الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يئست من الذرية.. فهل من أمل ونصيحة وتوجيه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوج منذ سنتين وحوالي 5 أشهر، وحتى الآن لم يرزقنا الله بالذرية الصالحة؛ علما أننا ذهبنا لأطباء، فمنهم من قال: أننا لا نعانى شيئا، ومنهم من قال: لابد من حقن مجهري، وكل هذا ونحن -والحمد لله- نتسلح بالصبر كل هذه المدة، مع العلم أنني كل شهر أكون منتظرا إذا كانت الدورة ستأتي لزوجتي أم لا.

المشكلة أنني بدأت أفقد الأمل تماما في الإنجاب، ولا أعلم ماذا أفعل لكي أستطيع أن أكمل حياتي الزوجية؟

أرجو أن تعطيني رأيك كيف يمكنني أن أشحن طاقتي الإيمانية مرة أخرى؟ وأن أستطيع أن أصبر أكثر حيث إنني أصبحت مرهقا نفسيا من كثرة التفكير وفقدان الأمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى أن يمن عليك بالذرية الصالحة.

وخير ما نوصيك به -أيها الحبيب- أن تحسن ظنك بالله تعالى، وتكثر من دعائه، وقد أرشدنا سبحانه وتعالى إلى الدعاء بهذه الدعوات الكريمة في قوله سبحانه وتعالى: { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ...}، وكل شيء خزائنه عند الله تعالى كما قال سبحانه { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ }، فاحذر أن يتسلل الشيطان إلى قلبك ويغرس فيه اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى.

وأعلم أن لكل أجل كتاب، والله سبحانه وتعالى يقضي لعبده الخير، ويقدر له الأنفع والأصلح، فإنه سبحانه وتعالى أرحم بنا من أنفسنا، وأعلم بمصالحنا، وأقدر على تحقيقها، وإذا كانت هذه الصفات الثلاث مجتمعة فيه سبحانه وتعالى، فإنه يتعين علينا بعدها أن نثق به تمام الثقة، وأن نوكل إليه الأمور، ونفوض إليه تدبيرها وتصريفها فبرحمته سبحانه وتعالى، وبعلمه لمآلات الأمور ونهاياتها، وقدرته يقضي سبحانه وتعالى بما هو خير لنا، وإن كنا نكره بعض المقادير، وقد قال جل شأنه في كتابه الكريم { وعسى أن تكره شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

ولك أيها الحبيب قدوة بنبي الله إبراهيم - عليه السلام - فقد ظل أعماراً مديدة، وأعواما عديدة يسأل ربه سبحانه وتعالى أن يرزقه الولد، فجاءته البشرى بالولد عند كبر سنه، حتى أنه استغرب يوم جاءته البشرى بذلك، فقال للملائكة الذين يبشرونه بما تبشرون: {قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} أحذر -أيها الحبيب- القنوط من رحمة الله تعالى، وأعلم بأن الله تعالى لا يعجزه شيء، وأنه قادر على كل شيء إنما يقدر لك الخير والصلاح من حيث لا تحتسب.

وفي قصة نبي الله زكريا - عليه السلام - ما يسليك أيضا، فإنه لم يرزق الولد إلا بعد كبر سنه، فاجعل من هؤلاء أسوة منصوبة بين عينيك، وأعلم بأن الله تعالى سيقدر لك ما فيه صلاحك، فارغب إليه جل شأنه، وأكثر من دعائه مع الأخذ بالأسباب المادية للإنجاب كالدواء، والبحث عن الطبيب الحاذق، وبمعرفة ما إذا كان هناك ثم شيء ما يحتاجه إلى التداوي.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يرزقك الذرية الصالحة، وأن يبلغك من الآمال في رضاه ما تحب.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً