الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من ثمانية أشهر أعاني من التهاب المعدة والقولون رغم العلاج

السؤال

السلام عليكم

أشكركم على المجهود الرائع في موقعكم.

أنا فتاه غير متزوجة، من ثمانية أشهر أصبت بمرضين في الوقت نفسه، الأول تكيس مبايض مع نزيف -والله الحمد- شفيت منه، بعدها جاءني المرض الثاني وهو التهاب في المعدة مع القولون، وهنا بدأت رحلة المعاناة الشديدة، ذهبت إلى استشاري جهاز هضمي وعمل لي منظاراً للمعدة، وشخص حالتي بالتهاب في المعدة، -ولله الحمد- لا توجد جرثومة، وأعطاني دواء اسمه جاستروفيت أستخدمه لثلاث مرات في اليوم، أطحن الحبة أو أخلطها مع ملعقة زبادي لمدة سبعة أيام، ودواء اسمه جاسيك 40 أو بيون 3، وهذا أستخدمه مرة في اليوم، هذا كان في بداية الأمر، وبعد تفاقم المرض وصف لي علاجاً للقولون اسمه ميفا، أتناوله مرتين في اليوم، وقد انتكست مرتين وقال الدكتور: هذه حالة نفسية، أنت تعانين من اكتئاب، ووصف لي دواء جديد اسمه دوغماتيل 50 آخذه في اليوم مرتين، وأنا كنت أتعالج من المرض الأول مع علاج التهاب المعدة، طبعاً الدكتور يعرف هذا.

بخصوص الدورة سألت الدكتورة عنها، وأخبرتني أنه لا مشكلة لو اضطربت لأن المهم أن أرتاح من المعدة والقولون، ثم أنظمها لاحقاً. أنا خائفة أن يعاودني النزف بسبب احتباس الدورة لمدة شهر، خاصة وأني أعاني من السمنة، وكان وزني قبل المرض 124 كيلو ونزل إلى 87 كيلو، والسبب أني آكل وأستفرغ طوال هذه الأشهر، ولم ألاحظ تحسناً بسيطاً، والآلام موجودة، وأعاني من ارتجاع المريء.

بعدها انتكست حالتي وعدت للدكتور، ذكر أنه ليس بيده شيء لكنه وصف لي الدواء القديم جاستروفيت لمدة 10 أيام، وجل للفم اسمه دكتارين، آخذهم ثلاث مرات في اليوم، بعدها لأني لم ألاحظ أي تحسن ذهبت إلى استشاري ثان، وقال: القولون عندك تعبان جداً، ويضغط على المعدة مسبباً لك هذه الآلام الشديدة والارتجاع في المريء. وتفاجأ من أدويتي القديمة كيف وصفها لي الدكتور السابق! وصف لي دواء جديدا آكله قبل الأكل risek 20 mg، في أول أسبوع آخذ منه مرتين، وثاني أسبوع آخذ منه حبة واحدة، ووصف لي مضاداً حيوياً آخذه كل 12 ساعة اسمه ciproxen 500 mg، ودواء اسمه duspatalin retard 200 mg، ودواءflazol 500 mg بعد الأكل نصف حبة، وسبب لي الغثيان، وسبق وأخذته مع الدكتور السابق وتعبت منه، ودواء للإمساك اسمه movlcol آخذ منه كيسين وأذيبهما في كأس ماء وأشربه، ثم أشرب بعده كأس ماء آخر، وأستخدمه لمرتين في اليوم، لم أستسغه وسبب لي الغثيان الشديد، والآن أستخدم الدواء الجديد وأحس بمرارة شديدة في الفم.

أنا متعبة، ولا أعرف كيف أتصرف، لا أدري من أصدق، الدكتور الأول أم الثاني؟ وأنا في حالة انتكاس مستمرة، أرجو إفادتي فقد تعبت من هذه الحال ومللت من كثرة الأدوية، وحالتي النفسية سيئة جداً، أرجو الرد في أقرب وقت ممكن.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Happy herd حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرد لك الشكر بمثله، ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى دائماً.
الحقيقة –يا عزيزتي- أن السمنة قد تكون سبب كل المشاكل الصحية التي تحدث عندك، فالسمنة تسبب تكيساً في المبايض، والتكيس يسبب تباعداً في الدورة ثم نزولها بشكل غزير ولمدة طويلة.

كما أن السمنة تزيد من نسبة حدوث الاضطرابات الهضمية بكل أنواعها، وأهمها: الفتق في الحجاب الحاجز، وارتجاع في المريء أو (القلس المريئي) وهذا ما يسبب ألماً في المعدة وإقياء، وشعورا بالانتفاخ، وأعراضا كثيرة أخرى، والسمنة هي أيضاً عامل مؤهب ومسبب للقولون العصبي، ولحالات أخرى في الأمعاء.

على كل حال يجب عدم تأخير علاج تكيس المبايض عندك، بل يجب أن يتم جنباً إلى جنب مع علاج الاضطراب المعدي المعوي، ومن أجل علاج التكيس يجب أولاً نفي احتمال وجود سبب آخر لاضطراب الدورة والسمنة: مثل ارتفاع هرمون الحليب، أو اضطراب الغدة الدرقية، أو الغدة الكظرية أو غير ذلك، لذلك يجب عمل التحاليل الآتية وهي كلها هامة في مثل حالتك:

lh-fsh-total and free testosteron-tsh-free t3-t4-prolactin-dheas-17-hydroxyprogesteron

فإن تم التأكد بأن الغدة الدرقية والكظرية طبيعيتان، وأن السبب هو تكيس المبايض فيجب بدء العلاج من الآن، والعلاج يتألف من ثلاثة مكونات هامة:

أولاً: الاستمرار بإنقاص الوزن لكن بالتدريج وبحمية متوازنة، بحيث لا يتجاوز معدل السعرات الحرارية اليومية 1500، وعلى هذا المعدل من المتوقع أن يستمر وزنك بالانخفاض ما يقارب نصف كلغ في الأسبوع، أي 2 كلغ في الشهر.

ويجب إرفاق الحمية برياضة يومية ولتكن المشي لمدة ساعة يومياً، فهذا يساعد في إنقاص وزنك أسبوعياً بمقدار نصف كلغ، أي 2 كلغ في الشهر، فبهذا يكون المجموع 4 كلغ شهرياً.

ثانياً: يجب البدء بتناول حبوب (الغلكوفاج)، حبة يومياً عيار 500 ملغ في الأسبوع الأول، ثم حبتين في الأسبوع الثاني، ثم ثلاث حبات في الأسبوع الثالث والاستمرار على ثلاث حبات.

ثالثاً: يجب تنظيم الدورة، ولا يجوز تركها متباعدة لأن تباعدها سيؤهب على المدى البعيد حدوث الأورام في بطانة الرحم –لا قدر الله-، وأفضل طريقة لمن كانت غير متزوجة هي بتناول حبوب منع الحمل، فهذه الحبوب ستفيد في إزالة التكيس عن المبايض مع تنظيم الدورة، لكن يجب تناولها لمدة لا تقل عن 9 أشهر إلى سنة، وإن وجدت أعراض شعرانية أو غيرها فيمكن تغير الحبوب إلى نوع آخر.

بالنسبة للأعراض الهضمية، يجب التأكد أولاً من عدم وجود سبب عضوي في الأمعاء، ولذلك يجب عمل صور شعاعية وتصوير ظليل للأمعاء، والأفضل أيضاً أن يتم عمل تنظير للمعدة وللقولون لنفي وجود قرحات، أو التهابات مزمنة، أو بعض أمراض المناعة الذاتية مثل: داء كرون، أو القولون القرحي، أو غيرها –لا قدر الله-، إن تبين عدم وجود سبب عضوي في المعدة والأمعاء، والمشكلة هي في القلس المريئي وتهيج القولون، فإن علاج التكيس وبالذات تخفيض الوزن ستكون له فائدة كبيرة جداً على جهازك الهضمي، وبخفض الوزن سيخف القلس المريئي والأعراض المرافقة له، وكذلك سيخف التهيج القولوني والأعراض المرافقة له، وقد تزول هذه الحالات كلياً -إن شاء الله- وبدون استخدام أدوية.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الإمارات خالد

    افضل دواء للكولون والامعاء هو مجاني وهو الصيام فقط لاغير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً