغلق هذا الباب، لا توجد أي مساومات هنا، افضح نفسك لنفسك، لا تتجنب التفكير في المآلات السيئة جداً التي يقع فيها من يسلك طريق الشذوذ الجنسي والمثلية، الأمر واضح وجلي، واجهه بحسم وعزم، وبمخافة من الله تعالى، وإن شاء الله تعالى سيصلح بها أمرك.

علاج المخاوف بصفة عامة يعتمد على الإكثار من المواجهة، والتحقير لفكرة الخوف، وإدارة الوقت بصورة جيدة، وممارسة الرياضة، وممارسة تمارين الاسترخاء، ومن المهم جداً أن يكون هنالك نوع من المراس الاجتماعي، ومن ذلك الانخراط في الأنشط الاجتماعية، مثل الانضمام إلى عمل خيري أو ثقافي، الحرص على صلاة الجماعة في المسجد، وممارسة الرياضة الجماعية، وهذه كلها وسائلة ممتازة جداً.

أضف إلى ذلك أنه توجد أدوية ممتازة جداً لعلاج قلق المخاوف وما يصحبه من اكتئاب نفسي، وعلى ضوء ذلك ننصحك أيها الفاضل الكريم أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي -والحمد لله- بلدك بها الكثير من المتميزين في هذا المجال، وسوف تجد -إن شاء الله تعالى- كل تقدير وعناية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً