الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفكير دائم بأني شاذ جنسيا.. ماذا أفعل للتخلص من هذه الأفكار؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا رجل غير متزوج, مشكلتي هي أني دائماً أفكر بأني شاذ جنسياً, حاولت كثيرا التخلص من هذه الأفكار، ولكنها تطاردني بشدة, أحيانا تختفي هذه الأفكار، وأحس بأني طبيعي، وأني أرغب في الزواج، والبحث عن الزوجة, ولكن تعود إلي هذه الأفكار مرة أخرى, وأحس بأني أميل إلى جنسي, لا أعرف ماذا أفعل للتخلص من هذه الأفكار؟

أنا أعرف سبب هذه الأفكار، وهو أني في فترة طفولتي عشت بعيداً عن حنان الأب وعطفه, وكان أبي يشرب الخمر, وكنت أراه في بعض الأحيان يقسو على أمي في كلامه ومعاملته لها, كنت أكرهه وأخاف منه، ولا أحب التحدث معه أو الاقتراب منه.

فكرت في الزواج ربما كان العلاج لأتخلص من هذا الكابوس, ولكن مشكلتي هي أني لا أستطيع الاستمرار في علاقتي مع أي فتاة, أحس بضيق في الصدر وهم وحزن, وأشعر كأني تورطت وكأني سجين ومقيد.

أفيدوني هل هذا الإحساس طبيعي, أم أحتاج إلى علاج؟ مع العلم أني أنوي الارتباط في أقرب وقت.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن شكواك تحمل جزئية وسواسية من وجهة نظري، هذه الجزئية تتمثل في تفكيرك الدائم بأنك شاذ، والجزئية الأخرى - وهي قد تكون بالفعل تفكير مخل - وهي ميلك إلى بني جنسك جنسيًا.

إذن هناك وسوسة وهناك بعض الحقائق، لكن -الحمد لله تعالى- أنت لست متورطا في هذا الفعل اللعين، وبفضل الله تعالى الوسواس يحمي الإنسان، أي تخوفك، واعتقادك أنك تقوم بفعل شاذ: هذا من وجهة نظري قام بدفعك بعيدًا عن دائرة المثلية، وهذا من فضل الله عليك.

أخي الكريم: أنت لديك الرغبة في الزواج، وهذا أمر إيجابي جدًّا، لا تحكم أبدًا على نفسك أحكامًا سلبية فيما يتعلق بعلاقتك مع زوجتك، -الحمد لله تعالى- أنت رجل، نعم هنالك بعض الشوائب الفكرية - أو ما أسميته بكابوس الشذوذ - هذا -إن شاء الله تعالى- سوف نعطيك علاجا دوائيا له، وسوف تستفيد كثيرًا.

أخي الكريم: اشرع في موضوع الزواج وسيوفقك الله تعالى، واصرف انتباهك تمامًا عن هذا التفكير، بتحقيره، ولا بد أن تكون لديك ضوابط صارمة جدًّا مع نفسك، إذا أتاك أي شعور بالميول لبني جنسك اعرف أن هذا أمر حقير، هذا أمر مذل للنفس، وفوق ذلك - أخي الكريم - يُلعن من يمارس هذا الفعل، بالطبع الناس لا تؤاخذ ولا تُحاسب - إن شاء الله - بأفكارها، لكن قطعًا مسؤولة عن فعلها، والأفكار قد تؤدي إلى الأفعال.

فيا أخي الكريم: ضع نفسك في حظيرة السلامة، -وإن شاء الله تعالى- سوف تكون من الموفقين.

أنت تحتاج لعلاج دوائي، وأنا أؤكد لك أنه يوجد دواء ممتاز جدًّا يعرف باسم (فافرين)، واسمه العلمي هو (فلوفكسمين) هذا الدواء ربما يكون غير متوفر في السودان، لذا سوف أستبدله لك بدواء آخر يعرف علميًا باسم (فلوكستين)، وهذا الدواء له اسم تجاري مشهور، وهو (بروزاك) لكن حسب ما أعرفُ أن في السودان توجد منتجات تجارية أخرى، فأرجو أن تسأل عن الدواء تحت مسماه العلمي، وهو (فلوكستين).

تناول هذا الدواء بجرعة كبسولة واحدة في اليوم - وقوة الكبسولة هي عشرين مليجرامًا - تناولها بعد الأكل، وبعد شهر اجعل الجرعة كبسولتين في اليوم، يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة في الصباح أو في المساء، استمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب الفلوكستين يوجد دواء آخر يعرف باسم (ديناكسيت) وهو متوفر في السودان، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

فإذن - أخي الكريم - موضوعك واضح، الجانب الوسواسي فيه كبير، وسوف تُشفى تمامًا -إن شاء الله تعالى، وتعيش حياة طيبة وهانئة، أقدم على موضوع الزواج دون تردد.

أنا أرى أنك سوف تتحسن كثيرًا بعد شهر من تناول الأدوية، لكن يجب أن تُكمل الرحلة العلاجية كما وصفناها لك، وإن أردت أن تذهب وتقابل أحد الأطباء في السودان فلك ذلك، فإن كنتَ في الخرطوم فاذهب إلى الأخ الصديق الدكتور البروفيسور (أحمد عبد العزيز عمر) رئيس قسم الطب النفسي في كلية الطب جامعة الخرطوم، أو إلى الأخ الدكتور (عبد الله عبد الرحمن) مدير مستشفى التجاري الماحي، أو الأخ الدكتور (مهدي محمد حسن) رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الزعيم الأزهري، ويوجد إخوة وزملاء آخرين، كلهم جيدون.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً