الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من كثرة النوم... ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 16 سنة، لدي مشكلة وهي كثرة النوم لساعات طويلة، وإذا أطلت في النوم أحتلم، لدي كثرة الاحتلام لدرجة أنه أصابني ألم أسفل الظهر مع ألم أسفل الرأس والرقبة من الخلف، مع صداع خفيف، وكنت أمارس العادة السرية وتركتها بحمد الله.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على الكتابة إلينا والتواصل معنا.

النوم عادة نتيجة لأحداث النهار أو اليوم، والإنسان يموت إن هو لم ينم، ولكن وككل شيء في الحياة لابد من التوازن، ويقال عادة إن معدل حاجة الإنسان الراشد إلى ثمان ساعات نوماً، وإن كان هناك اختلاف بين الناس.

إن البحث عن تقليل ساعات النوم توجيه غير دقيق، والأدق منه أن تفكر وتبحث عما تريد عمله عندما لا تكون نائماً.

قل لي ما هي المشاريع والأحلام والطموحات التي تريد أن تقوم بها في حياتك، والتي ستقض مضجعك، وتجعلك لا تنام الليل وأنت تحاول تحقيق أحلامك؟

ألم تر كيف أنه عندما يكون عندك أمر هام، أو عند أي إنسان آخر، كيف أنك لا تنام الليل، أو كيف تستيقظ من ساعات الصباح الأولى، للقيام بهذا العمل الذي تتطلع إليه، كأن يكون سفراً أو رحلة أو غير ذلك مما يتشوق الإنسان إليه، فاحرص على التركيز على الأعمال والأمور التي تريد أن توقظك من النوم، فلا تنام الساعات الطويلة.

بالنسبة للاحتلام، فقد يكثر الاحتلام عن بعض الشباب في هذا السن، وهي حالة ستخف بشكل طبيعي، وخاصة بعد الزواج أو بعد تقدم السنين، والاحتلام هنا ما هو نتيجة لأنشطة كثيرة ذهنية أو سلوكية يقوم بها الإنسان خلال الصحو وخلال النهار، مما تكون نتيجته في الليل بالاحتلام.

لكن هناك بعض الأمور التي يمكن القيام بها الآن، وقبل الزواج وقبل تقدم السنين، لتخفف من هذا الاحتلام، ومنها على سبيل المثال وليس للحصر: الابتعاد قدر الإمكان عن المثيرات الجنسية خلال النهار من مناظر وصور وأفلام، وخاصة قبيل النوم، فما نشاهده في نهارنا نحمله معنا في رأسنا خلال نومنا، مما ينتج عنه أحلامنا.

كذلك الابتعاد قدر الإمكان عن التفكير في أمور البنات والأفكار المثيرة للغريزة الجنسية خلال النهار أو قبل النوم، وشغل النفس بالأعمال والأنشطة التي يمكن أن تخفف من بعض الشهوة كالرياضة والمشي، بحيث تشعر بالتعب والإنهاك، مما يمكن أن يخفف من احتمال الاحتلام.

ننصحك أيضاً بالتقليل من الأطعمة كثيرة البهارات لأنها مما يثير الجلة العصبية، والتقليل من المنبهات كالقهوة والشاي، وخاصة عدة ساعات قبل النوم، والاستعاضة عنها بشرب المهدئات كالزهورات والنعناع والبابونج، مما قد تسمونه لديكم بأسماء أخرى، والأعشاب المهدئة الأخرى.

ننصحك بالإكثار من الصوم، لأنه يخفف من حدة الشهوة، ويهدئ الغريزة، كما وصف لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

كما ننصحك بالإكثار من تلاوة القرآن، وخاصة قبيل النوم، فهذا يساعد على أخذ التفكير لأماكن أخرى غير الرغبة والشهوة الجنسية، وحاول أن لا تكون غرفة النوم شديدة الدفء، وكذلك فراش النوم؛ لأن هذا مما قد يثير الشهوة الجنسية أكثر، بينما البرد يهدئها، وحاول أخذ "دوش" بارد قبيل النوم، فقد يفيد أيضاً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً