الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كآبة وخوف في الصلاة والأماكن الضيقة.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد أجد صعوبة في التعبير عما يصيبني من مشاكل وأعراض، وأرجو منكم محاولة فهمه ومساعدتي!

أنا أعاني من مشكلة حصلت معي قبل 8 أشهر كنت أنتظر الباص في المجمع، سرحت بفكري في عالم آخر، ثم تذكرت أني في المجمع رجعت إلى الواقع وأصابني شعور بالدوران الدائم، يعني أن شخصا يمسكني ويلف بي، وأيضا وأن حركتي بطيئة خاصة عند الصعود في السيار أو النزول منها، وبقيت كالضائع والتائه، وأن جسدي مخدر بالكامل، واختفى الدوران عندما نمت، ولكن في اليوم التالي أصابني شعور بالضيق، والكآبة والخوف من الأماكن الضيقة والخوف من الظلمة.

عندما أكون في سيارة وجالسا بالمنتصف أشعر"ليس دائما" أن الشخصين يعصرونني، وسقف السيارة ينزل علي، مع خفقان في القلب شديد، مع تعرق، ومن تلك الحادثة أحس بنفسي، ولكن لا أشعر بجسدي، وعندما أصلي أحس بضيق تنفس -الحمد لله- اختفى في الفترة الأخيرة" وعندما أركع وأسجد لا أشعر بجسدي وأتضايق، وأحس أني أصلي على أعصابي، وعند الانتهاء من الصلاة أرتاح نسبيا، وفي صلاة السنة والرواتب أشعر بضيق أكثر، فأسرع بأدائها بسرعة خيالية.

وأرتاح عند إنهائها، وأفكر كثيرا -بالأخص في الصلاة- بأشياء منطقية وأخرى لا، وأحيانا أناقش موضوعا معينا مع نفسي، وأتحدث مع نفسي لأوقات طويلة في نفس الموضوع "كالمجنون" دون حل، وأيضا أتوقع لأي عمل سوف أعمله وأضع له مشاكل وحلولا، وأناقش مع نفسي الأمر قبل وقوعه.

مثلا: حصلت معي في الواقع حادثة، وهي أني ركبت بالباص، وقام الكنترول بجمع الإيجار من الركاب، وأعطيته 5 دنانير، ولم يرجع لي الباقي "فقلت في نفسي يجب أن يرجع الباقي، سوف أطلبه مالي بعد قليل، لكني أخاف أن لا يعطيني وينكر، وأن يضربني وينزلني من الباص، أفضل شيء أن أسامحه، وأبقى هكذا لدقائق، ثم أتجرأ وأطلبه الباقي، ويعطيني إياه، ولم تحدث مشكلة، أنا صنعت مشكلة من لا شيء! وعندما أنام أحلم كثيرا بحوالي 10 أحلام أو أكثر، وكلها سيئة تقريبا حتى أني أصبحت لا أميز بين الحلم والواقع.

وأيضا تزغلل عيني من الألوان القوية، وأحس أن سمعي ازداد، وانزعج من أخفت الأصوات وأني مشتت وضائع.

أرجوكم ساعدوني في تشخيص حالتي مع علاج فعال مع بعض النصائح.

شاكرا لكم حسن تعاملكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
أيها الفاضل الكريم: النوبة الأولى التي أصابتك حين كنت في محطة الباص، قد يكون سببها الإصابة بدوار نتج من فيروس الأذن الداخلية مثلاً، ونسبة لسخافة التجربة، وما تسببه من خوف وتوتر قد تولد بعد ذلك لديك الخوف، وأصبح يأخذ الطابع الوسواسي، وظهر لديك القلق الاستباقي، يعني أنك تضع صورة ذهنية متكاملة جداً لموضوع ما، ويكون هنالك تفاصيل وسواسية، وقلق، وأفكار افتراضية، حين تستوعبها وتدرك أنها لا داعي لها هنا تصاب بمزيد من القلق والتوتر.

إذن الشيء الأرجح من وجهة نظري هو أنك تعاني من قلق المخاوف الوسواسية، وكما ذكرت لك الأعراض الجسدية التي بدأت قد يكون سببها التهابا بسيطا في الأذن، وهذا نسميه الارتباط الشرطي أو الظهرة التي حدثت لك، وهي افتقاد التوازن، وبما أنها تجربة سخيفة اقترنت بالخوف والتوتر، ومن خلال هذا الارتباط الشرطي تأتيك هذه النوبات يعني أن الحالة تحولت إلى حالة نفسية بحتة، بعد أن كان احتمالية البداية ليست نفسية.

أيها الفاضل الكريم: أنا أفضل أن تذهب وتقابل طبيب الأذن والأنف والحنجرة، وكذلك الطبيب النفسي، تأكد أنك غير مصاب بإذنك الداخلية بالتهاب فيروسي، وفي هذا الوقت مقابلة الطبيب النفسي سوف تغطي لك الجانب النفسي تماماً.

نوبات الهلع والفزع من هذا النوع تعالج من خلال دوائيين الدواء الأول يعرف باسم سبرالكس، والدواء الثاني يعرف باسم دوقماتيل Dogmatil الاسم العلمي سلبرايد Sulipride، والسبرالكس الذي يعرف باسم باسم استالوبرام هو الدواء الأساسي، والدوقماتيل هو الدواء المساعد، وربما يختار لك الطبيب دواء آخر، وأما إذا كان هنالك إشكالية في الأذن فسوف يصف لك الطبيب الدواء اللازم، وهنالك أدوية كثيرة أشهرها هو عقار بيت سيرك.

أيها الفاضل الكريم: لا تنزعج وأنا على ثقة تامة أن حالتك هذه حالة نفسوجسدية -وإن شاء الله تعالى- سوف تشفى منها، موضوع الأحلام وكثرتها هذا كله وارد، وسببه هو القلق والتوتر الذي تعاني منه، وأعتقد أن ممارستك للتمارين الرياضية الخفيفة، وكذلك تمارين الاسترخاء، وتجنب النوم في أثناء النهار، وعدم شرب الشاي والقهوة ليلاً، وكذلك تناول طعام العشاء مبكراً، وأن تكون الوجبة خفيفة، وهذا كله يبعد عنك هذه الأحلام إن شاء الله تعالى، ولاشك أن أذكار النوم هامة وضرورية -وحافظة إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً