الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغير وضعي وفقدت ثقتي بنفسي ولم يعد أحد يحبني!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة في صف أول متوسط، في الابتدائي كنت نشيطة ومتفوقة وأحصل على شهادات تقدير، وأشارك بالإذاعة والحفلات وأشياء كثيرة، وكنت من الأوائل، والفصل كلهن صديقاتي، وكنت مشاغبة لدرجة غير طبيعية، بعدها نقلت لمدرسة جديدة وأحبنني البنات، وكل مجموعه تريدني معها، وفي الفسحة ينادونني لأفطر معهن، لكن تغير وضعي في الصف السادس، لم يعد أحد يحبني، وأجلس وحدي، وأخاف من البنات ولما تكلمني إحداهن كل جسمي يرتجف، ونزل مستواي، وما عدت أقرأ القرآن ولا أصلي، صرت أتخلى عن صلاتي كثيراً، والآن في المتوسط ليس عندي غير صديقة واحدة، ولما أجلس مع البنات ينظرن لبعضهن وكأنهن لا يردنني، ويذهبن ويتركنني.

صرت هادئة عكس السابق، وأخاف المشاركة في الإذاعة، وأقول لنفسي: ليتني مثل هذه وليتني مثل تلك، ثقتي بنفسي انعدمت، ومستقبلي تدمر في المدرسة وخارجها، وصرت أعاند أمي وأرفع صوتي، والضغط عندها مرتفع وتدعو علي، وفي المناسبات بنات عمي كلهن يتجمعن وأنا أستحي أن أجلس معهن، ولما أتخاصم مع أي أحد أرتبك في كلامي، الآن أهم شيء مستواي، ساعدوني أرجوكم، أريد أن أرجع مثلما كنت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بشرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على الكتابة إلينا.

يكثر عند الفتية والفتيات مثل هذا الخجل، وشدة التأثر من نظرات الآخرين، وربما يكثر هذا عند الفتيات أكثر من الفتيان، وكثير من هذا الخجل أو الارتباك يعتبر طبيعياً، وهو مرحلة طبيعية من مراحل النمو، ومعظم هؤلاء الفتيات يتجاوزن هذه المرحلة من دون أن تترك عندهن مشكلات أو صعوبات، ولا شك أنه في بعض الحالات قد تزداد شدة هذا الارتباك فيخرج عن الحدّ الطبيعي، ومن المهم في هذه المرحلة أن لا نؤكد كثيراً على هذه المشكلة أو الصعوبة، لأننا أحياناً ومن حيث نحاول أن نساعد فإننا نزيد من شدة هذه الصعوبة وهذا الخجل والارتباك، وأفضل ما يمكنك أن تقومي به هو -بشكل غير مباشر- عن طريق وجودك مع صديقاتك وبنات عمك، والحديث معهن في الأمور العامة بشكل عام.

ولا شك أنك في وضع صعب، ولكن لا ننسى أنك تمرين الآن في مرحلة المراهقة المبكرة كونك في 12 من العمر، وبما فيها من اختلاف الطباع وتقلب المزاج، وأما كل المشكلات والصعوبات التي ذكرت لابد وأن عندك إيجابيات كثيرة، إلا أن صعوبة المشكلات، ومدى انزعاجك منها، من المتوقع أن لا تعودي ترين هذه الإيجابيات.

صحيح أن الفتاة في هذه المرحلة من عمرها تحتاج لمن يقبلها، فهذا التقبل هو الأساس في الانطلاق في هذه الحياة، إن نقدك لنفسك لا يزيدك إلا ضعف ثقة بالنفس؛ لأن هذا الانتقاد هو عكس التقبل المطلوب، ولأعطيك وسيلة عملية تمكنك من تغيير هذه الحالة، حاولي خلال الأسبوعين القادمين أن تعززي وتنتبهي لكل سلوك إيجابي تقومين به مهما كان صغيراً جداً، وفي ذات الوقت تجاهلي كل سلوك سلبيّ وكأنه لم يحدث، إلا أن يكون هذا السلوك يسبب خطراً عليك أو على شخص آخر، فعندها لابد من التدخل لإيقاف هذا السلوك.

وفقك الله وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً