الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تكون لي علاقات اجتماعية أكثر؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من نقص في العلاقات الاجتماعية مع الجميع، سواء من البنات أو الشباب، لكن في الفترة الأخيرة بدأت أشعر بأن النقص مني، ولكن إذا قيمت شخصيتي وشخصية غيري لا أجد أي غلط في شخصيتي، لا أجد نفسي انطوائياً، لكن بالمقارنة مع بعض الناس أجد النقص، وأنا شخص محبوب من الأشخاص الذين حولي.

أريد بعض الحلول والنصائح لأكون أكثر اجتماعيا.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقك في دراستك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يجعلك من الشباب المسلم الصالح الملتزم، الذي يُحق الحق ويُبطل الباطل، وأن يرزقك حبه جل جلاله وحب نبيه وحب الصالحين من عباده، وأن يضع لك القبول في الأرض، إنه جواد كريم.

بخصوص ما ورد برسالتك - ابني الكريم الفاضل – فالذي أراه أنه ما دمت لا تشعر بأنك منطوٍ، وكذلك ليست لديك مشاكل نفسية، وأن الله قد منّ عليك بأنك محبوب من الذين يتعاملون معك، فأرى أنك لست في حاجة إلى أن تكون أكثر اجتماعيًا كما تريد، لأني أرى أنك -ولله الحمد والمنة- لديك قدر طيب تستطيع من خلاله التواصل مع من تتعامل معهم، وأرى أنك على خير، ولعل هذا الذي أنت فيه من عدم انتشار علاقتك مع الناس لعله أن يكون خيرًا، لأن مثل هذه العلاقات تشغل شغلاً كبيرًا حقًّا، وقد تضطرك إلى أن تتنازل عن بعض الثوابت التي تحرص عليها؛ لأن رضا الناس غاية لا تُدرك، فكلما اتسعت دائرة العلاقات كلما كان الإنسان مطالبًا بأن يكون أكثر مرونة وأكثر تنازلاً، إلى غير ذلك من الأمور التي تقتضيها العلاقات الموسعة.

فيما يتعلق بقضية أنك تعاني من نقص في العلاقات مع البنات: أنا أرى أن هذا أمر شرعي، لأن قضية إقامة علاقات مع البنات هذا غير مشروع، وأنت لا ترضى لأختك أن تكون لها علاقة مع شاب، فما لا ترضاه لنفسك لا ترضه لغيرك، ولذلك قضية البنات أرى أن تُخرجها من دائرة اهتمامك تمامًا، لأنه لا يجوز لك أن تقيم علاقات اجتماعية مع أي فتاة يحل لك أن تتزوج بها، لأن هذا محرم شرعًا، فلا يجوز لك الخلوة، ولا يجوز لك أن تصافحها باليد، ولا أن تختلي بها في مكان بعيد عن أعين الناس، لأن ذلك كله محرم، وبالتالي لا يجوز لك أن تتكلم معها حتى بالهاتف بكلام فيه نوع من العاطفة أو غير ذلك، لأن هذا كله مما لا يجوز شرعًا، ولذلك لا بد أن تصرف النظر عن مسألة البنات.

أما الشباب فأرى أنك تتمتع بقدر طيب بفضل الله تعالى، خاصة أنك ذكرت أنك محبوب من الأشخاص الذين حولك، وحاولت تقييم شخصيتك فوجدت أنك لا تعاني من أي ضعف أو نقص وأنك لست انطوائيًا، فلا يلزم أن تكون ككل الناس، لأن الله تبارك وتعالى جعل للعلاقات أرزاقاً، كما جعل الأموال أرزاقاً، والأولاد أرزاقاً، والجمال أرزاقاً.

أرى أن تركز على دراستك وعلى مستقبلك حتى تكون مسلمًا قويًّا وعالمًا عاملاً، ينفع الله بك البلاد والعباد، وعندها سيأتيك القاصي والداني ليقيموا العلاقات معك، لأن الناس دائمًا يحبون المتميزين، ويحرصون على أن يرتبطوا بهم، ويتباهوا أنهم من أصدقائهم.

من العوامل التي تجعلك محبوبًا مقبولاً من الكل، وهي عبادة أيضًا: إفشاء السلام، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: (ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم).

كذلك ابتسامتك في وجهِ إخوانك أيضًا، فإن الابتسامة رسالة قوية مفعول عظيم التأثير، لأن مفادها ومعناها أني مسرور بلقائك وسعيد بقدومك، وكذلك أيضًا المصافحة، قال - صلى الله عليه وسلم -: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا) فعليك بإفشاء السلام، وعليك بالابتسامة، وعليك بالمصافحة، ولكن لا يكون ذلك للفتيات، لأن هذا كله لا يجوز شرعًا في حق الفتيات الأجنبيات.

أسأل الله أن يوفقك في دراستك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق وفاء

    مرحبا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً