الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحل مشكلة الفشل في التعبير عما أريد؟

السؤال

السلام عليكم

أدخل في طرح المشكلة مباشرة: أنا إنسانة أتعب كثيرا إذا أردت أن أعبر عن شيء, دائما يخونني التعبير, وأتلعثم, ولا أعرف أن أرد.

كثيرا ما أفشل في مواقف بسيطة, فإذا مدحني أحد لا أعرف بماذا أرد, أو أرد بكلمة خاطئة, وأحرج نفسي, وزيادة على هذا كل من حولي يفهم شخصيتي أني قوية واجتماعية, لكن الواقع غير ذلك.

أخاف من مواجهة أي شخص جديد في حياتي, وصل الأمر أحيانا أن أبلع ريقي من كثرة ارتباكي, بالرغم من أني إنسانة واثقة من نفسي ولله الحمد, فهل فيّ رهاب اجتماعي؟ وكيف أعالجه؟ وهل الفشل في التعبير سببه الرهاب الاجتماعي؟ وما هو سبب مشكلة الفشل في التعبير؟ وكيف أحلها؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا.

لعل ما ورد في سؤالك يتراوح بين الرهاب الاجتماعي وبين ضعف المهارات الاجتماعية، وإن كان يبدو أنه الأول، وكما توقعت أنت، وخاصة أن الناس من حولك يشهدون لك بقوة شخصيتك، فهذا يرجح عندي موضوع الرهاب الاجتماعي، وهو نوع من الارتباك والحرج في بعض المواقف الاجتماعية كالحديث مع الناس أو مواجهتهم، وسواء كان الموقف إيجابيا كتقديمهم للإطراء، وأو سلبيا كالقيام بانتقادك حيث تشعرين بالأعراض التي وردت في سؤالك.

والرهاب الاجتماعي حالة قد تبدأ فجأة، وأحيانا من دون مقدمات أو مؤشرات، حيث يشعر الشخص بالحرج والارتباك في بعض الأوساط الاجتماعية، وخاصة أمام الجمع من الناس وفي بعض المناسبات، وقد يشعر الشخص باحمرار الوجه, وتسرع ضربات القلب, وتلعثم الكلام، بينما نجد هذا الشخص نفسه يتكلم بشكل طبيعي ومريح عندما يكون في صحبة شخصين أو ثلاثة فقط.

وقد يترافق هذا الخوف أو الارتباك مع بعض الأعراض العضوية كالتعرق, والإحساس أنه سيغمى على الشخص، أو أن الناس ينظرون إليه، وقد يحاول الشخص الإسراع للخروج من المكان الذي هو فيه؛ من أجل أن يتنفس؛ لأنه قد يشعر بضيق التنفس وكأنه سيختنق, ومجموعة هذه الأعراض قد نسميها نوبة ذعر أو هلع, وقد يوجد الرهاب الاجتماعي مع أو من دون نوبات الهلع.

واطمئني ففي معظم الحالات، ينمو الشخص ويتجاوز هذه الحالة -وخاصة عندما يتفهم طبيعة هذه الحالة- بحيث لا يعود في حيرة من أمره، وهو لا يدري ما يجري معه, فهذا الفهم والإدراك لما يجري، وأنه حالة من الرهاب الاجتماعي؛ ربما هي الخطوة الأولى في العلاج والشفاء.

وقد يفيدك التفكير الإيجابي بالصفات والإمكانات الحسنة الموجودة عندك، كذلك أن تحاولي أن لا تتجنبي الأماكن الخاصة التي تشعرين فيها بهذا الارتباك، لأن هذا التجنب قد يزيد الأعراض ولا ينقصها، بل على العكس، والنصيحة الأفضل أن تقتحمي مثل هذه التجمعات المجتمعية، ورويدا رويدا ستلاحظين أنك بدأت بالتأقلم والتكيّف مع هذه الظروف الاجتماعية.

وإذا استمرت الحالة أكثر ولم تستطيعي السيطرة عليها فيمكنك مراجعة الطبيب النفسي الذي يمكن بالإضافة للعلاج المعرفي السلوكي -والذي يقوم على ما سبق ذكره- يمكن أن يصف لك أحد الأدوية التي يمكن أن تخفف وتعين، وإن كان العلاج الأساسي يقوم على العلاج السلوكي المعرفي، والغالب قد لا تحتاجين للدواء.

إننا كثيرا ما نسجن أنفسنا في أفكار ومعتقدات عن أنفسنا بأننا مثلا نتحلى بصفات معينة، أو أننا كسالى، أو ضعاف الثقة في أنفسنا, وتأتي عادة هذه الأفكار من مواقف الناس منا، ومن كلامهم عنا، وخاصة في طفولتنا، فقد يقولون عنا مثلا أن عندنا خجلا, أو ترددا, أو ضعفا, أو ضعف الثقة في أنفسنا.... فإذا بنا نحمل هذه الأفكار والمعتقدات على أنها مسلمات غير قابلة للتغيير أو التعديل.

وقد تمر سنوات قبل أن نكتشف بأننا ظلمنا أنفسنا بتقبل وحمل هذه الأفكار كل هذه السنين، والمؤسف أن الإنسان قد يعيش كل حياته، ولا يحرر نفسه من هذه الأفكار!

وللفائدة راجعي العلاج السلوكي للرهاب: ( 269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ).

وفقك الله وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً