الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما العلاج المناسب لمراهق يبلغ من العمر 14 سنة، يعاني من رهاب اجتماعي شديد؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله عنا خير الجزاء، على هذا الموقع المبارك، وبارك الله فيكم وفي كل القائمين على هذا الموقع المتميز حقاً و صدقاً، والله على ما نقول شهيد.

لدي سؤالان، وسأختصر قدر المستطاع:
الأول: ما العلاج الدوائي المناسب لمراهق يبلغ من العمر 14 سنة يعاني من رهاب اجتماعي شديد؟ وهل استخدام السبراليكس يشكل خطورة عليه؟

سؤالي الثاني: هل يوجد دواء للرهاب الاجتماعي مصنف بشكل أساسي في الـ FDA للرهاب دون الاكتئاب؟ لأن كل الأدوية المستخدمة للرهاب الاجتماعي هي بالأساس أدوية اكتئاب (كالسيروكسات) وغيره.

وشكرًا جزيلًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأولًا: لا ننصح مطلقًا لمن هو دون عمر السبع عشرة سنة بأن يستعمل أي دواء نفسي، إلا بإشراف طبي نفسي مباشر من طبيب مختص ومقتدر ومتعاون، هذا مبدأ سلامة أساسي، ولا بد أن نلتزم به، هذا لا يعني أنه لا توجد أدوي تستعمل في هذا العمر، فمثلاً عقار (بروزاك) والذي كان يُعتقد أنه ربما يُثير بعض الأفكار الانتحارية لدى اليافعين، أصبح الآن يستعمله المختصون في الطب النفسي للأطفال الذين يبلغون سبع سنوات وأكبر من ذلك.

فإذن: هنالك مجال كبير لاستعمال الأدوية النفسية حتى بالنسبة لليافعين، لكن لا بد أن يكون تحت إشراف المختص الرئيسي والأساسي.

الأدوية المصرح بها عامة هي الـ (بروزاك) وكذلك الـ (فافرين) أما الـ (سبرالكس) ففيما نعرف أنه لا يستحسن استخدامه بالنسبة لليافعين، لكن هذا لا يعني أن صاحب الخبرة والذي لديه أدلته العلمية القائمة على البراهين والذي يستطيع أن يتواصل مع المريض بصورة مباشرة إذا طرأ أي طارئ أو احتاج له المريض في أي لحظة، فيمكن أن يعطي مريضه الدواء الذي يراه مفيدًا.

سؤالك: هل يوجد دواء للرهاب الاجتماعي مصنف بشكل أساسي من الـ (FDA) للرهاب؟ فيما أعرف: لا يوجد دواء بهذه الشاكلة مصنف لعلاج الرهاب، وإن كانت الـ (بنزوديزبينات) مثل (الكلونازبام) وكذلك (أربلازولام) يستعملها البعض لهذه الخاصية، لكن هي في الأساس أدوية مضادة للقلق والتوتر ومحسنة للنوم – كما ذكرت -.

وبالنسبة للأدوية المضادة للاكتئاب ونسبة لفعاليتها المثبتة جدًّا لعلاج حالات وجدانية أخرى - كالمخاوف، كالرهاب، كالوساوس، كالقلق.

يُجرى الآن الكثير من النقاش في محافل علمية محترمة حول إعادة النظر في تسميتها، حيث إنها ليست مضادة للاكتئاب فقط، وهذه الأدوية يُحب أن يسميها صديقنا العزيز وزميلنا المحترم الأستاذ البروفيسور الدكتور (وائل أبو هندي) يسميها (أدوية الماسة) مثلاً بالنسبة للأدوية المعروفة بكوابح أو مضادات استرجاع السيروتونين الانتقائية، وهكذا.

فإذن: الأمر فيه سعة كثيرة، وهنالك الكثير من النقاشات الدائرة بين المختصين.

سؤالك بالفعل سؤال جميل، وأشكرك عليه كثيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً