الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابتني نوبات من الهرع والقلق منذ رمضان الماضي، فما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية: هي قصة طويلة، وأرجو أن تسامحوني على الإطالة.

منذ خمسة أشهر وفي شهر رمضان، تناولت السحور ونمت، أصابني أثناء النوم نبض سريع، وضيقة نفس شديدة، مع دوخة، استمرت معي لمدة ربع ساعة، ثم بدأت تقل، حتى استقر النبض، فقمت بقياس الضغط في الصيدلية، وقالوا لي: إن الضغط طبيعي، وبدأت تستقر حالتي، لكن كنت أشعر بضعف شديد، في ثاني يوم في الصباح جاءتني نفس الحالة، لكن أشد بكثير، لدرجة أني كنت أشعر باختناق، ذهبت إلى المستشفى وقاموا بالفحوصات، وقالوا لي: إن مستوى الأوكسجين طبيعي، والضغط طبيعي، وطلبوا مني تحليل دم شامل وإيكو على القلب، فقمت بإجراء التحاليل وكانت طبيعية، وقمت بعمل الإيكو، وكان كالآتي: ارتخاء بسيط في الصمام الميترالي، ومنذ ذلك اليوم وأنا أشعر بأعراض كثيرة.

ذهبت لأكثر من طبيب قلب، وقالوا لي: إن الصمام الميترالي لا يؤدي إلى تلك الأعراض التي تشتكي منها، وهي حالة طبيعية فلا تهتم بها، ومارس حياتك بشكل طبيعي، وكنت أتناول (بيتا كور) لتهدئة النبض، ومنهم من رشح لي أن أذهب إلى طبيب نفسي، وذهبت إلى طبيب نفسي وكتب لي (أميبرامين) مرة واحدة، وإندرال في الصباح، وموتيفال قبل النوم، وقال: إن هذه أعراض نوبة هلع، وكانت الأعراض هي: الشعور بالدوخة، والضعف الشديد في الجسد، ونبض سريع، والخوف من الأماكن المزدحمة، وعدم القدرة على ممارسة الرياضة اليومية، التعب أثناء الكلام أو الضحك أو المشي لمسافة طويلة، والشعور بالقلق الشديد، والخوف من أن أموت، وفي أوقات أشعر بنغز في القلب.

تناولت الأدوية لمدة ثلاثة أسابيع، وشعرت بتحسن بنسبة متوسطة، ولكني لا زالت لدي أعراض تمنعني من ممارسة حياتي بشكل طبيعي، مثل الشعور بالخدر في القدم، والنبض السريع مع مجهود أو بدون، والتعب من أي مجهود بسيط.

أرجو منكم أن تقولوا لي ماذا أفعل؛ لأني أشعر كأني رجل بعمر 80 سنة، لا أقدر أن أمارس حياتي مثل أي شخص، بعدما كنت أتمتع بصحة وجسم رياضي، وهذا يسبب لي إحراجا كثيرا، ولا أدري ماذا أفعل، أرجو أن ترشدوني إلى العلاج المناسب.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

بالفعل ما حدث لك هو نوع من قلق المخاوف، وكانت النوبة الأولى هي نوبة الفزع التي حدثت لك، ومن ثم وكنتيجة لهذه النوبة بدأت لديك المخاوف الوسواسية، وظهرت لديك نوبات هرع وفزع أخرى، ومن ثم بدأت رحلتك -لا أقول مع التوهم المرضي- لكنها مع التخوف المرضي، معظم الذين يعانون من الهلع والهرع يذهبون إلى أطباء القلب، وتأتيهم هموم ومشاغل أن قلوبهم مريضة، وهذا ليس صحيحا مطلقاً.

أود أن أوضح لك العلاقة بين موضوع ارتخاء صمام الميترالي ونوبات الهلع، وجود الصمام والميترالي حالة طبيعية جداً، حوالي (15%) من عامة الناس لديهم هذه الحالة، دون أن تكون لهم أي شكوى طبية معينة، ويتم اكتشاف هذه الحالات بالصدفة، العلاقات ارتخاء صمام الميترالي ونوبات الهلع لا نستطيع أن ننكره؛ لأن حوالي (40%) من الذين يعانون من الصمام المتيرالي لديهم القابلية أن تصبح لديهم نوبات هلع أو فزع، وهذا لا يعني أن علة ارتخاء الصمام الميترالي هي علة عضوية، لكن هذه الملاحظة لوحظت، فأرجو أن لا تنزعج، تجاهل هذا الموضوع تماماً.

أعتقد أنك في حاجة إلى إجراءات تمارين استرخاء مكثفة، وهذا مهم جداً بالنسبة لك، إن قام الطبيب أو الاخصائي النفسي بتدربيك على هذه التمارين فهذا حسن، وإن لم يحدث فيمكن أن ترجع إلى استشارة إسلام ويب تحت الرقم: (2136015) وسوف تجد فيها كل النقاط الاسترشادية المطلوبة لتطبيق تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة، وعليك أن تداوم على هذه التمارين لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل، بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، والشيء الآخر أنت محتاج أيضا أن تمارس الرياضة، خاصة وأن جسمك رياضي، وهذا أمر عظيم، وأعتقد أن الرياضة الجماعية -مثل لعب كرة القدم مثلاً- سوف تكون مفيدة جداً لك.

النقطة الثالثة: هي العلاج الدوائي، الأدوية التي وصفها لك الطبيب وهي (الأمبيرمين والإندرال والموتيفال) وهي أدوية جيدة، لكن أعتقد انتقالك لدواء مثل مودباكس سوف يكون أفضل، فأرجو أن تستشير طبيبك في ذلك، والمودباكس يعرف علميا باسم سيرتللين، وهو متوفر في مصر، وأعتقد أن سعره معقول جداً، جرعة المودباكس هي أن تبدأ بـ (25) مليجرام، أي نصف حبة تتناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد أسبوعين اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة ستة أشهر، وهذه أقل مدة مطلوبة في علاج مثل هذه الحالات، ثم اجعلها نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء، وأريدك أيضا أن تستعمل الإندرال كدواء داعم، وجرعة الإندرال هي (10) مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر ثم (10) مليجرام صباحاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

إذن أيها الفاضل الكريم: هذا هو تشخيص حالتك، وقد أوضحنا لك طرق العلاج، وأرجو أن تصرف انتباهك تماماً عن هذه الحالة، وأن تشغل نفسك بما هو مفيد، وأن تركز على دراستك، وأن يكون لك نمط حياتي إيجابي، وأن تتواصل اجتماعياً، وتكون حريصاً على بناء مهاراتك الاجتماعية على أسس ممتازة، وكن حريصاً في تخير صحبتك ورفقتك، فصحبة الصالحين دائماً فيها خير كثير، وكن حريصا أن تؤدي الصلاة في وقتها، والهرع دائماً يتميز بعدم الطمأنينة، ولاشك أن ذكر الله تعالى يطمئن القلوب كثيراً، فاجعل لنفسك حظاً في ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً