الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعبت من كثرة الوساوس.. فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريدكم أولا أن تعلموا أني لم أقدم إليكم إلا لثقتي التامة بكم, فأنا أتابعكم منذ مدة, جزاكم الله خيرا, ومأجورون على جهودكم الجبارة.

عمري 19 عاما, ومنذ صغري وأنا حساس وموسوس, لكن قبل خمسة أشهر تقريبا أتاني خفقان سريع في القلب, لأول مرة في حياتي, وكنت أعتقد أنها سكتة قلبية, وأنا أقود السيارة في منتصف الليل متجها إلى البيت, وقفت جانبا, ونزلت كالمجنون بين السيارات في هذا الوقت المتأخر, أريدهم أن يذهبوا بي للمستشفى, لكن لم يتوقف أحد.

جلست أستجمع قواي, وأقرأ القرآن, ثم اتصلت بصديقي المقرب, ولحسن الحظ كان قريبا مني, وذهب بي للطوارئ, وأجروا لي تخطيطا للقلب, وأخبرني الطبيب بأني سليم, وليس بي إلا وهم, وأن الخفقان كان من التفكير, والسهر, والوزن الزائد, طمأنني وذهبت، منذ ذلك اليوم إلى اليوم وأنا أعيش حياة أخرى مليئة بالتشاؤم, والوسوسة, والقلق, والهلع.

يأتيني الخفقان من الهلع, ذهبت للطوارئ أكثر من 10 مرات, وفي كلها يقولون أني سليم, ومنذ تلك المدة وأنا أتوهم الأمراض, وفي كل أسبوع علة جديدة, فمثلا: أوسوس بالرعاش, وأنظر إلى يدي وأقول إنها ترتعش, وبي رعشة, وأسأل أخي هل هذه الهزة طبيعية, ومن ثم أوسوس بالأورام -حفظنا الله وإياكم- أوسوس بالسكتة, وأني لن أكمل حياتي, ولن أرَ أبنائي, ومن ثم أوسوس بأني لست في الحياة, أنا في حلم, وأنظر لأهلي وأقول من هؤلاء.

وأخيرا أوسوس بحوادث السيارات, وأنه سيحدث لي حادث وأتوفى, ولن أكمل شبابي, فقطعت أقربائي البعيدين عني لكي لا أقود السيارة, وأتذكر حوادث الناس وكثرتها.

وأنا أكبر إخواني ورب الأسرة, علما بأن أبي متوفى -رحمه الله- وأتمنى أن أكون قدوة لهم, وأكون ثقتهم التامة, لكن هذه العلة أتعبتني, وهم لا يدرون عن شيء, ولا أحد يعلم إلا الله.

أثر ذلك على دراستي وحياتي العامة, علما بأن أمي موسوسة, وأنا أتوهم الأمراض منذ أن كنت صغيرا, لكن ليس بتلك الصورة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أنت غير متوهم, هذا الكلام ليس صحيحا أبدا, أنت تعاني من حالة نفسية أو ظاهرة نفسية مزعجة, لكنها ليست خطيرة, الذي حدث لك في بداية الأمر نسميه بنوبة الهلع, أو الهرع, أو الفزع الحادة, بعد ذلك تحول الأمر إلى ما نسميه بقلق المخاوف الوسواسي.

إذن هنالك تشخيص لحالتك, نعم الحمد لله تعالى لا يوجد لديك مرض عضوي, ولكن توجد لديك حالة نفسية قلقية وسواسية تتميز بوجود المخاوف, وهذه يمكن علاجها أيها الفاضل الكريم.

أولا: قناعتك بأن الحالة هي حالة نفسية, هذا نفسه يساعدك على العلاج.

ثانيا: أن تصرف انتباهك عنها, فكل ما تشعر به مبالغ فيه، ولن يحدث لك أي شيء, إذن حقّرْ الأعراض تحقيرا تاما, وتجاهلها هو مبدأ علاجي سلوكي أساسي.

ثالثا: عليك بأن تمارس أي نوع من الرياضة, فهي مهمة جدا لإزالة هذه الشوائب النفسية, وكذلك تطبيق تمارين الاسترخاء فيه فائدة كبيرة, وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم: (2136015) يمكنك أن ترجع إليها, وتطبق ما بها من إرشادات.

الجزء الأخير في العلاج هو العلاج الدوائي, وأنا أنصحك بأن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، هنالك أدوية فعالة جدا وممتازة يأتي على رأسها دواء يسمى سبرالكس, وجد أنه يعالج الخوف والهرع والقلق والوسواس وكذلك المخاوف.

أيها الفاضل الكريم: لا تحرم نفسك أبدا من نعمة العلاج، حالتك يمكن علاجها واحتوائها بصورة فاعلة جدا, وإن شاء الله سوف يزول عنك كل القلق, والكدر, والتوتر, والوسواس الذي تعاني منه.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً