الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اللثغة السينية سببت لي مشكلة نفسية منذ الصغر، فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شابٌ في مقتبل العمر، عاكستني الحياة، فأنا أعاني من اللثغة السينية، وقد سببت لي هذا إحراجاً كبيراً في الكلام منذ الصغر، مما جعلني كتوماً، ونادر الكلام، وسببت لي رهابا اجتماعياً وخجلاً.

قرأت العديد من المقالات والعلاجات، لكن لم تجد معي نفعا! كنت أعاني أيضاً من حول في العينين، لكن -الحمد لله- أجريت العملية، وبفضل الله كللت بالنجاح، ومع ذلك فعقلي لم يستوعب بعد أنني شفيت!

مشكلتي النفسية تبلورت معي في سن المراهقة، وعائلتي لم تقف إلى جانبي، عندما كنت أفضفض لهم كانوا يظنون أنني أمزح فقط، وبعد الثانوية سجلت في الجامعة في شعبة لا أحبها، يعني أمور كثيرة تجمعت لتعكر على حياتي في مرحلة جداً حساسة.

ثقتي في الله كبيرة، أريد العودة للطريق الصحيح وتصحيح ما فاتني بفضل مساعدتكم -إن شاء الله-.

سؤالي عن علاج الرهاب الاجتماعي، والخجل المفرط، وأتمنى لو توجد أدوية تساعدني.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يونس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

من الطبيعي أن يبحث الإنسان في أن يكون مجيداً لكل شيء ولا أقول كاملاً في كل شيء، والإنسان قد تأتيه اتبلاءات هنا وهنالك، وهذه اللثغة السينية يعرف عنها أنها موجودة، وكثير من الناس يُعاني منها، وهنالك من تخطاها وقبلها وتواءم معها، فيجب أن يكون منهجك هكذا، والمحاولات العلاجية هذه تكون من خلال أخصائي التخاطب، وكذلك شيخ محفظ للقرآن، أعتقد أنه سوف يُساعدك كثيراً؛ لأن المشايخ -جزاهم الله خيراً- هم أفضل من يعلم ويدرب ويلقن مخارج الحروف بصورةٍ صحيحة، فادفع نفسك في هذا الاتجاه كمحاولة علاجية، وفي نهاية الأمر أخي يجب أن تتواءم، وأن تغلب ما أنت عليه، وإن شاء الله تعالى ليست هنالك منقصة حقيقية.

موضوع العين قد تم علاجها -والحمد لله تعالى-، وشعورك بالدونية حول هذا الأمر غير مبرر، وهكذا يجب أن تأخذ دليلاً قاطعاً أن مشاعرك مبالغ فيها، ويجب أن لا تضغط عليك هذه المشاعر السلبية، وتذكر دائماً أن الله تعالى قد خلقك في أحسن تقويم، ويجب أن تنصهر اجتماعياً، وتتفاعل مع الناس، ويكون لك حضور حقيقي.

أخي الكريم، أفضل طريقة لعلاج الرهاب الاجتماعي هي التحسين التدريجي منه، والتحسين التدريجي يكون من خلال تفاعل الأسرة، وأن تكون حاضراً ومساهما في شؤون أسرتك، والتواصل مع المصلين في المسجد والجيران، وممارسة رياضة جماعية، وحضور أنشطة ثقافية واجتماعية، والمشاركة في الجميعات الثقافية والخيرية، وهذا كله يؤدي إلى انصهار وتدريب اجتماعي تلقائي ممتع ومفيد، ويُعالج قطعاً الرهاب الاجتماعي.

صحح مفاهيمك حول الرهاب الاجتماعي، ومن أخطر الأشياء المعيقة للرهاب الاجتماعي أن الذي يعاني منه دائماً يعطيه الشعور أمام الآخرين بأنه ناقص، وأن الآخرين يرصدونه، وأنهم يستخفون به، وسوف يستحقرونه، وأنه سوف يفشل فشلاً اجتماعياً ذريعاً، وهذا ليس صحيحاً -أخي الفاضل- وأنا أؤكد لك أن مشاعر الخوف الداخلية هي مشاعر خاصة بك وليست مكشوفة للآخرين، ولا أحد يطلع عليها.

من أهم الوسائل العلاجية هو التدرب على تمارين الاسترخاء ففيها فائدة عظيمة وكبيرة جداً، وستجد هذه التمارين تحت هذا الرقم (2136015) أرجو أن ترجع لها، وتتطلع على كل تفاصيلها، وتطبقها باستمرار؛ فهي ذات فائدة كبيرة.

بالنسبة للعلاج الدوائي، أقول لك: نعم، الدواء مفيد وجيد -والحمد لله- تعالى لديك في الجزائر عقار ديروكسات، والذي يسمى أيضا زيروكسات، واسمه العلمي بروكستين، يعتبر من أفضل الأدوية التي تعالج المخاوف، والقلق، والتوترات، وأنا أرى أنه سوف يفيدك ليس في الرهاب الاجتماعي فقط، إنما سيفيدك في إزالة القلق، ويحسن مزاجك، وحتى انشغالك بموضوع العين واللثغة السينية سوف يقل كثيراً.

ابدأ في تناول الزيروكسات بجرعة نصف حبة -أي بجرعة (10) مليجرام- تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلها حبة كاملة واستمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبتين يوميا، ويمكنك أن تتناولها كحبة صباحا وحبة مساء، وهذه الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك، استمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة يومياً لمدة شهر ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم نصف حبة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا من الأدوية السليمة قليلة الآثار الجانبية جداً، ويعرف أنه غير إدماني وغير تعودي، وأسأل الله تعالى أن يكون سبباً في شفائك، وأن ينفعك به وأنا شاكرٌ لك على ثقتك في استشارات إسلام ويب.

وبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً