الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الجرعة التي أتناولها من الريسبيردال كافية لعلاج مرض الذهان؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنة, مصاب بمرض الذهان, وما زلت إلى اليوم أتعاطى للعلاج, حيث لا آخذ سوى نصف ملج من دواء الريسبيردال.

لا أخفي عليكم أن حالتي تحسنت بفضل الله عز وجل, وأصبحت أكثر اندماجا في الحياة, وخرجت من العزلة التي كنت أعيش فيها, إلا أني أعاني من بعض الأعراض التي تكمن في القلق والتوتر في بعض الأحيان, وكذلك هلاوس سمعية وبصرية, عبارة عن أفكار وصور متطايرة تعيقني عن أداء عملي بالشكل الجيد, خصوصا عندما لا أنام جيدا.

بالنسبة للتوتر والقلق؛ فقد تحسنت حالتي جيدا عندما أصبحت أمارس الرياضة بشكل منتظم ثلاث مرات في الأسبوع, أما الهلاوس السمعية والبصرية فلا أستطيع التحكم بها.

أريد معرفة: هل الجرعة التي أتناولها من العلاج كافية لكي تجعل حالتي مستقرة؟ أم أنه يجب علي أن أطلب من الطبيب الزيادة فيها؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأشكرك كثيرًا على أنك مستبصر بطبيعة مرضك، والأعراض التي ذكرتها بالفعل هي أعراض ذهانية، والذهان من هذا النوع يجب أن يُعالج بصورة صحيحة، وأن تكون هنالك متابعة مع الطبيب، والهدف من العلاج هو أن يؤدي إلى التعافي والشفاء، وهذا أصبح الآن ممكنًا -بإذن الله تعالى–.

ونصيحتي لك هي أن الالتزام القاطع بالعلاج الدوائي يعتبر هو أفضل وسيلة لعلاج الذهان، وعليك أن تعتبر مرضك هذا مثل مرض السكر أو مرض الضغط، بمعنى أنه مرض مزمن، لكنه لا يُعطل حياتك أبدًا إذا تناولت العلاج، وتعيش حياة طبيعية تكون فيها فعّالاً, وتعمل, وتتزوج, وتكوّن أسرة، ويكون لك تواصل اجتماعي رصين، وتحرص على عباداتك، وتمارس الرياضة، لا شيء ينقصك أبدًا، بشرط أن تتناول العلاج.

الأدوية المضادة للذهان كثيرة، والرزبريادون أحد هذه الأدوية، لكن أقول لك إن الجرعة التي تتناولها -وهي نصف مليجراما– هذه ليست جرعة مضادة للذهان، يجب أن أقول لك هذا بكل صدق.

الأبحاث العلمية الرصينة -التي قام بإجرائها الكلية الملكية البريطانية للأطباء النفسانيين في بريطانيا، وكذلك الجمعية الأمريكية للأطباء النفسانيين– أثبتت أن الجرعة العلاجية للرزبريادون هي أربعة وسبعة من عشرة مليجراما في اليوم، أما الجرعة الوقائية فيجب ألا تقل عن اثنين مليجراما في اليوم، وطيف الجرعة –أو حيزها– بصفة عامة هو من اثنين إلى اثني عشر مليجراما في اليوم، أي هنالك مرضى يحتاجون إلى اثني عشر مليجراما في اليوم.

هذه حقائق علمية ينبغي أن تلم بها، وأنا أعتقد أن حالتك من الحالات حسنة الاستجابة، لأن الحالات في الذهان مقسمة إلى سيئة الاستجابة، إلى التي لا تستجيب، إلى ضعيفة الاستجابة، وإلى حسنة الاستجابة، وأنت -الحمد لله تعالى- من هذه الفئة، وهذه نعمة عظيمة عليك، فاحرص على تناول الدواء، ولا بد أن تعدَّل الجرعة، ما دامت هذه الهلاوس موجودة، يعني هذا أن مادة (الدوبامين) لديك مرتفعة، ومادة الدوبامين هي المادة التي تؤدي إلى هذه الهلاوس والتغيرات الفكرية.

والرزبريادون هو الدواء الذي يجعل هذه المادة في حالة استواء وإفراز متوازن وصحيح، فيجب أن تتناول الجرعة الصحيحة، وأنا سوف أترك الأمر لطبيبك، لكن قطعًا جرعة نصف مليجرام ليست جرعة علاجية، وليست جرعة وقائية، هي جرعة بسيطة مضادة للقلق نعطيها في بعض الأحيان لمن هم قلقيون، لكن لا نعتبرها جرعة مضادة للعلاج الذهاني أبدًا.

أشكرك على رسالتك هذه، وأسأل الله لك العافية، وأرجو أن تذهب إلى طبيبك، وإن شاء الله تعالى تجد منه كل المساعدة، وأنا سعيد جدًّا أن حالتك من الحالات الواضحة التي سوف تكون مستجيبة للعلاج بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً