الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف التركيز والذاكرة والفهم أثر على دراستي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب أدرس في كلية الطب، مررت بعلاقة عاطفية، وقد أبعدني الله عنها -والحمد لله- ولكن مازال هناك بعض التفكير الغير مبرر، رغم أني لا أريد تذكر هذا الموضوع، أشكو دائماً من عدم قدرتي على التركيز، مثلاً وأنا أغتسل أتوضأ وبعدها بقليل أنسى أنني توضأت، أذاكر وربما أرجع للصفحة التي ذاكرتها للتو وأنسى ما بها، قدرتي على التركيز والحفظ أصبحت ضعيفة جداً، حتى في نومي لا يوجد تركيز، فقط أحلام غريبة لا أتذكرها حتى بعد الاستيقاظ.

أفيدوني جزاكم الله خيراً، فأنا في حالة سيئة بسبب هذا الوضع، علماً أنني رسبت عدة مرات بسبب سوء التركيز والحفظ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن سوء التركيز في مثل مرحلتك العمرية قد يكون سببه القلق النفسي أو الاكتئاب النفسي، أو سوء تقدير الزمن وإدارته، أو السهر في بعض الأيام مثلاً. فهنالك عدة أسباب، وأنت ذكرت أنك مررت ما يمكن أن نسميه بقلق عاطفي في فترة من الفترات، والحمد لله هذا الأمر قد انتهى، وتتعامل معه من خلال {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم}.

كقاعدة طبية يُشار إليها كثيرًا: من الأفضل أن تُجري بعض الفحوصات الطبية. نحن لا نتوقع وجود أي علة عضوية - إن شاء الله تعالى – لكن من أجل التأكد يجب أن يتم فحص مستوى الهيموجلوبين – أي قوة الدم – ووظائف الكلى والكبد، ووظائف الغدة الدرقية على وجه الخصوص مهمة جدًّا، إن ذهبت إلى طبيب حتى وإن كان طبيبًا عامًا أو طبيب أسرة أو طبيباً باطنياً سوف يقوم بإجراء هذا الفحص العمومي، وتُجرى لك كذلك الفحوصات المختبرية التي تحدثنا عنها.

بعد ذلك يجب أن تتخذ خطوات علاجية حقيقية، وهي أولاً: يجب أن تكون لك النية والقصد والإصرار من أجل التغير الإيجابي، وأول ما يفيدك في هذا الخصوص هو أن تنظم وقتك وأن تديره بصورة صحيحة، نحن كثيرًا ما نضيع أوقاتاً كثيرة جدًّا في حياتنا، وذلك بالرغم من أن الواجبات أكثر من الأوقات، لكننا قد لا ندرك ذلك.

فيا أخِي الكريم: الذي ينظم وقته ويديره بصورة جيدة يستطيع أن يدير حياته، وأنت -الحمد لله- تدرس في كلية الطب، وهي كلية متقدمة ولها التزاماتها، حتى تكون طبيبًا متميزًا - إن شاء الله تعالى – بعد التخرج، فأرى أن جوهر الأمر بالنسبة لك هو أن تنظم وقتك، وتنظيم الوقت لا يعني الانقطاع للدراسة، إنما أن ترتب الأمور بحيث أن يأخذ الجسم حقه من الراحة، وأن تعيش حياة صحية من خلال ممارسة الرياضة، وأن تنام مبكرًا، وأن تكون لك أنشطة اجتماعية، وأن تخصص وقتاً للدراسة، وأن تكون لك مشاركات على المستوى الأسري والمستوى الاجتماعي... هذه كلها لا تتأتى إلا من خلال حسن إدارة الوقت.

النقطة الثانية: هو التركيز على الرياضة كما ذكرت لك، وممارسة تمارين الاسترخاء، ولدينا في إسلام ويب استشارة رقم (2136015) أرجو أن ترجع إلى ما بها من توجيهات وتفاصيل حول كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، وإن شاء الله تعالى سوف تجد فيها خيرًا كثيرًا.

النقطة الثالثة: هو أن تحاول أن تقرأ موضوعات قصيرة وتكررها، ثم بعد ذلك تحاول أن تسترجع لتعرف مستوى استيعابك، ودائمًا أن ينوع الإنسان مما يقرأه، بمعنى أنه يغير من مادة إلى أخرى، هذا جيد. كما أن تلاوة القرآن الكريم بتدبر وتمعن تحسن التركيز عند الناس، وهنالك أوقات يجب أن تتخيرها للمذاكرة، وأفضل أوقات المذاكرة هي فترة الصباح بعد صلاة الفجر، لأن في هذا الوقت يكون الدماغ في حالة سكون وارتياح، والخلايا في حالة استقرار، وهنا حين يستقبل الإنسان المعلومة سوف تمر بالخطوات التي تتطلب حفظها في الدماغ بكل سهولة ويسر، وحين تُخزن المادة بصورة جيدة وثابتة وتشفّر تشفيرًا ملائمًا في الدماغ، هنا تشمل عملية الحفظ واسترجاع المعلومات.

أخيرًا: هنالك دواء بسيط مركب شبه فيتاميني يُسمى (أومجا 3) كثيرًا ما يُذكر أنه يحسن التركيز، فأرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين أو ثلاثة.

لا أعتقد أنك في حاجة أبدًا لأي نوع من الأدوية المضادة للاكتئاب أو شبه من هذا القبيل، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً