الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأتأتي تحرجني أمام المعلمين ومن هم أكبر مني سنا.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 18 سنة، طالب في آخر سنة في الثانوية، ومن بعدها سأدخل الجامعة.

مشكلتي هي التأتأة عند الحديث مع أي شخص، ولكن مع أصدقائي لا تظهر بنسبة كبيرة، لكن مع المعلمين والأشخاص الأكبر مني سنا تظهر بشكل كبير.

علما أنني عندما أكون وحدي لا تظهر التأتأة أبداً، ولست أعرف هل هي مشكلة عضوية أم عدم ثقة أم قلق؟

التأتأة التي عندي ليست تكرارا للحروف أو الكلمات فقط، بل ينقطع الصوت من تلقاء نفسه، وطبعا أنا مقبل على مرحلة دراسية تتطلب الحديث بشكل مستمر، وهي الجامعة.

أتمنى أن أجد لديكم الحل، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحزين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأولاً نقول لك (لا تحزن)، ثانيًا: التأتأة موجودة وسط الذكور أكثر من الإناث، وهناك بعض الميول الوراثية، بمعنى أننا نشاهدها لدى بعض الأسر، والأمر الثالث، والمهم هو أن التأتأة تختفي تدريجيًا وتلقائيًا إذا حرص الإنسان على معالجتها والتخلص منها.

والتأتأة كثيرا ما تنتج من القلق، خاصة القلق الذي ينشأ عند المواجهات الاجتماعية من النوع الذي تحدثت عنه، الإنسان يحتاج لطاقة نفسية تتمثل في القلق الإيجابي المحرك عند المواجهات، وهذا يؤدي إلى إفراز مادة تعرف باسم (الأدرينالين) تؤدي إلى تسارع ضربات القلب، وتحفيز وتحضير العضلات، والإنسان نفسيًا لمواجهة الموقف.

هذا التحضير النفسي والكيميائي قد يكون زائدًا عن اللزوم مما ينتج عنه الخوف والقلق مثل ما يحدث في حالتك.

الذي يحدث هو أن عضلات اللسان، وكذلك عضلات الحنجرة تحدث بها انقباضات، وهذه الانقباضات هي التي تؤدي إلى احتباس الكلام، ومن ثم التأتأة.

العلاج بعد أن تتفهم طبيعة التأتأة - كما شرحنا لك – هو: من المهم جدًّا أن تتكلم ببطء، حتى في حضور من تعرفهم، عوّد نفسك على هذا المنهج.

ثانيًا: تذكر دائمًا أنك لست بأضعف من الآخرين، حتى وإن كانوا أكبر منك سنًّا أو أساتذة، علاقتك معهم تقوم على التأدب والاحترام وليس الخوف، وأنا أؤكد لك حقيقة هامة، وهي أنه لا أحد يقوم بمراقبتك أو الاستهزاء بك أو محاولة الاستخفاف بشخصك الكريم. يجب أن تزيل هذا التفكير وهذا الاعتقاد من رأسك تمامًا.

ثالثًا: من المهم جدًّا ألا تراقب نفسك حين تتحدث، فإن المراقبة الشديدة للأداء تزيد من التوتر والقلق، والقلق يؤدي إلى التأتأة.

رابعًا: عليك أن تتدرب على تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) وضحنا من خلالها كيفية أن يسترخي الإنسان من خلال التنفس المتدرج، وكذلك من خلال قبض وشد العضلات ثم إطلاقها، إذن الحرص على هذه التمارين مهم جدًّا.

خامسًا: احرص أن تكون في حلقات تلاوة القرآن، واستفد من إمام مسجدك لتعلم مداخل ومخارج الحروف، وكيفية ربط الحروف بالتنفس.

سادسًا: انخرط في أنشطة جماعية أخرى مثل ممارسة الرياضة الجماعية ككرة القدم (مثلاً).

سابعًا: كن دائمًا متواصلاً اجتماعيًا، احضر المناسبات الاجتماعية، شارك الناس في أفراحهم وأتراحهم، وطور من مهاراتك الاجتماعية، وذلك من خلال أن تكون هاشًا باشًا في وجوه إخوتك، وأن تبدأ بالتحية، وأن تكون لك مواضيع محضّرة مسبقًا تستطيع أن تتكلم فيها... هذا كله يسهل عليك كثيرًا موضوع التأتأة والتخلص منها.

ثامنًا: لا تقلق حول المستقبل، أنت حين تدخل المرحلة الجامعية - إن شاء الله تعالى – تكون أكثر نضوجًا من الناحية المعرفية وكذلك شخصيتك، وهذا - إن شاء الله تعالى – يتأتى منه إضعاف القلق، ومن ثم التوتر.

النقطة الأخيرة: في بعض الأحيان هنالك أدوية تفيدك في علاج الخوف والقلق الاجتماعي – أي القلق عند المواجهة – وهذه الأدوية بالطبع تؤدي إلى الاسترخاء، ومن ثم إلى إزالة التأتأة، لكن لا أرى أنك في حاجة لها في هذه المرحلة، وما ذكرته لك من إرشاد حاول أن تطبقه، وهذا يكفي تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً