الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتئاب وحزن كلما ضايقت شخصا أو ضايقني.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: أشكر الله، ثم أشكر أصحاب هذا الموقع المبارك هذا الصرح المبارك، أسال الله أن يجزي القائمين عليه خير الجزاء، وأن يعطيهم الصحة والعافية.

إلى أخي الدكتور: محمد عبد العليم: أخي الغالي أخي المبارك، لدي والله مشكلة اكتئاب، وهذا الاكتئاب يأتيني إذا ضايقت شخصا سواء بخطأ أو غير خطأ، أحس باكتئاب في صدري بسبب أن هذا الشخص تضايق مني، أو أني أحزنته.

أخي محمد الله -بارك الله فيك- أريد حلاً للقضاء على هذا الاكتئاب، الذي والله دام معي 5- 6 سنوات، ومع هذا صابر، ولكن سمعت بموقعكم المبارك، فقلت لعل الله أن ينفعني بسبب هذا الموقع.

علماً أني حالياً بعمر 20 سنة، يا ليت أخي الغالي أخي المبارك ترشدني للقضاء على هذا الاكتئاب، أريد أن أصبح إنسانا عادياً سواء تضايق مني شخص، أو تضايقت منه.

أنتظر الحل غفر الله لي ولك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأقول لك -بارك الله فيك- على إحسانك الظن في شخصي الضعيف، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أخي الكريم الفاضل: أنت لست مريضًا، وليس هنالك ما يجعلك أبدًا أن تحس بالتعب أو بالسآمة، أنت رجل لك نفس لطيفة، نفس لوّامة، نفس نقيّة، وهنالك رحمة في قلبك.

المشاعر يا أخِي الكريم - كما تعرف – ليست كلها بأيدينا، هي بيد رب العالمين، وهنالك من وضعت في قلبه القسوة، وهنالك من وضعتْ في قلبه الرحمة، وأنت من هذه الفئة الأخيرة، فأبشر يا أخِي الكريم.

نأتي بعد ذلك لهذه المشاعر التي تفرض نفسها عليك، وهي مشاعر الاكتئاب أو عدم الارتياح حين يتضايق منك شخص ما، أرجو أن تتذكر وكما ذكرت لك سلفًا أن هذا ليس بمرض، هذه رقة في القلب، هذا دفء في القلب، وهذه رحمة في القلب، أولاً يجب أن تنظر لها بهذا المنطلق.

ثانيًا: بعد ذلك تقوم ببعض المعالجات التي نسميها بالمعالجات المعرفية، وأقصد بالمعرفية أن الإنسان يجب ألا يقبل كل فكرة، أو كل شعور يأتيه، إنما يجب أن يناقش هذه الفكرة، وهذا الشعور هل هو منطقي؟ لماذا أكون مثل هذا؟ لماذا لا أكون مثل الآخرين؟ هذا الموقف لا يتطلب أبدًا أن أكون حساسًا لهذه الدرجة، وأن أكتئب، وتذكر دائمًا في خلال نقاشك مع نفسك أن تقول (الحمد لله الذي نزع من قلبي القسوة، ولم يجعلني جبّارًا).

أخِي: نوعية هذا النقاش، وهذا الحوار أنا أعتقد أنه سوف يفيدك كثيرًا.

الأمر الآخر هو: كن دائمًا معبرًا عما بداخل نفسك، عبّر عن أفكارك، عبّر عن ما يأتيك من مشاعر، لا تكتمها أبدًا.

الأمر الآخر: دائمًا تخير الصحبة الطيبة، فأنت رجل رقيق، ويجب أن يكون نسيجك الاجتماعي على هذا النمط، مع ضرورة أن تتذكر أن الحياة فيها شوائب، لا نستطيع أن نتحكم في الآخرين وفي مشاعرهم، فكن على هذا النسق، وهذا الذي يأتيك لا تعتبره اكتئابًا، إنما هي لحظات ضعف في النفس نسبة لأن نفسك حساسة ولوّامة ولطيفة.

أنت لست في علاج دوائي، كل الذي تحتاجه هو حوار نفسي مع نفسك على حسب النمط الذي ذكرته لك.

أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تقرأ كتاب الشيخ الدكتور عائض القرني (لا تحزن) فيه الكثير من اللطائف والجماليات التي تشرح القلب، فاقرأه وسوف تستفيد منه كثيرًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً