الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف أن أتبول على نفسي في الأماكن العامة، فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من وسواس قهري غريب نوعا ما, والله يوفق من يجد حلا لمشكلتي.

أنا منذ أن كنت في سن 12 عاما، والآن عمري 22 عاما, أعاني من هذه المشكلة, ولكن شدتها تتزايد, فأنا أعاني من وسواس شديد, حيث إنني إذا كنت موجودة في الأماكن العامة, مثل الجامعة, والمدرسة, والسوق, وإلخ... أشعر أنني سوف أتبول على نفسي أمام الناس.

مع العلم أنني أذهب لدورة المياه -أكرمكم الله- قبل الذهاب لأي مكان عام, ولكن دون جدوى, لا أستطيع السيطرة, فأذهب مسرعة لأقرب دورة مياه -أكرمكم الله- وأحيانا أكون في قاعة الاختبار, وأقوم فجأة, وأقول أريد دورة المياه على الرغم من أنني ذهبت قبل الدخول إلى القاعة فأشعر بالاحراج من هذا الوسواس.

أرجو مساعدتي, مع العلم أنني في آخر سنة في الجامعة, وأحمل هم اختبار القدرات التربوية من الآن؛ لأن مدة الاختبار 3 ساعات, وأفكر في عدم الاختبار بسبب هذا الوسواس.

أرجو مساعدتي، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جودي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

هذا قلق وسواسي بلا شك, ونعتبره حالة منعزلة, يعني أنه ليس لديك أي سمات أخرى للقلق أو الوساوس، ربما يكون هنالك عنصر بسيط مما نسميه بالرهبة الاجتماعية؛ لأن هذا القلق الوسواسي يحدث لك في ظرف اجتماعي معين، حقيقة بذهابك لدورة المياه أنت هنا تكافئين الوساوس, وهذه المكافأة تمثل إشكالية كبيرة جدا بالنسبة لك ولنا, بمعنى أنها هي حجر الزاوية فيما يخص علاج حالتك.

وأقصد بذلك أنك تقاومي نفسك مقاومة صارمة, ولا تذهبي أبدا إلى الحمام, وحقري فكرة الوساوس نفسها, هذا يحتاج منك إلى شيء من الجلد واليقين والصبر, وأنا أؤكد لك أنك لن تتبولي على نفسك أبدا, الأمر كله وسواس, لا تذهبي إلى الحمام أبدا, واصرفي انتباهك بنوع من الأفكار, أو الأفعال المخالفة.

الوسواس يعالج من خلال التجاهل والتحقير, وهذا هو الأمر المهم والضروري جدا، وهذا الوسواس يحتاج إلى علاج دوائي، الحمد لله تعالى الاستجابات ممتازة جدا لهذا النوع من الوساوس, من حيث العلاجات الدوائية.

عقار فافرين, والذي يعرف باسم فلوفكسمين يعتبر ممتازا جدا, وسليما, وغير إدماني، وإذا تمكنت أن تتحصلي على هذا الدواء فلا بأس من ذلك بعد مشاورة أسرتك، وإن ذهبت إلى الطبيب النفسي فهذا أيضا أفضل.

جرعة الفافرين التي تحتاجينها (50) مليجراما, يمكن تناولها ليلا بعد الأكل لمدة أسبوع, ثم بعد ذلك تجعليها (100) مليجراما ليلا, تناوليها لمدة شهرين, ثم تجعلي الجرعة (50) مليجراما ليلا لمدة شهر, ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

هذه هي الخطة العلاجية المبسطة لحالتك, وأنا أؤكد لك أن الحالة بسيطة جدا, وأن الطبيب السلوكي الذي ذكرناه لك أضف إليه العلاج الدوائي؛ سوف يكون هو الحل الأمثل لحالتك.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد في الاختبار القادم, وفي كل حياتك، ولك الشكر والتقدير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً