الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تكيس االمبايض والبطانة الهاجرة وأجهضت 3 مرات

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ سنتين ونصف، أعاني من تكيس المبايض والبطانة الهاجرة البسيطة، حملت 3 مرات لكن أجهضتهم مرتين في الشهر الثاني، والمرة الثالثة كانت قبل 3 أسابيع وتوفي الجنين في الشهر الرابع من غير مقدمات، وتم إجراء عملية تنظيف لي، وأخذ الجنين للفحص، وأظهرت النتيجة أن الجنين يحمل 96 كروموسوماً، وأنه تم تخصيب بويضة بحيوانين منويين، فما هو سبب هذه الحالة؟

دكتوري ذكر أن الحمل يخفف البطانة الهاجرة بشكل بسيط، فهل الحمل لأربعة شهور يخففها؟ علماً أن البطانة عندي بسيطة، ولا تتكون لي أكياس الشوكولاتة ولا التصاقات -ولله الحمد والشكر-.

استفساري الثاني: هل ستتكرر هذه الحالة معي؟ وهل لها علاج؟ وهل يمكن أن أحمل حملاً سليماً وأرزق بأطفال؟ وما هي الفحوصات اللازمة لي ولزوجي؟ وهل فحص السائل المنوي لزوجي ضروري؟

واستفسار الثالث: لي 33 يوماً من العملية والدم لم يتوقف نهائياً، علماً أني بدأت بحبوب منع الحمل بعد العملية بأسبوع، والأسبوع الماضي قمت بعمل سونار، وكان الرحم سليماً ولا توجد فيه لأي بقايا، ما سبب استمرار نزول الدم؟ وهل إذا كان بسبب حبوب منع الحمل اضطربت هرموناتي، هل أترك حبوب منع الحمل أم أستمر عليها؟ علما أني آخذ حبوب منع الحمل لتنظيم الهرمونات والدورة، هل الحمل لمدة أربعة شهور، وأخذ حبوب الجلوفاج بعد الإجهاض مباشرة، وحبوب منع الحمل لمدة شهرين يزيل التكيس؟ وما هو الحل لخفض هرمون lh؟

آسفة لقد أطلت عليكم بالأسئلة، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حياة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

عوضك الله بكل خير، وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة، يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب.

ومن خلال ما ورد في رسالتك، فيمكن القول بأن الإجهاضين الأول والثاني قد يكون سببهما حالة تكيس المبايض وبطانة الرحم الهاجرة عندك، فهذه الحالات عدا عن أنها قد تؤخر حدوث الحمل، فهي أيضاً ترفع من نسبة حدوث الإجهاض، أما الإجهاض الثالث فلا علاقة له لا بتكيس المبايض ولا بالبطانة الهاجرة، بل هو عبارة عن حالة نسميها بـ (الحمل العنقودي الجزئي) وهي حالة قد تحدث مصادفة وبدون سبب واضح، وتحدث عند كل النساء، ولا تستدعي عمل تحليل للزوج، هذه الحالة هي ناتجة عن خلل في عملية القاح البويضة، بحيث يتم إلقاحها من قبل حيوانين منويين في الوقت نفسه لسبب مازال العلم يجهله، فينتج عن ذلك حمل غير طبيعي يؤدي إلى انتفاخ خلايا المشيمة وامتلاءها بالماء، ليصبح جزء منها مثل عناقيد العنب ولذلك يسمى (الحمل العنقودي غير الكامل).

إن نسبة تكرر الحمل العنقودي غير الكامل هي 1% فقط إذا حدث لمرة واحدة، لكن إن تكرر هذا النوع من الحمل مرتين -لا قدر الله-، فإن احتمال تكراره هنا سيكون أعلى وقد يصل إلى 30%، وإن كان الدم مازال مستمراً فيجب أولاً عمل تحليل للحمل يسمى (B-HCG) للتأكد من أن جسمك قد تخلص كلياً من هرمون الحمل السابق، ولا يكفي عمل التصوير التلفزيوني، بل يجب عمل التحليل السابق، وأؤكد على هذه النقطة، فإن تبين بأن تحليل (B-HCG) قد أصبح سلبياً، فهنا يكون سبب نزول الدم هو حبوب منع الحمل، وسيخف بالتدريج بعد مرور ثلاثة أشهر -إن شاء الله-.

لذلك أنصحك بالصبر وعدم إيقاف تناول هذه الحبوب، بل يجب الاستمرار بتناولها مدة سنة كاملة؛ لأن هنالك نسبة ولو أنها قليلة جداً –لا تتجاوز 4%- بأن تكون هنالك بعض الخلايا الخاملة من الحمل القديم، فتنشط فجأة –لا قدر الله- ولذلك يجب عمل تحليل (B-HCG) كل أسبوع إلى أن يصبح سلبياً، وبعد ثلاثة أشهر من سلبيته يجب أن يتم عمله كل شهر لمدة ستة أشهر قادمة، وذلك للتأكد من عدم نشاط أي خلايا خاملة.

تناول حبوب منع الحمل عندك أمر ضروري وسيكون له أكثر من فائدة، فهو أولاً: سيمنع الحمل بطريقة فعالة في هذه الفترة، وهذا أمر ضروري وهام، وثانياً: سيفيد في علاج تكيس المبايض وبطانة الرحم الهاجرة في الوقت نفسه -إن شاء الله-، ولا يمكن التنبؤ بالمدة اللازمة لزوال التكيس وبطانة الرحم الهاجرة، فالاستجابة تختلف من سيدة لأخرى، وبعض السيدات يتحسن الحال عندهن خلال أشهر قليلة، بينما البعض الآخر قد يحتجن لسنوات ليحدث التحسن، في كل الأحوال إن الأمر بالنسبة لك محسوم، فبسبب حالة الحمل العنقودي يتوجب عليك تناول حبوب منع الحمل لمدة سنة كاملة، فلا يجوز حدوث الحمل قبل سنة.

لم يتبين لي ما هو الهرمون الذي تريدينه أن ينخفض، ولم تذكري اسمه، فإن كنت تقصدين هرمون الحمل (B-HCG) فلا توجد طريقة لخفضه، لكن -كما سبق وذكرت- يجب متابعته دورياً حتى بعد أن يصبح سلبياً لمدة سنة كاملة.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية، وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً