الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استعملت أدوية بالخطأ فأصبت بحالة من الانطواء وتغير المزاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في طفولتي تعرضت لخطأ طبي، بسب جرعة خاطئة، عانيت بعدها لمدة ست سنوات من تشنجات، ودخلت عدة مرات في غيبوبة، ولكن لم أمت، قال الطبيب لوالدتي عندما كنت في السادسة إن كل شيء يكون بخير لما أكبر لكن هل للتشجنات مضاعفات؟

عندما كبرت قليلاً أي ربما في مرحلة الابتدائية عانيت من الانطواء، والمزاجية الحادة، وكان الطبيب قد أجرى لي فحصاً للدماغ –الحمد لله- كان سليماً، بعد ذلك في فترة المراهقة بدأت تظهر المضاعفات علي.

أصبحت أتصرف بعقلانية، واضطرت أمي إلى أخذي لطبيب نفسي، وذهبت إلى طبيبة نفسية، إلا أنها تعالجني بالأدوية فقط.

أصبحت مدمنة على الأدوية، وحالتي تتدهور يوماً بعد يوم، ثم قررت والدتي أن لا تذهب إلى الطبيبة، لأن حالتي بدأت تسوء أكثر، وبعدها بفترة تم القبض على الطبيبة هذه بعد اكتشافهم أنها كانت طبيبة بيطرية وجاءت لتعمل كطبيبة نفسية.

أدوية خاطئة، أشعر بعصبية الآن، وإنني في حالة مزاجية غير جيدة، وأعرف أنني مصابة نفسياً لأنني أحياناً أضطر إلى الكذب لتفخيم نفسي، وأخترع قصصاً وأعيشها واقعاً، ما العمل؟

كثيراً ما أحب الوحدة والمزاجية، والانطواء والانعزال عن الآخرين، وأتعلق كثيراً بأشخاص وغيرها وغيرها، وقد أحب إلى درجة الجنون، وقد أكره إلى درجة الموت، أريد حلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة فاطمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.

قطعًا إنه لأمر محزن أن تكوني ضحية لهذه الطبيبة التي اتضح أنها غير مختصة في مجال الطب النفسي، هذه الأشياء تحدث لكنها نادرة، ولا تحدث إلا في الدول التي لا توجد فيها رقابة طبية صارمة.

الحمد لله تعالى، هنا في دولة قطر الضوابط الطبية والتراخيص الطبية إجراءاتها صارمة ومنضبطة جدًّا، - فإن شاء الله تعالى - لن يحدث لك ما حدث قبل ذلك.

هذا يدعوني بالطبع أن أقول لك: يجب أن تقدمي نفسك إلى خدمات الطب النفسي، حالتك (حقيقة) تحتاج إلى المزيد من المدارسة، بالرغم من التوضيح الممتاز الذي ورد في الرسالة، لكن لابد أن يكون هناك أخذ ورد، وهذا لا يتم إلا من خلال إجراء المقابلات المتأنية والدقيقة، فأريدك (حقيقة) أن تقدمي نفسك إلى قسم الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية، وسوف تجدين - إن شاء الله تعالى – المساعدة التامة.

أنت بالطبع تحتاجين لاختبارات حول شخصيتك، هذه مهمة جدًّا، ما ذكرته من بعض السمات مثل تضخيم الذات والميل إلى عدم الصدق في بعض الأحيان، والتعلق الشديد والمزاجية، هذه سمات في الشخصية أكثر مما هي مرض نفسي مثل الاضطراب الوجداني، أو الأمراض العُصابية أو الأمراض الذهانية.

أعتقد أن حالتك هي من الحالات التي يمكن أن تُعالج - بفضل الله تعالى -، وهذا يتم (حقيقة) من خلال المقابلات الشخصية، هنالك مقابلات استكشافية، وبعد ذلك تعقبها المقابلات العلاجية، والمختص إذا رأى أنك في حاجة لأي علاج دوائي أو اختبارات معينة سوف يقوم بإجراء ذلك، أنا أنصحك بأن تقدمي نفسك إلى مرافق العلاج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً