الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف في الذاكرة والاستيعاب والفهم.. هل هذا شيء مرضي أم نفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السادة الأفاضل القائمون على الشبكة الإسلامية، بداية أحب أن أوجه لكم جزيل الشكر على هذا العمل العظيم الذي تقومون به بالرد على استتفساراتنا واستشارتنا، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أما بعد ... فإني لا أريد أن أطيل على حضراتكم، ولكن المشكلة كبيرة جدا بالنسبة لي.

أنا شاب أبلغ 27 عاما، وأعمل خارج بلدي، وسبق أن كتبت إلى الشبكة الإسلامية من قبل عن مشكلتي، أو بمعنى أصح مشاكلي التي تتفاقم يوما بعد يوم، وقمتم جزاكم الله خيرا بنصيحتي للذهاب إلى طبيب، وكنت أنتظر الفرصة في إجازتي السنوية لأذهب، ولكن للأسف لم أستطع الذهاب نظرا لخجلي وخوفي من هذه التجربة، وضيق الوقت بالإضافة أني لا أعلم هل مشكلتي تحتاج إلى طبيب نفسي أم طبيب مخ وأعصاب؟

أساس مشكلتي الذاكرة والاستيعاب، هما أساس كل المشاكل النفسية التي أنا فيها، والآن سوف أوضحها مرة أخرى بإيجاز؛ لأنه من الممكن أن أكون قد تناسيت بعضا منها في المرة الماضية، وأملي أن تقدموا لي سيادتكم أجابة شافية.

1- أعاني من ضعف في الذاكرة، خاصة الذاكرة الوقتية، فلا أستطيع تذكر أو استرجاع شيء قراءته، أو قيل لي منذ برهة أو فترة زمنية قصيرة.

2- عند القراءة أظل أعيد الجملة، أو العبارة التي قرأتها مرة بعد مرة لكي أستطيع أن أستوعبها، أو أسترجعها، أيضا عندما يتحدث لي شخص لا أستطيع أن أستوعب كلامه بسرعة، خاصة لو كان كلاما فيه ترابطات أو علاقات، وهذا أيضا ينطبق على القراءة.

3- صعوبة التعبير أو التحدث حيث أن الكلام أحيانا يخرج بشكل غير متسق مع بعضه، خاصة لو كان به علاقات أو ترابطات.

4- صعوبة فهم العمليات الحسابية والرياضية، وأخذ وقت كبير لفهمها واستيعابها، وأحيانا لا أستطيع.

أدت هذه الأسباب السالف ذكرها أن أكون انطوائيا وأخشى وأتجنب التعامل مع الناس، خاصة المواقف الاجتماعية، وأحيانا يحمر وجهي سريعا؛ لأنهم في بعض الأحيان لا يفهمونني حتى في مجال عملي، وفقدت الثقة في نفسي، ودائما أقارن نفسي بغيري، وأفكر في ترك عملي حتى يكتب لي الشفاء، ثقتي في ربي كبيرة أني سأتعافى في يوم من الأيام من هذا البلاء.

وكل ما أتمناه وأنا على استعداد أن أصرف أي أموال لمعرفة سبب هذه المشكلة، هل هذا شيء مرضي أم نفسي؟ وهل يتطلب الأمر بعض الفحوصات؟ وهل يحتاج الأمر أن أذهب إلى طبيب نفسي أم طبيب مخ وأعصاب؟

أتمنى من الله أولا، ثم من سيادتكم ثانيا أن أجد الإجابة الشافية بإذن الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمضمون رسالتك يؤكد لي وبما لا يدع مجالاً للشك أنك تعاني من قلق نفسي، والقلق الذي لديك أخذ طابعا وسواسيا، وتخوفك من أن ضعف التركيز – هذا الذي تعاني منه – ربما يكون سببه أعمق، ولذا أصبحت مشغولاً بهذا الأمر.

أنا أؤكد لك -من خلال ما يظهر لي- أن حالتك هي حالة نفسية في المقام الأول، هنالك قلق، هنالك مخاوف، هنالك جانب وسواسي في التفكير، وكل هذا يظهر من خلال هذه الصورة النفسية التي تواجهها الآن.

أنا أرى أن حالتك يمكن علاجها وعلاجها بصورة ممتازة جدًّا، ولذا أقترح عليك أن تحضر وتقابلني بقسم الطب النفسي التابع لمؤسسة حمد الطبية، وهذا القسم موجود بالقرب من دوار الجيدة، احضر بتحويل من المركز الصحي فقط، -وإن شاء الله تعالى- أحاول أن أعمل لك مواعيد عاجلة لمقابلتي، ومن ثم ومن خلال الحوار بيننا والاستقصاء عن حالتك بصورة أفضل، ومن جانبي سوف أقوم -إن شاء الله تعالى- بالإجراء اللازم كاملاً، وإذا تطلب الأمر أي فحوصات طبية، أو التحويل إلى طبيب الأعصاب فسوف أقوم بذلك.

فأرجو أخي الكريم أن تحضر وتقابلني، وأنا أؤكد لك أن حالتك -إن شاء الله تعالى- يمكن علاجها تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا hamza

    اخي الكريم انا ايضا أعاني متلك في هده المواصفات التي قلتها أسال الله أن يشافينا و يشافي جميع المسلمين.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً