الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

في حيرة من شديدة بين حق زوجي وحلفان أمي، وماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على كل ما تقدموه من أجلنا.

سؤالي هو: أنني فتاة معقود قراني وزوجي عندما يأتي لزيارتي يطلب مني أن يمارس معي بعض حقوقه الشرعية كالتقبيل والاحتضان، ولكن أمي كلمتني أن لا أمارس معه مثل هذه الحقوق لأن في هذه الحالة العادات والأعراف تقدم على الشرع، وبالتالي لا يمكن له أن يقوم بتقبيلي أو الاحتضان، وهو متضايق جداً من هذا الأمر ويقول لي: هذا هو حقه الذي كفله له الشرع.

والمشكلة أيضا أن أمي حلفتني بالله ألا أقوم بفعل هذا معه، ولا أدري هل هذا الحلف يجوز؟ وماذا أفعل؟

أجيبوني لأني في حيرة من شديدة بين حق زوجي وحلف أمي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة – في الموقع، ونسأل الله أن يزيدك حرصًا، وأن يجمع بينك وبين هذا الذي عقد عليك على الخير، ونتمنى أن يستعجل الأمور ويُكمل المراسيم، لأن المرأة إذا أكلمت بالرجل مراسيمها وحصل الزفاف ودخل بها فإنها تُصبح زوجًا له، أما بخلاف ذلك فإن الأمر يحتاج إلى وقفات، ولعل كلام الوالدة فيه شيء من الصواب، لأن عدم إعلان الدخول وعدم إعلام مراسيم الزواج مع سماحك له بهذا النوع من العلاقات، هو من الأمور التي لا تضمن عواقبه، وذلك لأن الإنسان ينبغي أن يُعلن الزفاف ويعلن الزواج ويعلن الدخول، ثم بعد ذلك تصبح المرأة زوجة له، أما بخلاف ذلك حتى بعد العقد فإننا من الناحية الشرعية نأخذ الاحتياطات، فلو فرضنا أن هذه العلاقة وفي هذه الفترة ترتب عليها حمل، وبعد ذلك بعد شهور حصل الزواج – أو لم يحصل الزواج أو الدخول إلا بعد سنة – فإن هذا الطفل يكون فيه إشكال على الأقل في كلام الناس، وعلى الأقل قد تأتي إشكالات.

أيضًا هذا العاقد لو لم يُكمل المشوار، لو حصل أنه - لا قدر الله- توفي، فإن هذا يترتب عليه إشكالات كثيرة، والعادات هنا في مكانها، لأن الوالدة تخاف من كلام الناس، بعض البنات تتزوج وبعد شهرين تُنجب، الناس يبدؤون يتكلمون عنها، وهل هذا الجنين من زوجها أو من غيره؟ ولماذا حصل كذا، وكذايعني هذه إشكالات نحن في غنى عنها.

لذلك هذا الرجل إذا كان يريدك فأنت زوجة له بلا شك، لكن عليه أن يُكمل مراسيم الزواج، ثم يأخذك بعد ذلك إلى داره ليمارس معك حياته العادية كزوج دون أن توجد مضايقة من الوالدة أو غيرها.

وحقيقة نحن نريد أن نؤكد أنه إذا حصلت الخلوة الشرعية وكنتم في مكان منعزل مائة بالمائة فإن هذا أيضًا قد يكون كلام الوالدة صواب، أما إذا كان بعض الكلام الجميل أو نحو ذلك في صالة مكشوفة على مرأى من الوالدة أو ممن يمر داخل البيت، فإن الأمر سيكون فيه سعة، ولكن نحن ننصح قطعًا واعتبارا لكلام الوالدة الذي له أيضًا وجاهة حتى من الناحية الشرعية، ومن ناحية العادات والأعراف أيضًا هو معتبر، لذلك أرجو أن تستعجلوا بإكمال مراسيم الزواج، عليه أن يستكمل مراسيم الزواج لتكوني بعد ذلك أصبحت عنده، ولا دخل لأحد فيك، وعند ذلك تقدمي حق الزوج بلا شك، فأولى الناس بالمرأة زوجها.

ولا يخفى عليك أنه إذا كان مجرد تقبيل واحتضان فإن هذا لا إشكال فيه، لكن ماذا بعد؟ كيف يملك الإنسان نفسه؟ ماذا لو حصل ما هو أكثر من ذلك؟ أنت فعلاً زوجة له، لكن الدخول لم يتم والزواج لم يعلن، فلا نريد أن تكونوا كالعلكة في ألسنة الناس، والإنسان لا يضمن عواقب مثل هذه الأمور.

نسأل الله أن يعينكم على إكمال المراسيم، لأن في ذلك حل جذري لهذه المشكلة، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً