الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الضغط النفسي يجعلني لا أحسن التعامل أحيانا.. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أعاني من اضطراب نفسي، كنت أتحمل كثيرا، وأنا صغيرة، ولم أشتك، وكنت عقلانية لدرجة أني كنت أرضى عن ذاتي، ولكن كنت أبكي كثيرا، فأنا سريعة البكاء يستثيرني أي شيء، وكنت أبكي بكاء شديدا لدرجة أن عينيّ تنتفخان، ورأسي يسخن، ووجهي يحمر، وأعود لحالتي الطبيعية بعد 3 أيام تقريبا.

وكنت أجتهد كثيرا، وكنت أتمتع بصفات جميلة، ومع تقدم العمر، والآن كبرت وأشعر بأني أفتقد هذه الأشياء، وبدأت لا أكترث بالأشياء، وأصرخ وأخرج ما بداخلي، ولا أخفي شيئا مثل السابق، وشعرت بأني أميل للنسيان، فأنا أنسى كثيرا، أو أتعمد النسيان، أو لا أهتم بالأشياء، أو أركز فأنساها، وكنت أفكر في الماضي بحكمة، أما الآن فأصرخ وأنفعل، ولا أحب نفسي، فكنت أفضل نفسي.

وأوقات تمر عليّ مواقف مثل أن فتاة طلبت مني ماء واعتذرت لها؛ لأني كنت أشعر بالعطش والزجاجة صغيرة، وأنا أخشى العدوى، فهل أنا سيئة؟ وفي يوم مررت على قطة صغيرة كانت تصرخ، ونظرت إليها، ومشيت وأنا حزينة؛ لأني كنت أرغب في مساعدتها، ولكني كنت مستعجلة تمر عليّ مواقف كثيرة مؤلمة.

بالنسبة لي أشعر بالضيق لذلك، وأحيانا كنت أشعر بأن الضغط النفسي أهلكني لدرجة كبيرة جعلتني أشعر ببرود المشاعر، فما الذي أعاني منه؟ وماذا أفعل؟

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا، والتواصل مع موقعنا.

التقلبات المزاجية شيء عادي عند الإنسان، وكما يقال أن "السمك يسبح، والطائر يطير، والإنسان يشعر" فالواحد منا يعيش في جوّ مفعم بالمشاعر والعواطف والأحاسيس، وخاصة عند الشباب والشابات أمثالك، حيث تدور في حياتك أمور كثيرة، وكونك طالبة، فلا شك أن هناك أمورا كثيرة عليك أن تختاري بينهما، فأعان الله هؤلاء الشباب والشابات على حسن التكيف مع تحديات وصعوبات الحياة.

وبالإضافة لكل هذا فهناك التبدلات الهرمونية سواء المتعلقة بالدورة الشهرية أو غيرها، ومن المعروف أن هناك حالة خاصة تسمى "PRE-MENSTRUA TENTION, PMT" أو توتر حول الدورة الشهرية، حيث تصاب الفتاة ببعض التوتر وبما يرافقه من أعراض نفسية وعاطفية، أو أعراض جسدية قد تشمل الصداع، وبعض آلام البطن والحوض، وغيرها من الأعراض. وربما كنت في الماضي شديدة التأثر بهذه الأعراض، ولكنك بدأت بالتكيف معها بعد عدة سنوات.

والخبر السعيد أن كثيرا من هذه التقلبات المزاجية والعاطفية تتحسن وتخفّ مع الوقت، وكما حدث معك، إما بسبب استقرار الهرمونات، أو بسبب التكيف والتأقلم النفسي الاجتماعي، واعتيادك على مقابلة الناس والخوض في أمور الحياة.

لا أنت لست سيئة؛ لأن موقفا أو موقفين لم يمرّا كما كنت تتمنين، وهكذا هي الحياة، بكل تحدياتها وصعوباتها.

إن التجنب عموما كتجنب اللقاء الناس، وعدم الخروج من البيت وقلة الحديث معهم، لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس، ولذلك عليك متابعة لقاء الناس والاختلاط بهم، وعدم تجنبهم بالرغم من الصعوبات، وستجدين من خلال الزمن القصير نسبيا أن ثقتك في نفسك أفضل وأفضل، وأن تقلباتك المزاجية قد خفت، وستجدين مقابلة الناس والحديث معهم أسهل بكثير مما كانت عليه في السابق.

وهكذا فالعلاج الفعال هو العلاج السلوكي والذي هو ببساطة اقتحام اللقاءات بالناس، وتحمل ما تشعرين به من الانزعاج، وعدم الانسحاب من هذه المواجهة، حتى تعتادين على هذا، وتزداد ثقتك في نفسك، وبحيث يمكن أن تصلي إلى حالة تستطيعين معها الحديث أمام الناس وبكل ثقة وارتياح.

ومما يعزز الثقة بالنفس كثيرا موضوع تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرفي على نقاط القوة عندك، وافتخري بها، وهذا في منتهى الأهمية. هل أنت جيدة مثلا في مهارة أو مادة ما، وهل تحبين مثلا تعلم اللغات، وهل تتحلين بالروح المرحة، أو هل تتقنين هواية فنية من الهوايات؟

عززي عندك مثل هذه الأمور الإيجابية، وهذه طريقة غير مباشرة للتخفيف من التوتر والتقلبات المزاجية.

وفقك الله وكتب لك التوفيق والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً