الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ينفعني علاج الزيروكسات بعد تركه مرتين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب بعمر 19 عاما, صاحب الاستشارة رقم (2164448) وقد أخبرتك -يا دكتور- أنني عدت وانتظمت على تناول دواء سيروكسات (20 مليجراماً) مرة أخرى، وذلك بعد مرتين من التوقف عنه قبل ذلك (أرجو أن تطّلع على الاستشارة).

لكنني أريد أن أسأل: هل سينفع معي العلاج هذه المرة من ناحية علاج الرهاب والخوف والقلق؟ علماً أنني أودّ في هذه المرة أن أواصل على هذه الجرعة لمدة 5 أشهر.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

كما تعرف أن الأدوية تعمل من خلال منظومة كيميائية وفسيولوجية وعصبية معقدة ومتداخلة جداً، وبصورة مبسطة جداً فإن الزيروكسات يعمل على استشعار وتنشيط ما يعرف بالمستقبلات العصبية، وهي نوع من نهايات الأعصاب، تختص بإفراز مواد كيميائية، يأتي على رأس مادة مهمة جداً تعرف باسم السيرتونين، وهي التي يعتقد أنها ذات صلة بمرض الوساوس القهرية والرهاب، وكذلك الاكتئاب، متى ما كان إفرازها غير منتظم أو ضعيفاً.

الوضع المثالي هو أن يكون الإنسان منتظماً في تناول الدواء، حتى تكون هذه المستقبلات العصبية في حالة استقرار، هذا هو الوضع المثالي، لكن -إن شاء الله تعالى- لا توجد سلبيات كبيرة إذا لم ينتظم الإنسان على الدواء، ثم بعد ذلك قرر الانتظام عليه، النظرية تقول بمقاومة تبلد المستقبلات العصبية إذا توقف الإنسان عن الدواء فجأة ثم عاود استعماله، أن الاستجابة سوف تكون ضعيفة، وهذه النظرية لا أعتقد أنها دقيقة أو صحيحة (100%) نعم.. إعادة الإحساس والتفاعل والنشاط للمستقبلات العصبية ربما يستقر وقتا أطول نسبيا، لكن في نهاية الأمر سوف تشتغل هذه المستقبلات وسوف تنشط، وسوف تؤدي -إن شاء الله تعالى- الدور المطلوب منها، وهو الاستجابة العلاجية الدوائية الصحيحة.

أنا سعيد أن أعرف أنك سوف تنتظم على الدواء، وهذا حقيقة أمر مهم جداً، كل الأبحاث الحديثة الآن توضح أن التدخل العلاجي المبكر والالتزام القاطع بجرعة الدواء، بشرط أن تكون هذه الجرعة الصحيحة وللمدة المطلوبة ووصفة من خلال الطبيب الصحيح، هذه يا أخي هي المبادئ الرئيسية التي تساعد الناس على التعافي والشفاء بإذن الله تعالى.

تناول الزيروكسات من الآن، وكن منتظماً عليه، -وإن شاء الله- سوف يزول ما بك من رهاب وخوف وقلق، حيث أن الزيروكسات فعاليته معروفة جداً لعلاج هذه الأعراض، فترة (5) أشهر لو تم تعديلها إلى (6) أشهر، ربما يكون ذلك أفضل، ولا تنس أيها الفاضل الكريم الوسائل العلاجية غير الدوائية، من تفاعلات سلوكية وإيجابية وأنشطة اجتماعية مختلفة، فهي داعمة للعلاج الدوائي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، نسأل الله العافية والشفاء والسداد والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً