الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أهم النصائح للمرأة النفساء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذا الموقع الرائع, وأسأل الله أن يجعل ما تقدمونه في موازين حسناتكم.

كثيرا ما أسمع وأقرأ في المنتديات عن تلف (خراب) الأرحام من الناحية الطبية, وأن هذا يعتمد على اهتمام المرأة بنفسها في فترة النفاس, وكتبوا في هذا الكثير من البرامج التي تحتوي على أعشاب أكثرها غير معروف (لم أسمع بها) لشد المنطقة والرحم, فما رأيكم بهذا الكلام؟ وما هي نصيحتكم الطبية لي في فترة النفاس؟

وأريد أن أسأل بعض الأسئلة بهذا الخصوص:

1- الجلوس بمغطس أو بيانو في ماء يحتوي على المر أو الملح في فترة النفاس هل له أضرار؟

2- هذه الأدوية لو استخدمتها بدون وصفة هل فيها ضرر علي؟ وهي مضاد حيوي (اقمنتين) - حبوب الحلبة (فيتولات) - حبوب (اولفين) المسكنة 100, حبوب الفحم النباتي - حبوب (هير فيت) - كريم (activun tube) - غسول البابونج, وإذا كان بها ضرر فما البديل؟

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميمونة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نشكر لك كلماتك اللطيفة, والتي تدل على ذوقك ولباقتك, ونسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما, ونرحب بتواصلك مع الشبكة الإسلامية.

كثيرا ما تستخدم النساء كلمة (خراب)، وذلك عند الإشارة إلى أي شكوى في المهبل, سواء كانت في فترة النفاس أو خارجها, ومنهن من تقصد حدوث توسع وهبوط في المهبل, ومنهن من تقصد حدوث سلس في البول, وهناك من تقصد حدوث التهابات, وغير ذلك, لذلك يا عزيزتي لم أعرف بالضبط ماذا قصدت بهذه الكلمة.

إن فترة النفاس هي فترة هامة جدا, ولا تقل أهميتها عن فترة الحمل نفسه, ففيها تحدث تغيرات فيزيولوجية كثيرة, تهدف إلى إعادة جسم السيدة إلى ما كان عليه قبل الحمل.

وأهم ما نوصي به النفساء هو عدم إدخال أي شيء إلى المهبل بقصد التنظيف, فلا حاجة لذلك؛ لأن المهبل -الرحم- تنظف نفسها بنفسها, ويجب على السيدة أن تكتفي بالتنظيف الخارجي فقط للمنطقة التناسلية بالماء الدافئ, والصابون الطبي اللطيف, ولا داعي لعمل أي مغاطس, إلا في حال كان هنالك شق ولادي, أو كان لدى السيدة بواسير؛ فهنا فقط تنصح السيدة بعمل مغاطس ماء وملح, بمعدل ملعقة كبيرة من الملح لكل زجاجة ماء, ويجب عليها عمل هذه المغاطس وهي بوضعية الجلوس, فتقوم بوضع وعاء مخصص لذلك على الشطافة, وهذا الجهاز إما أن تأخذه من المستشفى أو تشتريه من الصيدليات, ثم تجلس فوقه بعد وضع الماء والملح فيه إلى العلامة المحددة فيه, بحيث يلامس الماء منطقة الفرج ولا يتجاوزها, والهدف هو تخفيف الألم والاحتقان في منطقة الفرج والعجان.

أما الجلوس في البانيو, فهو أمر غير صحي, ولا ينصح به للنفساء, حتى لو كان فيه ماء وملح, وذلك لأن هذا يعرض لدخول الماء بكمية كبيرة لجوف المهبل, وهو ماء غير معقم, كما أن الملح قد يسبب تخريشا لجدران المهبل, ويضعف مناعته ويغير في بيئته, فيؤدي فيما بعد إلى زيادة الالتهابات.

إذن ما ننصح به السيدة في النفاس هو اتباع النظافة المعتادة, والمغاطس بالماء والملح بوضعية الجلوس, وفي حال استدعت الحاجة فقط, مثل أن يكون لديها شق ولادي, أو تمزق تمت خياطته, أو بواسير كما سبق وذكرت, أما ما عدا ذلك, فلا حاجة للمغاطس.

إن أكثر ما يفيد السيدة النفساء في عودة جهازها التناسلي إلى طبيعته, هو التحرك الباكر من السرير, وإرضاع طفلها أبكر ما يمكن, فالتحرك الباكر من السرير, على عكس ما تعتقده الكثيرات ينشط الدورة الدموية, ويمنع تشكل الجلطات في الساقين, ويسرع في التخلص من السوائل المحتبسة, وبالتالي يسهل عودة الأربطة والمفاصل إلى طبيعتها, بما فيها أربطة الرحم ومفاصل الحوض, وكل هذا ينعكس إيجابا على كل الجسم, وخصوصا الجهاز التناسلي.

والإرضاع المبكر للطفل يساعد كثيرا في شد الرحم؛ لأنه يؤدي إلى إفراز هرمون يسمى الأوكسيتوسين بكمية عالية في الدم, مما يؤدي إلى انطمار جيد للرحم, وشد للأربطة الرحمية, كما أنه يؤدي إلى تسريع حرق الشحوم التي قد تم تخزينها في فترة الحمل.

وبشكل عام يجب عدم تناول أي مضاد حيوي بدون وجود استطباب واضح له, و(الاوغمنتين) هو مضاد حيوي, لذلك لا أنصحك بتناوله بدون استشارة طبية, أما بالنسبة لحبوب (أولفين ) المسكنة فيمكنك تناولها عند الحاجة, ولا ضرر منها, وكذلك حبوب الفحم التي تباع في الصيدليات فهي أيضا لا ضرر منها إن شاء الله.

أما غسول البابونج فإن كان بشكل خارجي على الجلد فقط فلا بأس به, ولكن لا يجوز استخدامه كغسول مهبلي داخلي كما سبق وذكرت, لأنه سيغير من بيئة المهبل الحامضة, وهذا ما يعرض فيما بعد لحدوث الالتهابات النسائية المزمنة.

وكريم (هيرفيث) يمكن استخدامه بشكل خارجي أيضا بدون ضرر, أما حبوب الحلبة فحسب مصدرها, والأفضل تناول حبوب الحلبة الكاملة, أي على شكل طعام, وليس حبوب جاهزة على شكل كبسولات أو مكملات غذائية.

نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً