الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي نفرت من الفتاة التي أردنا خطبتها لأخي.. ما تأثير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

ذهبنا لنخطب لأخي إحدى البنات بعد مديح من إحدى صديقات أمها لها، وقد وصفوها لنا، ولكن حين ذهبنا لم تكن بمثل الوصف تماما، ليست هنا المشكلة، إنما المشكلة أن أمي حين رأتها اضطربت أحاسيسها، وأحس أنها (نفر ت من البنت) بمعنى أنها لا تريدها.

مع العلم أن البنت لم يصدر منها أي شيء، وواضح عليها البراءة، وأحبت أمي أهلها ووالدتها خصوصا.

هل إحساس الوالدة تجاه البنت من الممكن أن يؤثر؟ أو هل يجب أن ترتاح لها حتى وإن وافق أخي عليها؟ أنا لم أحس بشيء ألا أني تفأجأت؛ لأني وضعت بمخيلتي شيئا معينا من الوصف، ووجدت شيئا آخر؟ وما هي الضوابط التي يجب أن نراعيها عند الخطبة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ kholoud حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بكم في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بخطيبة الأخ، وأرجو أن يعلم الجميع أن الذي سيتزوج هو الأخ، فإذا وجد الارتياح والانشراح، والوالدة -ولله الحمد- ارتاحت لأسرتها، وارتاحت لأهلها، فإن العبرة برأي الشاب، والعبرة برأيه في مخطوبته، والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

إذا كان شقيقك ارتاح إليها، قَبِلَ بها، وجد فيها الشروط الأساسية (الدين – الخلق) وحتى نسبة الجمال هو الذي يُحددها؛ لأن ما تراه الأم (غير جميلة) أو تراه الأخت (غير جميلة)، فقد يراها الأخ (جميلة)، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، ولو حاولنا أن نرتب هذه الأمور فإننا أولاً نتأكد من: (صلاح الدين، وحسن الخلق، البيت الطيب الذي فيه تعاون وهدوء واستقرار، علاقة الفتاة مع زميلاتها، قدرة الفتاة على التواصل) هذه الشروط نحتاجها في كل الأحوال.

بعد ذلك العبرة برأي الشاب، برأي هذا الذي سيتزوج، هو صاحب المصلحة، هو الذي يختار من توافقه، ودورنا هو أن نتأكد من النقاط التي أشرنا إليها.

ولستُ أدري ماذا قالت الوالدة، هل لنفورها أسباب؟ أم تفاجأت كما تفاجأتم؟ إذا كان هذا الانكماش من الوالدة؛ لأنها كانت تتصور جمالاً أكثر فلم تجد، فليست العبرة بهذا، لأن الجمال هو الذي يُحدده الرجل، فقد يخطب الشاب فتاة يراها جميلة والأسرة لا تراها جميلة، وقد ترى الأسرة فتاة جميلة جدًّا ويراها الخاطب غير جميلة، فالعبرة والمرجع والمرجح في النهاية هو رأي الشاب، وكذلك الأمر بالنسبة للفتاة.

الأسرة ما عليها إلا أن تعاون، ودورنا كأسر – كآباء وأمهات – دور إرشادي توجيهي، لكن القرار النهائي عند صاحب المصلحة، سواء كان الشاب أو الفتاة، لا بد أن يكون القبول منهم، لا بد أن نتركهم على راحتهم، نعطي فعلاً موجهات ونصائح واقتراحات، لكن في النهاية القرار بالنسبة للشاب أو للفتاة.

فإذا كان الأخ ارتاح إليها، ووجد فيها الفتاة المناسبة، والوالدة لم يكن لها أسباب واضحة، إذا كان لها أسباب؛ لأنها كذا؛ ولأنها كذا (أسباب معروفة) عند ذلك نناقش الأسباب، أما إذا كان النفور غير طبيعي، وليس له أسباب فعلينا أن نتعوذ بالله من الشيطان، وأنا سعيد أنكم أشرتم إلى أن الوالدة ارتاحت لأهلها، وهذا أيضًا جزء هام جدًّا، وغدًا سترتاح لهذه الفتاة، فأرجو أن تتأكدوا فقط من الشروط الأخرى الأساسية، وعلينا أن نستمع لرأي الشاب صاحب المصلحة.

ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً