الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حملت ثم أجهضت في الشهر الثاني.. كيف أتجنب ذلك مرة أخرى؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا متزوجة منذ أربع سنين، وتأخرت عن الحمل، أجريت عملية منظار بطن في شهر 5 الماضي، وسافرت لزوجي في شهر 8 ، وبدأت بتناول الكلوميد في اليوم الثاني للدورة، وأخذت الإبرة التفجيرية في اليوم الثاني عشر للدورة، وحدث حمل بعد شهرين بتاريخ 4-9-2012 ، ثم حصل توقف لنمو الجنين، ولم يدخله النبض، وحدث له ضمور وقمت بإجهاضه بتاريخ 19-11-2012 عن طريق تناول حبوب ميوزتاك، ولم أحتج لإجراء عملية تنظيف.

كانت أول دورة بعد الإجهاض بتاريخ 19-12-2012 ، ثم تقدم موعد الدورة، وأتت بعدها بـ18 يوما بتاريخ 5-1-2012 ، وكان الدم غزيرا جدا في البداية، ثم نزل دم بني اللون وخفيف من خامس يوم، ومستمر حتى الآن، وقد بدأت بتناول حبوب الكلوميد من ثاني يوم للدورة، فهل هناك ضرر من تناوله وأخذ الإبرة التفجيرية في اليوم الثاني عشر؟ وما سبب عدم انتظام الدورة؟ وهل هذا اللون البني من الدورة الشهرية؟ وماذا أفعل حتى لا يتكرر ما حدث معي في الحمل الأول؟ وهل يجب مراجعة الطبيب حاليا ومتابعة التبويض؟

آسفة على الإطالة، وبارك الله فيكم، وجعل عملكم في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لم توضحي لي –يا عزيزتي- هل أنت مقيمة مع زوجك باستمرار أم لا؟ وهل كانت الدورة الشهرية عندك منتظمة قبل الإجهاض أم لا؟

وحسب ما فهمت من رسالتك هو أنك قد تناولت حبوب الكلوميد لمدة شهر واحد فقط، ثم حدث الحمل في نفس الشهر, فإن كان هذا الأمر صحيحا, فأنه يعتبر أمرا مطمئنا ومبشرا -إن شاء الله تعالى- فحتى لو انتهى هذا الحمل بالإجهاض, فأن مجرد حدوثه, يعني بأن الخصوبة عند زوجك طبيعية, وأن الأنابيب عندك سليمة.

وقد يحدث أحيانا بعد الإجهاض, اضطراب هرموني عابر, يؤدي إلى عدم انتظام في الدورة الشهرية, وما حدث لك هو أن الدورة نزلت بعد 18 يوما فقط, أي أنها كانت دورة قصيرة, وعلى الأغلب بأن سبب هذا القصر في الدورة هو وجود نقص في هرمون التبويض, وهو هرمون( البروجسترون )، والكلوميد يمكن أن يحل المشكلة، ويحسن التبويض.

لكن وقبل تناول الكلوميد, فإنه يجب عمل بعض التحاليل الهرمونية الأساسية, وذلك للتأكد من عدم وجود سبب آخر لضعف التبويض, وهذه التحاليل هي:

LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T3-T4- PROLACTIN.

ويجب عملها في اليوم الثاني، أو الثالث من الدورة الشهرية، وفي الصباح.

فإن كانت التحاليل طبيعية، فيمكن تكرار تناول الكلوميد لتحسين التبويض، وزيادة فرصة حدوث الحمل -بإذن الله تعالى-.

ولكننا ننصح عادة بالانتظار ثلاثة أشهر بعد حدوث الإجهاض، وقبل تناول المنشطات, وذلك لإعطاء الفرصة كاملة للجسم ليتخلص من كل تأثيرات الحمل السابق، وحتى يجدد الرحم بطانته.

كونك قد بدأت بالمنشطات, فلا بأس -إن شاء الله-, لكن أنصحك بالمتابعة مع طبيبة مختصة, ولا ننصح أي سيدة مهما كانت ظروفها, أن تتناول المنشطات، أو إبرة التفجير, بدون إشراف طبي ومتابعة بالتصوير التلفزيوني, وذلك هام من أجل تحديد الجرعة المناسبة لجسمها, ومن أجل تحديد وقت إعطاء الإبرة, ثم توقيت الجماع بناء على هذا, لإعطاء أكبر فرصة لحدوث الحمل -إن شاء الله تعالى-.

إن حدوث الإجهاض لمرة واحدة هو أمر كثير الحدوث, وهو قد يحدث عند تناول المنشطات أو بدونها, لذلك لا داع للقلق, فبعد حدوث إجهاض واحد فقط, فإن نسبة حدوث إجهاض ثان لا ترتفع, وإنما تبقى في نفس الحدود الطبيعية، وكأن السيدة لم تجهض, لكن أكرر بضرورة عمل التحاليل السابقة, حتى يتم التأكد من عدم وجود خلل هرموني يستوجب العلاج, مثل اضطراب الغدة الدرقية, أو ارتفاع في هرمون الذكورة أو الحليب, -لا قدر الله-.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما, وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً