الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي مشاكل نفسية أريد لها حلاً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي عدة مشاكل وهي كالتالي :
-الخوف من الأماكن المغلقة، والتي أكون مجبراً على البقاء فيها كالصلاة جماعة في المسجد، وبسبب ذلك أضطر للتأخر حتى الركعة الثانية! وكذا الذهاب إلى المسجد الذي تكون الصلاة فيه أسرع من غيره، وكذلك ركوب الطائرات أو السفر إلى مدينة بعيدة، بوسيلة مواصلات عامة .

- قلق وتوتر وضيق عند انتظار شيء أو أحد ما.
- رهاب اجتماعي بسيط بالرغم من كوني لا أكره التجمعات إلا أنني قليل الكلام حتى لا أتعرض للإحراج، وكذا لا أتحدث مع غرباء، وكذا أشعر ببعض الارتباك.
- بعد الانفعال والغضب أشعر برجفة بسيطة.

- تصيبني أعراض مثل خفقان القلب وتنميل اليدين ورجفة، ودوخة في بعض المواقف السابقة، وبالذات الأماكن التي أكون مجبراً على البقاء فيها، وقد اكتشفت من خلال النت أنها نوبات هلع، حيث لم أذهب إلى الطبيب إلا مرة واحدة ( طبيب باطنة ) واقتنعت أنها أعراض نفسية.

-هناك أعراض تأتيني حتى لو لم أكن متوتراً أو قلقاً وهي الدوخة والضعف والخمول.

كل هذه أثرت على عملي حيث لا أستطيع البقاء فيه لأكثر من ساعتين أو ثلاث، وهذا ما يجعلني مهدداً بالفصل.

أرجو منكم النصح.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي وصفك لحالتك وصف واضح جداً، وأنت بالتالي تعاني من قلق نفسي، وهذا القلق له جزئيات، وأهم جزئية هي المخاوف، والخوف من الأماكن المغلقة.

لديك درجة بسيطة جداً من الرهاب الاجتماعي، ولديك السلوك العام الذي يتسم بالتجنب لكل ما يقلقك، وفي ذات الوقت لديك الأعراض الجسدية مثل سرعة خفقان القلب وتنميل الرجلين، والرجفة والدوخة في بعض المواقف.

أخي الكريم، إذا استطعت الذهاب إلى الطبيب النفسي فهذا هو الوضع المثالي والصحيح، لأن المقابلة المباشرة مع الطبيب فيه دعم نفسي كبير جداً، وذلك بجانب التفاصيل العلاجية الأخرى، ومن جانبي أقول لك إنك تستطيع الذهاب إلى الطبيب، فحاول أن تتجاهل هذه الأعراض تماماً وفي ذات الوقت الجأ إلى ما يسمى التحصين التدريجي، وهو أن تواجه مصادر قلقك وخوفك بالتدريج، مثلاً الأماكن المغلقة حاول أن تظل في الغرفة داخل البيت، أطول ما يمكن.

حاول أن تستعمل المصاعد بكثرة، حاول أن تجلس داخل السيارة وتغلق الزجاج وهكذا، وهذا -يا أخي- نوع من التعريض مفيد جداً.

تدرب على تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس التدريجي، فهي تفيد في ساعة الشعور بالضيق عندما يواجه الإنسان مصادر خوف، إن كان في الأماكن المغلقة، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) سوف تجد فيها الفائدة.

ممارسة الرياضة نعتبرها شرطاً أساسياً في العلاج النفسي، فالرياضة حقيقة نرى أنها تعالج النفوس، قبل الأجسام، فكون حريصاً -أخي الكريم- على الرياضة، حالتك تستفيد جداً من العلاج الدوائي.

الأفضل في هذه الحالات بالطبع هو عقار سبرالكس، والذي يعرف باسم استالوبرام من الأدوية السلمية الفاعلة الجيدة جداً، والجرعة هي عشر مليجرام ليلاً مدة شهر، يفضل تناول هذا الدواء بعد الأكل، وبعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرين مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر ثم تخفض الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر ثم تجعلها (5) مليجرام يومياً لمدة شهر ثم (5) مليجرام يوم بعد يوم لمدة شهر أخر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

هنالك دواء داعم آخر يعرف باسم دوقماتيل، واسمه العلمي سلبرايد، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم تناولها صباحاً لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم، إذن حالتك هي كما ذكرنا لك حالة قلق توتري، يتميز بوجود شيء من المخاوف، ولديك أعراض نفسوجسدية كثيرة وما ذكرته لك من علاج سوف يكون كافي جداً وعليك أن تكون أكثر فعالية في النطاق الاجتماعي والوظائفي واحرص على صلاة الجماعة ويا حبذا لو استطعت أن تحضر المسجد مبكراً بعض الشيء حتى ولو في وقت واحد من اليوم هذا يا أخي تحسين تدريجي مهم جداً.

نسأل الله لك العافية والشفاء والسداد التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً