الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتئاب نفسي يستمر من أول الصباح إلى المنام.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم.

أنا دائما متضايقة، وعندي اكتئاب نفسي من أول ما أستيقظ من النوم إلى أن أنام بسبب أو بدون سبب.

أتفه الأسباب تجعلني أغضب، وعندي ملل من حياتي، وليس عندي نفسية أن أدرس، علما أني أدرس طب أسنان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

من الأخطاء الجسيمة التي قد يقع فيها الإنسان - خاصة الشباب – أنه قد يقبل أي فكرة سلبية تأتيه دون أي مناقشة، دون أي حوار مع نفسه، ويبدأ يبني حياته ويوجهها حسب هذه المشاعر أو الأفكار السلبية، وهذا من أكبر مسببات الاكتئاب النفسي، أي أن تأتي للإنسان فكرة سلبية أو تشاؤمية عابرة، يأخذ بها كقناعة ويجعلها منهاجًا وطريقًا لحياته، وحقيقة هذه مشكلة كبيرة، فأنا أود أن ألفت انتباهك أن ما أسميته بالاكتئاب النفسي هو مجرد مفاهيم خاطئة، أفكار سلبية، عدم ثقة بالذات، وعدم تأكيد الذات.

اجلسي مع نفسك – أيتها الفاضلة الكريمة – وأريدك أن تتفهمي ذاتك وأن تقبلي ذاتك، ثم تسعي لتطوير ذاتك، كيف تقبلي ذاتك؟ تقبلينها من خلال تقييمها الصحيح، لا تظلمي نفسك، كوني موضوعية في تقييمك لنفسك، انظري إلى محاسنها، مصادر قوتك، وهي -الحمد لله- كثيرة جدًّا: أنت طالبة في كلية طب الأسنان، ولديك -الحمد لله تعالى- أسرة، وأنت في هذه الأمة المحمدية العظيمة، وأمامك - إن شاء الله تعالى – مستقبل رائع، لديك طاقات نفسية وجسدية واجتماعية، فما الذي يجعلك تحسين بالملل والفراغ والحسرة؟! لا، أنت وجّهت حياتك التوجيه الخطأ، لأنك أصبحت منقادة للأفكار السلبية، الأفكار السلبية كثيرًا ما تتسلط على الإنسان كما ذكرت لك، لكن يجب ألا أقبلها، يجب أن أرفضها، أن أحقرها، أن أستبدلها بفكر مخالف.

هذا هو المنهج الذي سوف يفيدك -أيتها الفاضلة الكريمة-.

الأمر الثاني: يجب أن تكون لك رفقة طيبة وصالحة، فالإنسان في هذه الدنيا يحتاج لمن يأخذ بيده ليساعده على أمور الدين والدنيا.

ثالثًا: كوني نشطة جدًّا في محيط أسرتك، كوني مشاركة، كوني صاحبة مبادرات، اسعي دائمًا لبر والديك، هذا يشرح صدرك - إن شاء الله تعالى - .

رابعًا: عليك بالدعاء والصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن، وقد نصحناك أيضًا بالرفقة الطيبة، هذه كلها أمور نعرف قيمتها العلاجية.

خامسًا: يجب أن تمارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، هذا يساعدك كثيرًا؛ لأن الرياضة تقضي على كل الطاقات النفسية السلبية السيئة والمشوهة.

سادسًا: اجعلي لنفسك هدفًا في هذه الحياة، وأديري وقتك بصورة جيدة لتصلي لهذا الهدف، هدفك قطعًا التخرج، وأن تكوني من المتميزات، وأن تحضري في المستقبل دراسات عليا، وأن يرزقك الله تعالى الزوج الصالح، وأن تكوني بارة بوالديك... هذه أهداف عظيمة وجميلة جدًّا.

من هنا تكوني قد تفهمت ذاتك، وعرفت قيمتها، وسوف تأتيك الدافعية من أجل تطويرها، هذا هو الذي أنصحك به، وأعتقد أن أهم شيء تحتاجين له هو أن تديري وقتك بصورة صحيحة، أن توزعي الوقت على المهام والأنشطة الحياتية اليومية، هنالك دراسة، هنالك راحة، هنالك مشاركة للأسرة، هنالك ترفيه عن النفس، هذا كله مهم وضروري، والإنسان الذي يفعل ويعمل ويثابر ويجتهد حتى وإن كانت مشاعره سلبية سوف تتبدل هذه المشاعر السلبية، يتحول الاكتئاب - إن شاء الله تعالى – إلى انشراح، يتحول القلق والخوف إلى طمأنينة، وكما تشاهدين - أيتها الفاضلة الكريمة – أنعم الله علينا بهذه التوازنات العظيمة في الحياة، كل شيء سيئ يقابله شيء جميل، بل تجدين أن الجميل أكبر وأكثر وأعظم، العسر يقابله اليسر دائمًا، واليسر أعظم وأقوى.

فكوني على هذا المنهاج – أي منهاج التفكير الإيجابي السليم – ومن جانبي أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ولا أرى أنك في حاجة لأي علاج دوائي.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً