الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية صناعة الشخصية القوية والواثقة؟

السؤال

السلام عليكم..

أريد أن أعرف كيف أصبح قوي الشخصية، حاسمًا غير متردد، واثقًا في نفسي؟ أو كيف أتدرب على ذلك؟ وما هي سمات قوي الشخصية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ د. أحمد حفظه الله.

بالنسبة لسؤالك: فكلها أمور نسبية، تختلف من شخص لآخر، وتختلف عند نفس الشخص من وقت لآخر، وأنا معك في الأهمية الكبيرة لموضوع الثقة بالنفس، فهذا جدير بأن يحلّ معظم هذه المشكلات، ويعزز الكثير من الصفات والخصائص، ولذلك سأذكر لك هنا بعض الخطوات العملية لتعزيز هذه الثقة بالنفس، ومنها:

- أن تعلم أنه ليس هناك إنسان عنده ثقة بنفسه 100%، وإنما يختلف الأمر من شخص لآخر، وحتى عند نفس الشخص قد يختلف الأمر من وقت لآخر، فالشخص العادي والذي ثقته بنفسه لا بأس بها، قد يشعر بالتردد وضعف الثقة بالنفس نوعًا ما عندما يكون أمام تحدٍ جديد، كأن يكون على وشك الدخول لامتحان مثلًا.

- هناك خطوات كثيرة يمكن أن تبني ثقة الشخص في نفسه، واطمئن فأنت بمجرد الكتابة إلينا قد قمت بالخطوة الأولى، وهي أن يشعر الإنسان أو يقرّ بأنه يحتاج لرفع الثقة بالنفس.

- حاول أن تتعرف -إن استطعت- على بعض أسباب ضعف الثقة بالنفس عندك، هل هي طبيعة التربية؟ أو لوجود من يكثر انتقادك؟ لأن هذا مما يضعف الثقة بالنفس، وأحيانًا مجرد انتباهك لهذا يمكن أن يحميك من المزيد من هذا الضعف.

- تذكر أنه لا يوجد إنسان "كامل" فكل واحد يمكن أن يرتكب أخطاءً، فحاول أن تتعلم بعض الدروس من أخطائك.

- تجنب الميل للكمال، وأن أمورك يجب أن تكون كلها أفضل ما يمكن، فأحيانًا لا بد أن نقبل بأقل من الأفضل.

- ومما يعزز الثقة بالنفس كثيرًا: موضوع تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرف على نقاط القوة عندك، وافتخر بها، وهذا في منتهى الأهمية، هل أنت جيد في مادة أو مادتين؟ هل تحب مثلًا تعلم اللغات؟ وهل تتحلى بالروح المرحة؟ أو هل تتقن هواية فنية من الهوايات؟

- اشكر الله تعالى على الدوام على النعم التي أنعم بها عليك، فالشكر على النعم تزيد ثقتك بنفسك، قال الله تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم}.

- حاول أن تكون إيجابيًا مع نفسك، ومع الآخرين، وانظر لنصف الكأس الممتلئ، وليس فقط للنصف الفارغ، والتقدير لما عند الآخرين يعزز ثقتك في نفسك، وساعد الآخرين فيما يحتاجونه، وهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس، وفي نفس الوقت إن مدحك أحد على أمر إيجابيّ عندك، فاقبل هذا المدح، واشكر الله عليه.

- حاول أن تعبّر عن رأيك في الأمور، وإذا رأيت التمسك بهذا الرأي فلا بأس، وفي بعض لحظات الضعف، لا بأس أن تتصنع أو تتظاهر بالثقة في النفس، فهذا لن يضرك، وإنما يعطيك الشجاعة والثقة، تصرف وكأنك أكثر الشباب ثقة بنفسه، ولم لا؟! وتذكر بأن النجاح يؤدي لنجاح، والثقة القليلة بالنفس يمكن أن تزيد هذه الثقة، وهكذا.

وفقك الله، وكتب لك النجاح في الدارين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر sara

    merci

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً