الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأتيني أفكار ووساوس، فهل هذا من فعل الشيطان؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 22 سنة، أدرس في بريطانيا، تأتيني أفكار كل يوم، أحس بأنني رأيت أهلي وأصدقائي لآخر مرة، حيث أنني أدرس بالخارج، لم أكن أعاني من هذه الوساوس حتى حصل معي شيء في الصيف أفزعني فقمت بالتوتر طوال الوقت، صرت أخاف من كل شيء حولي بسبب هذه الفكرة، وأحس أن نفسي مشتتة، فهل هذا من فعل الشيطان؟ أم هو حقا شيء مريب؟ هل يحس الشخص فعلاً أنه سوف يموت؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ق م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي لا نستطيع أن نقول أن الإنسان يحس أنه سوف يموت، هنالك حالة من حالات المخاوف القلقية قد تعطي الإنسان هذا الشعور، خاصة إذا كان يعاني من نوبات تسمى بنوبات الهرع، وبعد ذلك يتحول الأمر إلى شيء من الوسوسة.

أما بالنسبة لقضية الموت؛ فكما تعلم أخي هي محسومة أن لا أحد يعرف عمره ولا يعرف أجله، والأعمار بيد الله، والموت آتٍ ولا شك في ذلك، لكن لا أحد يستطيع أن يحدد وقت موته، وهذا كلام ليس صحيحا، أي أن المشاعر التي تأتي للبعض هي ربما تكون جزء من المخاوف أو جزء من الوساوس، أو أنها نوع من الإيحائيات الاجتماعية؛ حيث أن الناس كثيراً ما تتكلم أن فلان قد شعر بموته، وأن فلان قال كذا وكذا قبل أن يموت، هذه أيها الفاضل الكريم نوع من المؤثرات الاجتماعية التي أثرت على الناس وجعلت البعض يعقد أنه إذا قام بكذا وكذا سوف يموت، أو أنه إذا شعر بموته سوف يموت، هذا أخي الكريم كله من وجهة نظري المتواضع نوع من القلق الوسواسي، الذي يحمل طابع المخاوف.

فيا أخي الكريم أرجو أن تقاوم هذه الفكرة، وكن حريصاً على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم على وجه الخصوص تجعل في الإنسان طمأنينة كبيرة جداً فيما يخص الموت.

الحرص على الصلاة وعلى تلاوة القرآن تجعل في الإنسان طمأنينة كبيرة، واجتهد في دراستك، وإن كنت في بريطانيا تحس بشيء من الوحدة فتواصل مع أصدقائك، مع أهلك، أصبح التواصل سهل جداً، تجد - إن شاء الله تعالى- مجموعة من الشباب من أصحاب الخلق والملتزمين بدينهم وبدراستهم، تجد فيهم نماذج طيبة جداً.

أخي الكريم الإنسان في أي بلد كان وفي أي زمان كان هو في حفظ الله ومعيته وتحت رحمته، هذا هو الذي يجب أن نؤمن به، أعرف أن الفكر الوسواسي مستحوذ ومحبط؛ ولذا تجد أن هذه الاجترارات تأتي من وقت لآخر، لكن دفعها ورفضها وصرف الانتباه عنه هو الأساس العلاجي الصحيح.

في حالة أصبحت الوساوس مطبقة عليك فهنا أعتقد أنه يجب أن تتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف، يمكن أن تذهب إلى مقابلة الطبيب في بريطانية، وهنالك طبيب الأسرة أو ما يعرف ( جي بي) (G.P) لديه إلمام كبير جداً بهذه الحالات النفسية البسيطة، ويمكن أن يصرف لك الدواء المناسب، أنا أرشح عقار يعرف باسم سبرالكس Cipralex واسمه العلمي هو استالوبرامEscitalopram ، وهو دواء جيد جداً وفاعل جدًا لعلاج المخاوف الوسواسية، والجرعة في مثل حالتك هي جرعة صغيرة تبدأ بنصف حبة أي (5) مليجرام من الحبة التي تحتوي على (10) مليجرام، يتم تناولها يومياً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك ارفعها إلى حبة كاملة أي (10) مليجرام، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر ثم خفضها إلى نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء، وإذا وصف لك الطبيب أي دواء آخر أرجو أن تتناوله، حيث أن الأدوية تعالج المخاوف والوساوس متعددة جداً، وكلها إن شاء الله مفيدة.

في النهاية المهم الأمر بسيط، وحاول أن تغير فكرك من خلال مقاومة هذا الفكر الوسواسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً