الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العادة السرية للفتيات وأضرارها

السؤال

السلام عليكم.

كنت أمارس العادة السرية لمدة سنة ونصف، ولكني الآن تركتها بعدما علمت أضرارها، ذات يوم مارستها مرة واحدة في أول أيام الدورة الشهرية، فهل هذا يعني أنني أصبت بالعقم؟

وقد أتاني مغص، واستمر إلى نهاية الدورة الشهرية، فهل ممارستي لهذه العادة أثناء الدورة فقدتُّ معها غشاء البكارة؟ وأنا لم أُدخل شيئاً إلى جوف المهبل، وهل تركي لهذه العادة يعالج احتقان الحوض الذي أصابني؟

أرجوكم أفيدوني، فأنا لا أستطيع الذهاب إلى مصحة، وعمري الآن 19 سنة.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
البنت الفاضلة/ إسراء .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ،،،

نعم ممارسة العادة السرية -أيتها الابنة العزيزة- تسبب الكثير من المضار الصحية للفتاة، -والحمد لله- الذي هداك إلى طريق الصواب، فتركت هذه الممارسة القبيحة، ونسأل الله العلي القدير أن يثبتك على هذه التوبة، وأن يتقبلها منك، -إن شاء الله-.

يا عزيزتي: ممارسة العادة السرية خلال أيام الدورة سيكون لها مضار مضاعفة، ذلك أن الدم والمفرزات تعتبر وسطاً خصباً لنمو وتكاثر الميكروبات بكل أنواعها، وهذا يسبب الالتهابات المختلفة التي تقود إلى العقم -لا قدر الله- لكن هذا لا يعني بأنه قد حدثت عندك مثل هذه الالتهابات، والأعراض التي حدثت عندك لا تدل على حدوث الالتهاب، فالالتهاب لا يسبب حدوث الألم بسرعة، وإنما سيحتاج لبعض الوقت إلى أن تصعد الميكروبات للرحم، ثم إلى الأنابيب، فتسبب الالتهاب فيها، والألم في حال الالتهاب سيكون مستمراً ولن يتوقف بعد انتهاء الدورة.

كما أن الالتهاب -إن حدث- سيترافق مع إفرازات التهابية مميزة ومستمرة (صفراء وبنية أو رمادية) ولها رائحة سيئة، وقد تحدث حكة فرجية، وقد ترتفع الحرارة، وكل هذه الأعراض لم تحدث عندك، وما حدث عندك هو ألم فقط، بدأ في نفس يوم الممارسة واستمر خلال فترة الحيض، وهذا الألم ليس سببه حدوث الالتهاب، بل هو بسبب حدوث الاحتقان في أوعية الرحم والمبيض، والتي هي أصلا تكون محتقنة في فترة الحيض، وبتركك لهذه الممارسة القبيحة، فإن هذا الاحتقان سيتراجع بالتدريج -إن شاء الله-.

بالنسبة لغشاء البكارة فلا داعي للقلق؛ لأنه سيكون سليماً، وستكونين عذراء -إن شاء الله- لأنك لم تقومي بإدخال أي شيء إلى جوف المهبل، فهذا هو المهم لسلامة الغشاء، لأن الغشاء لا يتمزق إلا إن قامت الفتاة بإدخال جسم صلب إلى داخل المهبل، أما ممارسة العادة السرية خلال أيام الحيض فرغم أنها تضاعف من نسبة الأضرار الصحية، إلا أنها لا تؤثر على غشاء البكارة.

إذن - ابنتي العزيزة- اطمئني ثانية، فإن الغشاء عندك سليم -إن شاء الله- ولا داعي لمراجعة الطبيبة، لكن أنصحك بعدم تكرار مثل هذه الممارسة المنافية للفطرة، والتي تهين النفس والبدن، فجسمك أمانة عندك، لا تضيعيها؛ لأنك ستسألين عنها يوم القيامة.

نسأل الله العلي القدير أن يوفقك لما يحب ويرضى دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً