الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب قلة التركيز والنسيان بعد المذاكرة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مشكلتي عندما أبدأ المذاكرة أكون مشوشًا، أقرأ دون فائدة، والحفظ عندي ضعيف لدرجة أني أحفظ مثلًا صفحة، وبعد قليل أعود لها وكأني أول مرة أحفظها، وكل مرة أحاول أن أذاكر يأتيني ضيق، وأشعر أن رأسي يكاد ينفجر، وتركيزي ضعيف جدًا، وتفكيري سلبي أحيانًا، وأحيانًا يأتيني ضيق فجأة، مع العلم أنه ليس عندي أية مشاكل، لكن حينما يأتي الضيق لا أطيق نفسي، مع أني ملتزم بالصلاة - ولله الحمد - وأحيانًا أكره أهلي ولا أطيقهم، ولا أطيق حالي، وأحيانًا يأتيني صداع، وأشعر بحرارة في رأسي، كما أن أحلام اليقظة عندي كثيرة جدًا، وحين يحصل شيء في الأسرة كوفاة أحد أقاربي مثلًا، أو حصول حادث – لا قدر الله - يكون الأمر عندي طبيعياً جدًا، وأحيانًا يحدث حادث بسيط فأغضب وأحزن، مع أن الأمر لا يستدعي كل هذا الغضب والزعل.

ومن مشاكل النسيان عندي أني في بعض الأحيان وأنا في مكالمة مع أحد أصدقائي وأكون مشغولًا أقول له سوف أتصل بك بعد قليل وأنسى ولا أتذكر إلا في اليوم الثاني أو بعد أيام، وأحيانًا وأنا ذاهب للدوام أشعر وكأنني نسيت شيئًا لم آخذه معي مع أني لم أنس شيئًا.

أرجو منكم إفادتي في هذا الذي يحدث لي.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالذي يظهر لي ويتضح من رسالتك: أن كثرة النسيان التي تشتكي منها هي نتاج لما نسميه بالقلق الاكتئابي البسيط، وأسباب مثل هذا القلق قد لا تكون معروفة، وإن لم تكن هنالك أسباب حياتية ضاغطة مثل ما هو في حالتك فنستطيع أن نقول أن البناء النفسي للشخصية نتج عنه قلق داخلي مقنع، وهذا يؤدي إلى التشتت الذهني.

لا نعتبر حالتك حالة ذهنية أبدًا، هي ظاهرة، والظواهر من هذا النوع يجب ألا تُهمل ويجب أن تُدرس.

أريدك أن تطبق ما أنصحك به، وهو كالآتي:

أولاً: يجب أن تراجع موضوع رغبتك في التعليم، هل أنت فعلاً مستشعر أهمية التعليم؟ هل حاولت أن تنظر لنفسك سنتين أو ثلاثاً من الآن كيف سيكون حالك بدون مؤهل علمي رفيع؟ وحتى إن توفر لديك هذا المؤهل ما هي فرص العمل؟ هل من الأفضل أن تعمل أم تستمر في دراسات عُليا؟ (وهكذا).

إذن: هنالك تساؤلات لابد أن تطرحها على نفسك، والذي أقصده بذلك أنه من الضروري أن تكون لك رغبة أكيدة في التعليم، أن تستشعر أهميته، وأن يكون لك هدفًا تصبو إليه وتعمل من أجل الوصول إليه.

ما دام القلق والصداع والتوتر وعدم التركيز مرتبطًا بالدراسة؛ فهذا يعني أن رغبتك في التعليم أصلاً ليست بالقوة وما هو مطلوب، وذلك بالرغم من أنك قد تشعر أحيانًا أنك بالفعل تقوم بواجبك الدراسي، لكن مستوى التحصيل لديك ضعيف.

هنالك إرشادات بسيطة جدًّا تساعد الإنسان كثيرًا في تحسين تركيزه.
أولاً: تنظيم الحياة، بحيث أن تدير الوقت بصورة ممتازة، وهذا يتطلب أن تخصص وقتًا للدراسة، ووقتًا لراحتك، ووقتًا للرياضة، ووقتًا للترفيه عن النفس، (وهكذا).

والرياضة لها أهمية خاصة في ذهاب القلق والتوتر وتحسن المزاج، وهذا ينتج عنه تحسن التركيز كثيرًا.

عليك أيضًا بأن ترجع إلى استشارة إسلام ويب تحت رقم: (2136015) لتسترشد بها في تطبيق تمارين الاسترخاء، حيث إن هذه التمارين مطلوبة، بل هي ضرورية جدًّا لتحسين التركيز.

من ناحية أخرى: من المهم جدًّا أن ترتب وتنظم موضوع الغذاء، وتأخذ قسطًا كافيًا من الراحة.

هنالك اتجاهات علمية كثيرة تُشير إلى أن النظام الغذائي المنتظم مع ممارسة الرياضة والتفكير الإيجابي ووضع هدفٍ حقيقيٍ فيما يخص التعليم، يمكن للإنسان أن يتحسن جدًّا من حيث تركيزه ودافعيته وطاقته النفسية حيال التعليم.

قراءة القرآن بتدبر وتمعن نرى أنها تفيد في تحسين التركيز، قال تعالى:{واذكر ربك إذا نسيت}.

بقي أن أطلب منك أيضًا أن تميل إلى الدراسة الجماعية مع زملائك من وقت لآخر.

النقطة الأخيرة هي: أن تتناول عقارًا مضادًا للقلق والتوتر، هنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول)، واسمه العلمي هو (فلوبنتكسول)، والجرعة المطلوبة في حالتك هي نصف مليجرام (حبة واحدة) تبدأ في تناولها ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا وحبة مساءً لمدة شهر، ثم اجعلها حبة واحدة صباحًا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء دواء طيب وسهل تناوله وهو سليم جدًّا.

بقية الأمور: لابد أن يكون لك تواصل اجتماعي جيد، ولابد أن تطور نفسك مهنيًا، وتسعى للمزيد من التحصيل العلمي والدراسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية آمــل.

    استفدت من الموضوع جزاك آلله خير وفعلا يجب وضع مخطط لحياتكك تسير وتسعى لتحقيقه لمستقبل آفضل بإذن آالله ، آسآال الله التوفيق لي ولكم.

  • مصر محمد

    باارك الله فيك

  • السودان ام احمد

    بارك الله فيكم وجزاكم الله خير




  • مجهول رشامفتاح العسبلي

    شككككككرابارك الله فيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً