الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستعيد ثقتي بنفسي وأتجاهل واقعي المؤلم؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من حالة اضطراب شديدة، فأنا طالبة في المرحلة الثانوية، وأعاني من المشاكل العائلية, ولقد تكرر أمام عيني كيف أن أبي يهين والدتي, ويكلمها الكلام البذيء، وحاولت في بادئ الأمر عدم الاكتراث والمواصلة في النجاح, ولكني فشلت، فوالدي حاد المزاج, وعصبي, ودائما يطلب مني الترتيب والنظام والهدوء, وهو لا يعرف كيف يفعله.

دائما يعلق ويسئ الظن بالآخرين، ويحطم ما أحلم به, بالرغم من أنه إذا اعتدل مزاجه يصبح إنسانا رقيق القلب وحنون، لكن عندما يثور تنقلب الأمور، والآن بعد 3 أسابيع سيكون العقد الشرعي، وسوف أتزوج, لكني جدا قلقة من كون زوجي سيكون نسخة من والدي, وخائفة من أن له نفس النزعات.

كما أشعر أن والدي لا يحترم المرأة لأنها لا تستطيع الرد والدفاع عن نفسها, فيتقوى على والدتي التي تسكت صابرة على ما يقول، وأشعر بالإهانة لأني امرأة, وفي معتقد بعض الرجال لا يحق لي الدفاع والغضب؛ لأني لاحقا سأحتاج إلى رجل يسندني.

وبعد ما أصبح الوضع في منزلنا متوترا؛ أصبحت محبطة جدا, ودائما تلازمني الأفكار السلبية, فلا أشعر بالرغبة في الحياة, ولا أستشعر الطموح، ولا أشعر بأن الظروف مهيئة، فبدأت أكره المكوث بقرب والدي, وأميل للانعزال، وأصبحت أشعر بالفشل, بالرغم من أن لي إنجازات كثيرة.

أصبحت لا أقدّر قيمة لذاتي, ودائما أشعر بالدونية والانحطاط, ودائما ما أقارن نفسي بالآخرين، فوالدتي لا تسمع إلى ما أقول, ودائما ما أشعر أنها تعتقدني إنسانة ثرثارة, ولا تهتم بما أقول.

أما والدي فهو دائما يقارنني بالآخرين, وبأختي الصغرى, وفي أيام الاختبارات أصبحت لا أبالي إن ذاكرت أم لم أذاكر, وقد تأثر مستواي لأني أصبحت غير مهتمة بالمدرسة, وقلقة من أن تؤثر أفكاري السلبية على تعاملي مع خطيبي.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال.

عندما تواجهنا مشكلة ما في الحياة، فهناك ثلاثة احتمالات لما يمكن عمله:

نغيّر المشكلة ونحلها، أو نغيّر نظرتنا لها، أو نتعايش معها, ويبدو أنه يصعب عليك الاحتمال الأول، فيبقى الثاني والثالث.

كيف يمكن أن تغيّري نظرتك للأمر، من باب أن تفكري بأنك مقبلة على العقد، وتتتعرفين على رجل آخر غير والدك، ولربما تكون فرصة لك لتغيير نظرتك للرجال، ومن خلالها تغيّرين طريقة تعاملك مع الرجال، وبحيث يمكنك التعامل معه كندّ وليس كخاضع, وهذه الآن فرصتك للتعرفي على خطيبك بالشكل السليم، وسيكون لك، بعون الله، كما تكونين له.

وبالنسبة للوالد، فأمامك الخيار الثالث، وهو محاولة التعايش معه، كما هو، وعلى صعوبة هذا الأمر، وتحاولين في ذات الوقت تجنبه قدر الإمكان عندما يكون في مزاج صعب، وتقتربين منه عندما يكون في أحسن حالاته.

ولتعتقد أمك ما شاءت أن تعتقد عنك، ثرثارة أو غير ذلك، فأنت تعرفين من أنت، ولا بأس أن تعامليها بالحسنى، قدر ما تستطيعين، واتركي عملك الإيجابي وجمال شخصيتك تتدافع عنك، مع أمك ومع أبيك.

وأما دراستك وأحلامك وطموحاتك... فلا تتركيها فريسة لتصرفات الآخرين، أو سوء تصرفاتهم أحينا، فهي دراستك وأحلامك وطموحاتك، وهي لك وليست لهم، فاحرصي عليها.

وستلاحظين من خلال ما سبق ذكره، أنك أصبحت وكأن من حولك لباسا واقيا يحيط بك، فلا تعودي تتأثرين بانتقادات الآخرين وسوء تعاملهم معك، وعندها ستعرين بالقدر العالي من الثقة بالنفس.
وفقك الله، ويسّر لك الخير.

وإن شاء الله بداية حياة سعيدة مع زوج المستقبل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • اليمن Asma

    شكرًا لك عباراتك حقاً تعيد الثقة الى النفس

  • عمان

    الله يعافيك على العبارات

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً