الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد الاختبارات أُصبت بسوء تركيز وضعف في الذاكرة!

السؤال

السلام عليكم.

بدايتي مع القلق كانت في اختبارات الثانوية، في الفصل الدراسي الأول، ومن بعد الاختبارات أحسست أني غبي؛ لأني كنت لا أخرج من المنزل حتى لا أحرج نفسي، كأني كنت فاقداً للذاكرة، فلو سألني شخصٌ أين ذهبت البارحة؟ أحاول أن أتذكر لمدة دقيقة، وأصبت بسوء تركيز؛ فقد كنت أذهب مع أبي كل يوم من نفس الطريق، وبعد أيام لا أتذكر ولا أستطيع أن أتذكر!

أصابني إحباط من الحياة، ويئست مع أن جميع فحوصاتي سليمة، من إفراز الغدة الدرقية إلى فيتامين الحديد وفقر الدم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا.

يبدو من خلال سؤالك أن الحالة التي عندك كأنها حالة من القلق، وربما ضعف الرغبة بالخروج من البيت كي لا تقلق نفسك أمام الناس.

ربما مع القلق هناك حالة من الرهاب الاجتماعي، بالإضافة لنوبات الهلع أو الذعر، والتي وصفتها عندما تغادر البيت، حيث أنك أصبحت تمتنع من مغادرة المنزل.

قد يصاحب نوبات الذعر عادة أعراض أخرى، كخفقان القلب، وضيق التنفس، وربما اضطرك هذا للعودة عدة مرات للبيت من جديد.

أما ما يبدو وكأنه ضعف الذاكرة، فهناك احتمال أنه ليس له علاقة بالذاكرة، وإنما بسبب القلق والارتباك من الخروج من البيت، فإن التركيز قد يضعف أحياناً، مما يجعلك لا تنتبه ولا تسجل بعد الأحداث، وبسبب ضعف تسجيلها أصلاً فأنت قد لا تستطيع تذكرها، لأنها لم تُسجل أصلاً بسبب ضعف التركيز.

العلاج الأنسب هم العلاج المعرفي السلوكي، بمحاولة الخروج من البيت، ومنع نفسك من العودة إليه مباشرة، وإنما الاستمرار في المضي في الذهاب للمكان الذي كنت تريد الذهاب إليه، إلا أنه إن تعذر عليك السير في هذه المواجهة السلوكية؛ فربما يفيدك جداً الاستعانة بأحد الأدوية المساعدة على علاج ردات الفعل المزعجة هذه، وسواء كان الرهاب أو نوبات الذعر، فإن الخبر السعيد أن كلا الحالتين يمكن تحسين أعراضهما بنفس الدواء، وهو أحد مضادات الاكتئاب، وخاصة من فصيلة ما يسمى (SSRI).

نحن ننصح عادة باستعمال الأدوية النفسية تحت رعاية الطبيب النفسي، وعلى الأقل أن تراجعه كل عدة أشهر؛ لأنه قد يحتاج لزيادة الجرعة، أو تغيير الدواء لآخر، ومتابعة الأعراض الجانبية المزعجة أحياناً.

إذا صعب عليك كثيراً مراجعة الطبيب النفسي فبعض الأطباء العامين، كطبيب الأسرة، يمكن أن يشرف على هذه المعالجة، وإذا تعذر حتى هذا، ففي ظروف خاصة يمكن للإنسان أن يحصل على أحد هذه الأدوية من الصيدلية، حيث هي متوفرة في بعض البلاد ومن دون وصفة طبية، وإن كان هذا ليس بالحل الأمثل الذي ننصح به عادة.

عافاك الله، ويسّر لك الشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً