الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هلع ثم نوبات اكتئاب لمدة 25 سنة

السؤال

أصابني هلعٌ وخوفٌ من فيلم قتل! وعمري 16 سنة، من بعدها أصبت بالاكتئاب، وأصبح يأتيني كل 5 شهور، وأحياناً بعد 7 شهور، يستمر الاكتئاب من أسبوع إلى شهرٍ تقريباً، لم آخذ علاجاً، وقبل أسبوعين تناولت الإفكسر (150ملجم)، واليوم رفعتها إلى (225ملجم) بناءً على نصيحة طبيب، أشعر بتحسن ولكن طفيف، فما رأيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي الكريم، أرجو أن لا تربط بين الفلم وما أصابك من هلعٍ وخوفٍ في ذاك الوقت مع الحالة الاكتئابية التي تعاني منها الآن؛ لأن الروابط مثل هذا النوع لا يفيد أبداً، يجعل الإنسان في وسوسةٍ، وتأنيب ضمير، ويفتقد الإيجابية في تفكيره، وفي تصوره للأمور.

الاكتئاب النفسي لا شك أنه مرضٌ شائعٌ، ونستطيع أن نقول: إن الرجال بعد عمر الأربعين سنة، تزيد لديهم القابلية للاكتئاب النفسي، وكذلك بالنسبة للنساء.

أخي، أنت تتناول جرعةً محترمةً جداً من الإفكسر (225ملجم)، وهي تعتبر جرعةً قويةً وفعالةً، ولا أنصح بزيادته، وإن كانت هنالك تقارير تشير إلى أن الإفكسر يمكن أن يرفع إلى (300ملجم) في اليوم، لكن أعتقد أن ذلك غير مطلوب في حالتك، فعالية الدواء قد تتأخر لدى بعض الناس، لأن البناء الكيميائي يختلف من إنسان إلى آخر، وذلك حسب المنظومة الكيميائية، والموجودة لدى كل إنسان، فعليك بشيء من الصبر، وأن تكون لك دافعية نفسية إيجابية، وأن تقاوم الاكتئاب وتحقره، وأن لا تفقد فعاليتك في الحياة.

من الأشياء التي تزيل الاكتئاب، هو الإصرار على الإيجابية، وتقوية الدافعية، وأن يكون التفكير إيجابياً، وكن حريصاً على ذلك أخي، وعليك بالاجتهاد في عملك، وشؤون أسرتك، وأن تتواصل اجتماعياً، وتزور أرحامك لأن زيارة الأرحام فيه خير عظيم، والصلاة مع الجماعة لا شك أنها من أفضل الأعمال، فمن خلالها يحس الإنسان بالمؤازرة من إخوانه، وهذا إن شاء الله تعالى خير علاج لك.

فإذاً: أنت محتاج أن تتمسك بهذه الآليات السلوكية، وفي ذات الوقت تلتزم بتناول الدواء، وإن شاء الله تعالى سوف تكون النتائج ممتازةٌ جداً.

في بعض الحالات عقار الإفكسر والأدوية المشابهة تحتاج إلى أدوية داعمة، وهنالك أدوية بسيطة قد تزيد من فعالية الإفكسر وتزيل الاكتئاب، من هذه الأدوية عقار يعرف باسم بصبار وجرعته هي (5ملجم) صباحاً ومساءً، لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى (10ملجم) صباحاً ومساءً، لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم تخفض إلى (5ملجم) صباحاً ومساءً، لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عن تناوله، فلا تخطو هذه الخطوة بدون استشارة طبيبك، خاصة أني متفائلٌ جداً أن الأيام القادمة سوف تحمل لك إن شاء الله تعالى بشريات كبيرة، من حيث التحسن، وراحة البال.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً