الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أثق بنفسي كثيرا وأحب العيش في الماضي، فكيف أتغلب على ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عزباء في الـ 23 من العمر، لدي حنين للماضي ورغبة للعيش فيه، وأفضله أحيانا على الحاضر، وعندما أحاول أن أخطو خطوة للأمام فإنني أعود للماضي عند كل خطوة، أكثر من أن أعيش الخطوة ذاتها، على سبيل المثال عندما أريد أن أكتب مقالة، عند كتابتي للفقرة الأولى وأريد أن أنتقل للثانية، أعيد قراءة الفقرة الأولى مرارا حتى أكتب الثانية، وهذا ينطبق على الأحداث في حياتي، وأعاني من كثرة المراجعة للأحداث، حيث أني عندما أعمل شيئا أعود لمراجعته مرارا، وكأني لم أتأكد منه، مع العلم أني قد فعلته على أكمل وجه، وفي نفس الوقت أطمح أن أكون فتاة مثالية، وأحاول أن أصل إلى ذلك بالسيطرة على عقلي الباطن، من خلال مقالات العقل الباطني.

أريد من حضرتكم مساعدتي في زيادة الثقة بنفسي، وأنا فتاة متفوقة، لكنني أحس أنني لا أثق في نفسي كثيرا، وأرجو مساعدتي في تحليل شخصيتي والخروج من الماضي، باستخدام الأدوية الطبية، فأنا لدي الإرادة في تغيير نفسي، ولقد تمكنت في تغيير طباع كنت لا أرغب بها بذاتي، مع العلم أنني ملتزمة بديني -والحمد لله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا، والحمد لله على التزامك وعلى قربك من المولى الكريم.

يعاني بعض الناس مما نسميه الميل أو النزعة للكمال (perfectionism) حيث يميل الشخص في كل شيء يعمله إلى أن يكون "كاملا" والكمال لله تعالى، وبالرغم من صعوبة هذا الميل الذي قد يصل إلى حدّ الوسواس القهري، وربما هذا الشيء موجود عندك، حيث تشككين في جودة العمل الذي قمت به، فأنت تحاولين دوما مراجعة الأمور والتأكد من أنها على ما يرام، وهذا وبحسب بعض التحليلات النفسية إنما هو رمز لقلة الشعور بالأمن والاستقرار، ولتغيير هذا الأمر أمامك طريقان:

الأول: طريق العلاج النفسي، سواء الجلسات العلاجية، أو بعض الأدوية النفسية، والتي يمكن أن تخفف عنك بعض أعراض هذه النزعة للكمال، وأعراض هذا الوسواس القهري، ولكن هذا العلاج لن يفيد أصلا من دون الأمر الثاني.

الأمر الثاني: أن تقتحمي مجالات الحياة والعمل، وأن تقبلي بالأعمال النصف مطبوخة، كالمقالات التي لم تراجعيها أكثر من مرة واحدة، وتبتعدي عن الرغبة في أنك تريدينه عملا كاملا، نعم اقبلي بأنصاف الحلول، فهذا أفضل من لا حل بالمطلق.

درّبي نفسك شيئا فشيئا على أن تقومي بالأعمال غير المتقنة 100% وأنت قادرة على هذا، وهذا ملاحظ من خلال سؤالك الذي كتبت، فأنت استطعت في الماضي تغيير بعض الطباع الموجودة عندك، وأنا أقول هذا من باب التشجيع ولفت نظرك لهذا، واطمئني فأنت ستتمكنين من تغيير هذا النمط من الحياة، ولو بشيء من البطء، إلا أنك ستقومين به.

وانظري العلاج السلوكي لزيادة الثقة بالنفس: (265851 - 259418 - 269678 - 254892).

وفقك الله، ويسّر لك العمل الجديد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس ahlem

    من المباغة القول انك تعانين من مرض لدي نفس طباعك و مشكلتي ان تستغرق اعمالي اكثر وقت من المطلوب

  • تركيا فرات

    بعض الناس يحب العيش في الماضي وذكرياته الجميلة ربما لانه لا يستطيع في حاضره تحقيق مايطمح اليه بشكل كامل اعملي على وضع اهداف بسيطة ثم اكبر واجعلي من الماضي جسرا الى الحاضر الفاعل والمستقبل الزاهر

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً