الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تعود جسمي على السبرالكس فيلزمني تغييره؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا ربة منزل أعيش في منطقة بعيدة عن أهلي، أنا أم لابنة وحيدة تخرجت من الثانوية، ودخلت الجامعة، عندها شعرت بكآبة وفراغ، وجاءتني أفكار وسواسية عانيت منها قبل 7 سنوات، عندما بلغت ابنتي، وكان بلوغها وهي جدا صغيرة -10سنوات-.

تناولت السيبرالكس، وتحسنت حالتي لمدة 7 سنوات، الآن تأتيني نوبات الهلع وحرارة، وأحس أني سوف أجن، لكني أمسك نفسي، وأقول هذا من ضمن أعراض النوبة، كرهت منزلي بدون سبب، لا أريد أن أرجع أبداً.

في إحدى المرات جاءتني نوبة الذعر كأني أرى بيتي غير حقيقي، أو أني أحلم وخيال، بعدها كرهت البيت الذي كان سببا لسوء حالتي.

ذهبت لدكتور سلوكي أخبرني أن هذا انفصال عن الواقع، وقام بإخافتي فطمئنتني الدكتورة، وقالت لي: هذا من ضمن أعراض نوبة الذعر والقلق.

نسيت أن أخبرك أني أخذت السيبرالكس 10 ج من دكتورتي السابقة منذ أن ظهرت الأعراض لمدة 4 أشهر، رفعتها لـ 20، تحسنت حالتي إلا أني ما زلت أعاني من نوبات الهلع.

وكل ما بحثت في النت في الأمراض النفسية يتهيأ لي أن حالتي فصام واضطراب وجداني، قلق مخاوف، خفت كثيرا، حتى قررت أن أتوقف عن القراءة.

سؤالي: متي ستتحسن حالتي؟ الآن أنا في الشهر الخامس؟ وهل جسمي تعود على السيبرالكس فأحتاج أن أغيره؟

حاولت أن أجد وظيفة .. أخيراً وجدتها، لكني خائفة أن تعود الأعراض، ولا أستطيع أن أعمل؟

هل مشكلتي بسبب أن شخصيتي وسواسية؟ ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الإنسان يتفاعل بطبيعته مع ظروفه الحياتية، وفي بعض الأحيان حتى الأحداث الحياتية الطيبة والجميلة قد تؤثر على بعض الناس تأثيرًا نفسيًا سلبيًا، وخير مثال هو حالتك هذه، فأنت بعد أن أكملت ابنتك المرحلة الثانوية ودخلت الجامعة أحسست بتغيرات نفسية سلبية كثيرة.

والحدث بالرغم من أنه حدث جميل إلا أنه – وكما ذكرت لك – بعض الناس تأتيهم هذه التفاعلات السلبية حتى وإن كان الحدث حدثًا إيجابيًا، وتفسير هذا أن وجود نواة قلقية قوية ومتشعبة كجزء من شخصية الإنسان قد تجعله عرضة للمزيد من نوبات القلق والهلع، وهذا كله لا بد أن ينتج عنه عسرا مزاجيا لا يصل - إن شاء الله تعالى – إلى مرحلة الكدر، لكنه قطعًا يُزعج صاحبه.

ذكرت أن الطبيبة قالت لك أنك شخصية وسواسية، وأنا أقول لك: وجود وساوس بسيطة كسمة من سمات الشخصية ليس أمرًا سيئًا، ليس من الضروري أن تكون الشخصية الوسواسية دائمًا سلبية، بل على العكس تمامًا، كثيرًا ما تفيد الوساوس البسيطة – إذا كانت سمة من سمات الشخصية – صاحبها في أن تجعله أكثر انضباطًا في شؤون حياته، وأكثر يقظة وترتيبًا وتدبيرًا ودقة وصدقًا وأمانة، وهذه كلها ميزات طيبة، لكن بعض الناس – ونسبة لملازمة الهشاشة النفسية لذواتهم – تجدهم يتأثرون سلبًا.

عمومًا أنت لست في مصيبة، أنت لست في كارثة، أرجو أن تتفهمي ذلك جيدًا، حالتك - إن شاء الله تعالى – حالة بسيطة، ومن المهم جدًّا بجانب الأدوية تساعدي نفسك من خلال إيجابية التفكير، ولا تعطي للأفكار السيئة أي أهمية، وحاولي أن تديري حياتك بصورة طيبة وفعالة، وهذا دائمًا يتأتى من خلال حسن إدارة الوقت، واجعلي تواصلك الاجتماعي جيدًا، الآن أنت مُقدمة على وظيفة، وهذا أمر طيب، لا تخافي حيالها، على العكس تمامًا اسألي الله تعالى أن يبارك لك في عملك هذا، واسعي دائمًا لتطوير نفسك وتأكيد ذاتك، هذا كله جيد، وأنصحك أيضًا بممارسة أي نوع من الرياضة فهي - إن شاء الله تعالى – جيدة، خاصة في مثل عمرك لها أهمية نفسية وبيولوجية وجسدية كبيرة جدًّا.

العلاج الدوائي: أنا أقر أن السبرالكس دواء ممتاز جدًّا، وجرعة العشرين مليجرامًا هي جرعة فعالة وممتازة، وفترة الخمسة أشهر ليست فترة طويلة، التحسن الذي طرأ عليك لا بأس به، أنت تبحثين عن المزيد، وهذا أمر طيب ومشروع، وأنا أتوقع أن تتحسن حالتك أكثر، خاصة من خلال التفكير الإيجابي، وحسن إدارة الوقت، وممارسة الرياضة، وممارسة (أيضًا) تمارين الاسترخاء، هذا سوف يكون إضافة علاجية إيجابية، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتأخذي ما بها من إرشاد وتوجيه، هذا قطعًا من أفضل وسائل علاج نوبات الخوف والهلع والهرع.

بالنسبة للسبرالكس فأنا أنصح بالفعل أن تستمري عليه كما هو، ويمكن أن تضيفي له عقارا بسيطا يعرف باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي هو (فلوبنتكسول) هذا من الأدوية الجيدة جدًّا، أرى أنه سيدعم السبرالكس، وجرعته هي نصف مليجرام – أي حبة واحدة – يتم تناولها يوميًا لمدة شهرين، ثم بعد ذلك تتوقفي عن تناول الدواء، ويمكنك أن تستشيري طبيبتك حول هذه الإضافة التي اقترحناها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً